تحوّلت مدينة باخموت الأوكرانية، والتي كانت تضم 70 ألف نسمة قبل الحرب، إلى ركام بفعل القصف الروسي والمعارك الطاحنة المستمرة منذ أشهر.
ووفق وزارة الدفاع الأوكرانية، فإن الخسائر الروسية الجسيمة أجبرت موسكو خلال الأيام الماضية على إيقاف هجومها الكثيف للسيطرة على المدينة، رغم تطويقها من جهات ثلاث.
لكن وفق حسابات ميدانية، لا يعني هذا أن هجوم الشرق قد انكسر، إذ قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها صدّت 60 هجومًا روسيًا في المنطقة الشرقية، بما في ذلك الهجمات على مدينة أفدييفكا التي تحولت بفعل المعارك إلى منطقة حمراء، يُحظر على الصحافيين والمتطوعين دخولها، وفق ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية في المدينة.
تطورات ميدانية
ولم تسلم مدينة سلوفيانسك من القصف الروسي الذي خلف قتيلين و29 جريحًا، في استهداف قالت عنه السلطات الأوكرانية إنه تم بصواريخ إس-300 المضادة للطائرات.
وكتب الحاكم الإقليمي للمدينة بافلو كيريلنكو على فيسبوك: "هناك قتيلان و29 جريحًا في سلوفيانسك، وتضررت مبانٍ إدارية ومكاتب بالإضافة إلى خمس بنايات وسبعة منازل".
وأفاد كيريلنكو أن بلدة أخرى في منطقة دونيتسك وهي دروجكيفكا، استُهدفت أيضا بهجوم، وقال: "أصاب صاروخان من طراز اس-300 دار الأيتام في دروجكيفكا ودمرته بشكل شبه كامل".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: "يوم آخر بدأ بإرهاب روسيا الاتحادية. الدولة المعتدية قصفت سلوفيانسك".
وتابع: "على العدو أن يعرف: أوكرانيا لن تصفح عن التعذيب الذي يتعرض له شعبنا وعن الذين يتسببون بسقوط قتلى وبكل هذه الجراح".
تدريبات غربية
ولكن شرارة الحرب وصلت إلى جنوب موسكو، إذ قالت الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة أوكرانية فوق بلدة كرييفسك، على بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي موسكو، في حدث نادر ينذر بمزيد من التصعيد.
في السياق عينه، أنهى جنود أوكرانيون تدريبهم في المملكة المتحدة على استخدام 14 دبابة من طراز تشالنجر 2 قدّمتها لندن لأوكرانيا لمواجهة الهجوم الروسي، على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الإثنين.
وبدأ التدريب بُعيد إعلان المملكة المتحدة في مطلع يناير/ كانون الثاني عن إرسال هذه الدبابات لأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان الإثنين: "ترسل المملكة المتحدة دبابات تشالنجر 2 التي ستكون قريبًا في أيدي القوات المسلحة" الأوكرانية.
وقال وزير الدفاع البريطاني بين والاس إن الجنود الأوكرانيين الذين خضعوا للتدريب ولم يُحدَّد عددهم، يعودون إلى أوكرانيا "مجهّزين بشكل أفضل لكن من دون أن تراجع مستوى الخطر" الذين يواجهونه.
وأضاف في بيان: "نواصل الوقوف إلى جانبهم والقيام بكل ما في وسعنا لدعم أوكرانيا طالما اقتضت الحاجة".
وتعتبر الدول الغربية أن أوكرانيا لها الحقّ في الدفاع عن نفسها، لكن البعض يتردد في تسليم أسلحة من شأنها تصعيد النزاع من خلال السماح لأوكرنيا بضرب روسيا.