الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

بعد تصنيفها ضمن "لائحة ثقافية".. قرار بهدم إهراءات القمح بمرفأ بيروت

بعد تصنيفها ضمن "لائحة ثقافية".. قرار بهدم إهراءات القمح بمرفأ بيروت

Changed

فقرة من "العربي" تكشف وثائق عن بناء الصوامع التاريخية في لبنان (الصورة: غيتي)
تراجع وزير الثقافة اللبناني عن ضم مبنى صوامع القمح الواقع في مرفأ بيروت ضمن لائحة الأبينة التراثية الأمر الذي قد يؤدي لتسهيل قرار هدمه وسط معارضة من اللبنانيين.

مهد وزير الثقافة في لبنان لقرار هدم مبنى صوامع القمح في مرفأ بيروت، وذلك بعد أسبوع من تصنيف المبنى الذي شهد واحدًا من أسوأ الانفجارات في العالم، ضمن لائحة "الأبنية التاريخية" المحمية. 

وقال الوزير محمد مرتضى في حديث إذاعي محلي، يوم أمس الجمعة: إن المبنى غير قابل للترميم، ولا مانع من رفعه عن القائمة، شرط تأمين بديل ثقافي لحفظ ذكرى انفجار مرفأ بيروت، من خلال إقامة نصب تذكاري. 

"مسرح الجريمة"

ويعتبر جزء كبير من اللبنانيين، أن لمبنى الصوامع رمزية تدل على الفساد المستشري في الدولة اللبنانية، والذي أدى لانفجار المرفأ، كما يعترض ناشطون وأهالي الضحايا الذين قضوا في الانفجار على هدمه كونه يقع ضمن مسرح الجريمة. 

وبقيت صوامع القمح منذ 4 أغسطس/ آب شاهدة على انفجار كمية ضخمة من نترات الأمونيوم الموجودة داخل أحد العنابر في مرفأ العاصمة، الأمر الذي أودى بحياة 215 شخصًا على الأقل حينها، وخلف إصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، ودمارًا واسعا بجزء كبير من مباني وشوارع بيروت، فيما يواجه التحقيق بالجريمة الكبرى مصاعب كبيرة، أدت لتجميد عمل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار. 

وكان الوزير مرتضى قد قرر قبل أسبوع تصنيف المبنى ضمن لائحة "الأبنية التاريخية" المحمية، مانعًا هدم الصوامع أو تنفيذ أي أعمال فيها دون موافقة مسبقة.

"نكبة ثانية"

وقال وزير الثقافة في بيان الجمعة الماضي: إن "إهراءات الحبوب في مرفأ بيروت شكلت منذ تاريخ إنشائها معلمًا عمرانيًا تميزت به الواجهة البحرية للعاصمة وارتبط موقعه وهندسته بالذاكرة اللبنانية العامة".

وأضاف أن البناء "شاهد على التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها بيروت على مدى أكثر من نصف قرن".

لكن مرتضى كشف أمس أن "مرجعًا دوليًا" زاره ناصحًا بأن ترك مبنى الصوامع "سيؤسس لنكبة ثانية تشبه نكبة المرفأ".

وكانت معلومات صحافية قد ذكرت أن مجلس الوزراء قرر هدم المبنى نظرًا لاحتمال انهياره، وتمهيدًا لإعادة إعماره كونه يشكل مكانًا للاحتفاظ بالمخزون الإستراتيجي للقمح في البلاد.

ومؤخرًا، عاد الحديث عن أهمية الصوامع في لبنان على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها على الأمن الغذائي في هذا البلد الذي يستورد نحو 60% من وارداته من القمح من البلدين المتصارعين.

يذكر أن المبنى التاريخي للإهراءات المطل على الواجهة البحرية للعاصمة بيروت، تم تشييده عام 1968 بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حينها، وقد وضع حجر أساسه الرئيس اللبناني السابق شارل حلو مع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم آل صبّاح.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close