بعد العزوف التاريخي عن الانتخابات التشريعية الأخيرة في تونس وتدني نسبة المشاركة فيها بشكل صادم، اعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل الخميس أنه من الحكمة تأجيل جولة الإعادة من الانتخابات البرلمانية لتفادي الفوضى بعد إقبال متدن للغاية في الجولة الأولى الأسبوع الماضي.
وقال نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل: "كنت أتوقع بعد الانتخابات سيقول الرئيس إنه تلقى الرسالة ويعترف بأن المسار لم يكن ناجعًا. لكنه يمضي قدمًا في برنامجه".
تصعيد تجاه سعيّد
وأضاف: "من الحكمة تأجيل الجولة الثانية لتجنب الفوضى"، مؤكدًا أن البرلمان الذي سينتج عنها سيكون "فاقدًا للشرعية والمصداقية".
ويصعد الاتحاد بذلك الضغوط على الرئيس قيس سعيّد الذي يواجه معارضة متزايدة.
ولم يشارك سوى 11.2% فقط من الناخبين في الاقتراع الأسبوع الماضي، مما أثار انتقادات واسعة من المعارضة التي قالت إن على سعيد التنحي وتعهدت باحتجاجات حاشدة.
سعيّد مُصر على إجراء جولة الإعادة
ورفض سعيّد انتقادات المعارضة، قائلًا: إن الإقبال يجب ألا يُحسب في الدور الأول وإنما بعد جولة الإعادة.
لكن رغم ذلك، فقد بدأت بعض الأحزاب المحسوبة على سعيّد، التراجع عن موقفها منه، إذ أكد عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسية أحد أبرز الأحزاب الداعمة للرئيس محمد المسليني، أن على الرئيس أن يقرأ جيدًا رسالة الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويذهب باتجاه إجراء انتخابات رئاسية جديدة مبكرة.
وكان اتحاد الشغل دعم سعيّد عندما سيطر على معظم السلطات العام الماضي بإغلاق البرلمان، قبل أن يتحول إلى منتقد شرس له بعد أن انتقل للحكم بمراسيم وكتب دستورًا جديدًا أُقر الصيف الماضي في استفتاء.
عدد من الأحزاب التونسية الداعمة للرئيس #قيس_سعيد تدعوه إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة 👇#تونس تقرير: وسام دعاسي pic.twitter.com/fXcDlExNA6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 21, 2022
جر للاصطفاف
وستجرى جولة الإعادة في معظم المناطق التونسية بعد فوز 21 مرشحًا فقط في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، حسب ما أفادت مفوضية الانتخابات هذا الأسبوع عقب التصويت المثير للجدل.
ورفض الاتحاد في بيانه ما اعتبره "محاولات يائسة لبعض الأطراف لفرض مواقفهم على الاتحاد والتدخل في قراراته ودفعه للاصطفاف خلف أجنداتهم".
وبموجب الدستور الجديد الذي صاغه سعيّد ووافق عليه التونسيون في استفتاء في يوليو/ تموز الماضي ستكون سلطات البرلمان الجديد محدودة للغاية.