الخميس 2 مايو / مايو 2024

الهجوم المستمر على أوكرانيا.. مناطق محاصرة وأزمة إنسانية متفاقمة

الهجوم المستمر على أوكرانيا.. مناطق محاصرة وأزمة إنسانية متفاقمة

Changed

"العربي" يعرض لتوزع جبهات القتال في اليوم الحادي عشر من عمر الهجوم الذي تنفذه روسيا ضد أوكرانيا (الصورة: غيتي)
في اليوم الـ11 من الهجوم الروسي على أوكرانيا، اشتد القتال حول العاصمة كييف، في ظل "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

طوت أوكرانيا اليوم الحادي عشر من عمر الهجوم الذي تنفّذه روسيا على أراضيها، على وقع اشتداد المعارك وتفاقم الأزمة الإنسانية، لا سيما في المناطق المحاصرة التي باتت تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

وإحدى هذه المناطق إربين التي حوصر فيها طاقم "العربي"، فنقل من ملجأ يحتمي به المدنيون معالم يوم من حياة الأوكرانيين، لا ماء فيه ولا طعام.

وإن كانت العقوبات المتواترة واتصالات القادة تتوخى وقف الحرب، إلا أن من التوقعات ما يتحدث عن صراع سيطول. 

فقد توقع نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب، أن يستمر الصراع في أوكرانيا شهورًا إن لم يكن سنوات.

في غضون ذلك، أفادت وكالة "إنترفاكس يوكرين" للأنباء، نقلًا عن قرار حكومي بأن الحكومة الأوكرانية علّقت تصدير العديد من السلع الزراعية وسط الهجوم الروسي؛ هي صادرات الجاودار والشوفان والدخن والحنطة السوداء والملح والسكر واللحوم والماشية.

وتُعد أوكرانيا منتجًا ومصدرًا زراعيًا رئيسيًا على مستوى العالم، وتهيمن الحبوب والزيوت النباتية على صادراتها.

ماذا في تطورات الميدان؟

ويضيق الخناق على العاصمة الأوكرانية على جبهات عدة، فقد استيقظت كييف على وقع انفجارات وقصف مكثف استهدف الأحياء الغربية والشمالية. 

وأكد الإعلام الأوكراني إسقاط صواريخ روسية بالمضادات، في حين تستمر الاشتباكات الميدانية في بوتشا.

شمالًا أيضًا أفادت مصادر محلية في جوتومير عن استهداف مباشر لأبنية سكنية متعددة مع ضبابية كاملة في أعداد الضحايا.

وتواجه جبهة ماريوبول بمحاذاة الدونباس استعدادات لمواجهات محتملة مع إحكام الخناق عليها مع تصارع التصريحات حول إقامة الممرات الآمنة. وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "توقف" ثاني محاولة لإجلاء المدنيين منها.

وفي أقصى الجنوب الأوكراني، دوت صفارات الإنذار أكثر من مرة في أوديسا، مع تحذيرات من تجدد القصف الجوي عقب غارات نفذتها الطائرات الروسية على المحاور المحيطة بها. 

وتم تفعيل منظومة المضادات الصاروخية البحرية، مع ارتفاع نسبة التوقعات بتنفيذ الفرقاطات الروسية إنزالًا على شواطئ المدينة.

إلى ذلك، تدور في مدينة ميكولايف مواجهات عنيفة على الجبهات الجنوبية والغربية مع محاولات حثيثة من الجيش الروسي للسيطرة على شارع دولي يصل أوديسا بالعاصمة كييف.

وفي شمال أوكرانيا، تدور معارك في خاركيف ذات الامتداد مع الحدود الروسية. وأفاد مراسل "العربي" عن تحركات عسكرية كثيفة في مدينة لفيف تحسّبًا لهجوم روسي وشيك.

طاقم "العربي" محاصر

بالعودة إلى إربين، تتواصل الاشتباكات في المنطقة الواقعة شمالي كييف بلا هوادة، ومعها يستمر احتجاز طاقم "العربي"، المؤلف من الزميلين عدنان جان وحبيب ديمرجي، والذي كان قد وجّه نداء لتوفير ممر آمن لخروجه من منطقة الحصار.

وتحدّث مراسل "العربي" عدنان جان عن وضع "سيء للغاية"، في ظلّ "حصار تام"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد كهرباء ولا ماء ولا طعام.

وأفاد بأن الأهالي المدنيين يناشدون المجتمع الدولي لفتح ممر إنساني لهم، لافتًا إلى أن إربين تحوّلت إلى ساحة حرب حقيقية مع ارتفاع حدة الاشتباكات والقصف المكثف.

عدد الفارين تجاوز 1.5 مليون

في سياق متصل، حذّرت الأمم المتحدة الأحد من أن عدد الفارّين من الهجوم الروسي على أوكرانيا تجاوز 1,5 مليون، ما يخلق "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة أكدت وقوع "عدة" هجمات على مراكز للرعاية الصحية في أوكرانيا وأنها تتحقق من هجمات أخرى. 

وقال في رسالة على "تويتر": إن الهجمات أوقعت عددًا من القتلى والمصابين.

وأكد أنّ "الهجمات على منشآت الرعاية الصحية أو العاملين فيها انتهاك للحياد الطبي، وهي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني".

شروط بوتين لوقف الهجوم

ومرة أخرى، أكد الرئيس الروسي أن بلاده لن توقف عمليتها العسكرية، إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال وتمت تلبية مطالب موسكو. فذاك ما أبلغه لنظيره التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية اليوم الأحد، بحسب ما أفاد الكرملين.

غير أن منظمة "أو.في.دي-إنفو"، وهي منظمة مستقلة تراقب الاحتجاجات، قالت إن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 4300 شخصًا في مظاهرات مناهضة للحرب في 56 مدينة في أنحاء البلاد اليوم الأحد.

وبوتين كان قد تواصل أيضًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر اتصال هاتفي بادر له الأخير، وهو الرابع بين الرئيسين منذ بدء الهجوم الروسي.

إلى ذلك، وجّه بوتين تحذيرات جديدة إلى حلف شمال الأطلسي، حيث اعتبر أن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفًا في النزاع. وهدد بـ"عواقب وخيمة وكارثية ليس لأوروبا فحسب، ولكن للعالم بأسره" إذا أنشئت منطقة حظر كهذه. 

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وقال للصحافيين خلال زيارة إلى مولدوفا: "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدًا".

تعليق عمليات في روسيا

من ناحية أخرى، أعلنت شركة "أميركان إكسبريس" وقف عملها في روسيا بعدما كانت شركتا الدفع بالبطاقات "فيزا" و"ماستركارد" قد أفادتا أنهما ستعلقان عملياتها في روسيا.

بدورها، قالت عدة بنوك روسية إنها ستبدأ قريبًا في إصدار بطاقات تستخدم نظام مشغل البطاقات الصيني يونيون باي مقرونًا بشبكة مير الروسية.

وجاءت الإعلانات المتعلقة بالتحول إلى يونيون باي اليوم الأحد من سبير بنك، وهو أكبر بنك روسي وكذلك بنك ألفا وبنك تينكوف.

من ناحيته، طلب البنك المركزي الروسي من المصارف التوقف عن نشر أرقام أدائها المالي بسبب العقوبات الغربية، التي فُرضت بعد الهجوم على أوكرانيا وتُهدد بتدمير القطاع المصرفي ومدخرات الناس.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close