السبت 27 يوليو / يوليو 2024

بسبب الحروب والنفقات العسكرية.. العالم يواجه "عقدًا أكثر خطورة"

بسبب الحروب والنفقات العسكرية.. العالم يواجه "عقدًا أكثر خطورة"

شارك القصة

الجيش الأوكراني
قال المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن الجيش الأوكراني أظهر "براعة" خاصة في البحر الأسود باستخدام مسيّرات بحرية- رويترز
قال تقرير للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إنّ الوضع الحالي في مجال الأمن العسكري يشير إلى عقد قادم أكثر خطورة.

حذر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية المتخصص في قضايا الدفاع، اليوم الثلاثاء، من أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والحرب الروسية في أوكرانيا والتوتر في محيط الصين، كلها تنذر بعقد "أكثر خطورة" مع توقع ازدياد النفقات العسكرية في العالم.

وتلفت نسخة 2024 من تقرير التوازن العسكري الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن، إلى أن العالم دخل العام الماضي "بيئة أمنية شديدة التقلب" مع انتصار أذربيجان على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ والانقلابات في النيجر والغابون، على أن يستمر ذلك.

وأوضح التقرير أن "الوضع الحالي في مجال الأمن العسكري ينذر بما سيكون على الأرجح عقدًا أكثر خطورة يتسم بلجوء البعض بشكل ملحوظ إلى استخدام القوة العسكرية للحصول على  مطالبهم، فضلًا عن رغبة الأنظمة الديمقراطية التي تتقاسم القيم نفسها، في "تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف في شؤون الدفاع في مواجهة هذا الوضع".

توقع زيادة جديدة في الإنفاق العسكري

وبعد مرور نحو عامين على الحرب الروسية، اعتبر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن جيش موسكو خسر حوالي ثلاثة آلاف دبابة قتالية أو كامل الاحتياطات العملانية التي كانت لديه حتى فبراير/ شباط 2022. وعوّض منذ ذلك الحين خسائره بالاعتماد بشكل أساسي على مخزونه من الآليات التي لم تكن في الخدمة حينها، واضطر لتفضيل الكمية على النوعية.

من ناحية أُخرى، تمكنت كييف حتى الآن من تعويض الخسائر في معداتها بفضل المعدات الغربية عالية الجودة. كما أظهر الجيش الأوكراني "براعة" خاصة في البحر الأسود باستخدام مسيّرات بحرية، بحسب المعهد.

وبشكل عام ارتفع الإنفاق العسكري في العالم بنسبة 9% العام الماضي ليصل إلى 2200 مليار دولار (2000 مليار يورو) وهو رقم غير مسبوق بحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي يتوقع زيادة جديدة هذا العام.

ويفسر المعهد هذه الظاهرة بشكل رئيسي بالحرب في أوكرانيا والتوترات مع الصين. ويشير إلى أن أعضاء الناتو باستثناء الولايات المتحدة، يشعرون بالقلق.

ونشر هذا التقرير فيما أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي يأمل في إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إمكانية التوقف عن الدفاع عن دول الحلف المترددة في الاستثمار في مجالها الدفاعي، مما تسبب بانتقادات شديدة.

وبحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية فإن 10 فقط من الدول الأعضاء الـ31 في حلف شمال الأطلسي حققت هدف الناتو المتمثل في تخصيص 2% من إجمالي الناتج المحلي للإنفاق العسكري، ولكن 19 من هذه الدول زادت الإنفاق.

"الصين تفرض نفسها"

وكشف التقرير أن روسيا والصين تخصصان الآن أكثر من 30% من إنفاقهما العام للقطاع العسكري، في حين يزيد الغربيون "ببطء" إنتاج الصواريخ والذخائر بعد سنوات من قلة الاستثمار في هذا المجال.

بالإضافة إلى الاستثمارات في التكنولوجيات الجديدة، عاد الاهتمام بـ "المعدات التي تم إهمالها مثل سلاح المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي" وتحديث الترسانتين النوويتين الصينية والأميركية.

وتواصل بكين سياستها المتمثلة في تحديث قواتها الإستراتيجية وتحويل جيشها إلى "قوة تدخل" قادرة على الانتشار بعيدًا عن حدودها، مما يؤدي إلى تعزيز التحالفات الدفاعية للدول المجاورة القلقة.

ويشير التقرير إلى أن "الصين تفرض نفسها أكثر وأكثر، ليس فقط في محيطها المباشر"، مذكّرًا بتحليق البالونات الصينية حتى في الأجواء الأميركية ونشر السفن في العالم أو الجهود الدبلوماسية في بعض النزاعات البعيدة.

وذكر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أيضًا أن إيران تمارس نفوذًا متزايدًا في مناطق عدة تشهد نزاعات مع مثالين: تسليم الصواريخ للحوثيين اليمنيين الذين تؤدي هجماتهم في البحر الأحمر إلى تعطيل التجارة العالمية فضلًا عن تزويد روسيا بمسيرات في حربها على أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close