السبت 25 مايو / مايو 2024

بعد تقارير عن استخدامها في أوكرانيا.. ما هي الأسلحة الحرارية الروسية؟

بعد تقارير عن استخدامها في أوكرانيا.. ما هي الأسلحة الحرارية الروسية؟

Changed

وصول الجيش الروسي إلى خيرسون جنوب أوكرانيا (الصورة: غيتي)
اتهمت أوكرانيا ومنظمات حقوقية القوات الروسية باستخدام ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع، فما هي هذه القنابل الفراغية؟ وكيف تعمل؟

تصاعدت المخاوف حول استخدام روسيا للأسلحة الحرارية في هجومها العسكري على أوكرانيا، وذلك بعد أن أكّدت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أنّ قنبلة فراغية -وهو مصطلح آخر للسلاح- قد استخدمت خلال الهجمات.

فقد قالت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا للصحفيين بعد تقديم إفادة لأعضاء الكونغرس الأميركي، إنّ روسيا استخدمت سلاحًا حراريًا يعرف باسم القنبلة الفراغية خلال قصفها بعض المناطق الأوكرانية.

كذلك، اتهمت منظمتان معنيتان بحقوق الإنسان، روسيا، بمهاجمة الأوكرانيين بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية، وهي أسلحة أدانتها العديد من المنظمات الدولية وتحظرها اتفاقية جنيف.

وقالت منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، أمس الإثنين، إنّ القوات الروسية استخدمت على ما يبدو ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع مع اتهام منظمة العفو الدولية القوات الروسية بمهاجمة روضة أطفال في شمال شرق أوكرانيا أثناء وجود لاجئين مدنيين بها.

في المقابل، لم يصدر بعد تأكيد رسمي لاستخدام هذه الأسلحة الحرارية التي تمتص الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار شديد الحرارة، على الرغم من أن لقطات من أوكرانيا بيّنت وجود قاذفات صواريخ حرارية على مركبات TOS-1 الروسية.

وذكرت شبكة "سي.إن.إن" أن فريقها شاهد راجمة صواريخ حرارية متعددة الفوهات الحرارية بالقرب من الحدود الأوكرانية في ساعة مبكرة من بعد ظهر السبت الفائت.

من جهته، يشرح الدكتور ماركوس هيليير، كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي لـ"الغارديان"، إنه بينما لم يتضح دقة نشر روسيا لهذه الأسلحة الحرارية بعد في أوكرانيا، إلا أن الأمر مجرد "مسألة وقت".

كيف تعمل القنابل الفراغية؟

السلاح الحراري، المعروف أيضًا باسم قنبلة الهباء الجوي أو المتفجرات الهوائية التي تعمل بالوقود، عبارة عن ذخيرة ذات مرحلتين.

وتوزع شحنة المرحلة الأولى الهباء الجوي المكون من مادة الوقود الصلب القائم على الكربون الدقيقة إلى جزيئات معدنية صغيرة، بينما تشعل الشحنة الثانية تلك السحابة، مكونة كرة نارية ضخمة وموجة صدمة هائلة، وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط به.

كما يمكن أن تستمر موجة الانفجار الناجمة عن القنبلة الفراغية لفترة أطول بكثير من المتفجرات التقليدية، وتكون قادرة على "خنق" الأجسام البشرية وفق "الغارديان".

وتُستخدم هذه الأسلحة لأغراض متنوعة وتأتي بأحجام مختلفة، وفي هذا الإطار يقول هيليير إنّ ما قد نراه في أوكرانيا هو أن روسيا ستستخدمها في دور "تحصينات" لتدمير المواقع الدفاعية، مشيرًا إلى أن هذه الأسلحة صممت أولًا بأحجام كبيرة للغاية إذ كان يتم إطلاقها من الجو لتدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق في السابق.

أين استخدمت الأسلحة الحرارية؟

تستخدم القوات الروسية والغربية هذه القنابل الحرارية منذ الستينيات، حيث اعتمدت الولايات المتحدة عليها في محاولاتها للقضاء على تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان.

لكن هيليير يؤكد أنّ روسيا لديها سجل حافل أكثر من الغرب مع القنابل الفراغية، كونها تمتلك ترسانة متنوعة من أسلحة تكتيكية صغيرة وصولًا إلى قنابل ضخمة تطلق من الجو.

ويقول: "الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا في منطقة دونباس، يستخدمونها منذ عدة سنوات".

أما عام 2000، فأدانت "هيومن رايتس ووتش" ما تردد عن استخدام روسيا للأسلحة قبل عام في الشيشان ووصفتها بأنها "تصعيد خطير" له "تداعيات إنسانية مقلقة".

ما مدى خطورة القنابل الفراغية؟

يردف هيليير أنّ الأسلحة الحرارية تتميز بأنها فعالة في "غرضها المحدد" المتمثل في "تدمير المواقع الدفاعية بشكل أساسي". في حين أنه يستبعد استخدامها لاختراق دبابة مثلًا، إلا أنها يمكن أن تكون "سلاحًا مدمرًا للغاية" ضد مجمع سكني أو مبانٍ رسمية.

وتابع: "إنها ليست محظورة بشكل فعال على الرغم من أن آثارها يمكن أن تكون مروعة للغاية، بسبب هذا التأثير المتمثل في خلق فراغ وامتصاص الهواء من رئتي المحاربين".

أما نظرًا إلى استخدامها "القياسي جدًا" من حيث التكتيكات الروسية، فتوقع هيليير رؤية المزيد من القنابل الفراغية خلال تصاعد الحرب على أوكرانيا، منبهًا من أن أحد الأشياء التي يعرفها المحللون عن التكتيكات الروسية هي "أنهم على استعداد لتدمير كل شيء".

ويختم: "من الواضح أن الأوكرانيين ما زالوا يتجولون بحرية في بعض المدن.. ومع استمرار ذلك سوف يلجأ الروس أكثر وأكثر لاستخدام أي أسلحة لديهم بما في ذلك الأسلحة الحرارية ولو في المناطق المأهولة التي تضم وحدات سكنية مدنية".

وميدانيًا، تواصل القوات الروسية سعيها للسيطرة على العاصمة كييف ومدن أخرى في اليوم السادس من الحرب على أوكرانيا، حيث وصل الجيش الروسي اليوم الثلاثاء إلى مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، ويقيم نقاط تفتيش على مشارفها، وفق ما أعلن رئيس البلدية.

وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية رتلًا عسكريًا روسيًا هائلًا يزيد طوله عن 60 كلم، يتقدم باتجاه العاصمة كييف، التي جعلتها روسيا هدفًا رئيسيًا للعملية العسكرية التي تشنّها منذ الخميس الفائت ضدّ جارتها الموالية للغرب.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close