الأحد 12 مايو / مايو 2024

النووي الإيراني.. هل لإسرائيل القدرة على تعطيل الاتفاق؟

النووي الإيراني.. هل لإسرائيل القدرة على تعطيل الاتفاق؟

Changed

ناقشت حلقة "تقدير موقف" الملف النووي الإيراني في ظل رفض إسرائيل لأي اتفاق وتخوفها من تحول طهران إلى دولة نووية (الصورة: غيتي)
تشن إسرائيل حربًا دبلوماسية لإقناع الولايات المتحدة والأوروبيين بالعدول عن أي اتفاق مع إيران لا يقوض قدراتها النووية بشكل كامل ونهائي.

برز الدور الإسرائيلي في صدارة الجهود الساعية إلى إجهاض القدرات النووية الإيرانية لأكثر من عقدين منذ خروج الملف النووي لطهران إلى العلن.

وظهر الموقف الإسرائيلي على شكل تهديدات باستخدام القوة العسكرية والسعي لمزيد من العقوبات الدولية.

ميدانيًا، قامت إسرائيل ببعض الهجمات الجانبية التي طالت المفاعلات النووية وبنيتها التحتية، كما لاحقت العلماء والخبراء الإيرانيين، تأكيدًا منها أنها لن تقبل بأن تتسلح إيران نوويًا.

ولا يُجمع صنّاع القرار في إسرائيل بأن الخطر النووي الإيراني وجودي، إلا أن معظمهم يقر بأن إيران المسلحة نوويًا ستشكل تحديًا خطيرًا للأمن الإسرائيلي.

وتشترك المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية في تقييم معارضتها للطموحات الإيرانية، ولذلك سعت بكل جهدها إلى عرقلة أي معاهدة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

حرب دبلوماسية

واعتبر القادة الإسرائيليون الاتفاق النووي الموقع بين إيران والمجموعة الدولية عام 2015 "كارثة إستراتيجية" وخطأ تاريخيًا كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وجاءت التقديرات الإستراتيجية بأن البنية التحتية النووية ستنتقل إلى مرحلة متقدمة عبر تقصير المدة المطلوبة لإنتاج السلاح النووي.

وبعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتفاق عام 2015، نشطت إيران أجهزة الطرد المركزي ووصلت إلى عتبة صناعة القنبلة النووية من دون أن تتجاوزها بحسب الخبراء.

واليوم، تشن إسرائيل حربًا دبلوماسية لإقناع الولايات المتحدة والأوروبيين بالعدول عن أي اتفاق مع إيران لا يقوض قدراتها النووية بشكل كامل ونهائي، بينما تتحضر المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لتدابير منفردة تضع السيناريو العسكري على الطاولة كأحد الخيارات المحتملة.

"مبالغة في تقدير قدرة إسرائيل على تعطيل التفاق"

وفي هذا الإطار، يؤكد مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي مروان قبلان أن إسرائيل كانت ترغب دائمًا في أن توجه الولايات المتحدة الأميركية ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، لأن تل أبيب تعتقد أن إيران ماضية في اتجاه الحصول على سلاح نووي مع أو بدون اتفاق.

ويشير في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن إسرائيل تريد الاحتفاظ باحتكارها للسلاح النووي في المنطقة، لافتًا إلى أن تل أبيب تمتلك بحسب التقديرات أكثر من 200 رأس نووي وتتبنى سياسة الغموض تجاه هذا الموضوع.

وإذ يذكّر قبلان بأن إسرائيل وجهت ضربات لأكثر من دولة في المنطقة حاولت الحصول على منشآت نووية على غرار ضرب مفاعل تموز في العراق عام 1981، وتدمير مفاعل الكبر في سوريا عام 2007، يؤكد أنها تريد القيام بالشيء نفسه مع إيران، إلا أن الأخيرة دولة كبيرة وبعيدة جغرافيًا، ومنشآتها النووية موزعة بشكل كبير.

ويرى أنه لهذه العوامل، تريد إسرائيل أن تدفع الولايات المتحدة إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية نيابة عنها، كما أنها لا تريد أي نوع من أنواع الاتفاق مع طهران.

ويشدد على أن هناك مبالغة في تقدير قدرة إسرائيل على تعطيل التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، مذكرًا بأن إسرائيل اعترضت بشدة على الاتفاق عام 2015، إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تلتفت إليها حينذاك.

"إسرائيل تريد منع إيران من العودة الاقتصادية"

بدوره، يعتبر رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي مهران كامرافا أن الإسرائيليين لا يمتلكون القوة للهجوم على إيران، ولذلك قرروا مهاجمة مفاوضات فيينا.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من إسطنبول إلى أن هذه الهجمات تتضمن حربًا دبلوماسية وهجمات إعلامية من خلال تقارير إعلامية في محاولة لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي.

ويخلص إلى أن العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي هي الأقوى في العالم، معتبرًا أن تل أبيب بمعارضتها للمفاوضات والاتفاق النووي تريد منع إيران من العودة الاقتصادية إلى العالم. 

"حرب استباقية"

أما الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية جامعة جورج واشنطن ريتشارد تشاسدي فيشير إلى أن "القادة الإيرانيين قاموا لسنوات عديدة بتهديد إسرائيل، ومن وجهة النظر القانونية قد يعطي هذا الأمر المجال لإسرائيل لتنفيذ حرب استباقية".

ويضيف في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "فكرة الحرب الاستباقية تتماشى مع الشعور الإسرائيلي بأن تل أبيب مهددة من طرف إيران، وبالتالي النقاش يدور حول إمكانية التعامل مع هذا التهديد الكبير".

أما بالنسبة لوجهة النظر الجيوسياسية، فيلفت إلى أن إسرائيل تفهم أن "تطوير إيران لقنبلة نووية سيغير المفاهيم في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يشكل تهديدًا مباشرًا في نظرها".

ويوضح تشاسدي أن خطة العمل الشاملة المشتركة حول الملف النووي قد تتوقف إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في نوفمبر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close