السبت 4 مايو / مايو 2024

بعد قرار اللجنة الأولمبية.. هل تنتقل حرب أوكرانيا إلى المحافل الرياضية؟

بعد قرار اللجنة الأولمبية.. هل تنتقل حرب أوكرانيا إلى المحافل الرياضية؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على قرارات اللجنة الأولمبية الدولية (الصورة: رويترز)
قاطعت أكثر من 10 دول بطولة العالم للملاكمة للسيدات التي أقيمت هذا الشهر، احتجاجًا على مشاركة ملاكمات من روسيا وبيلاروسيا.

بعد أشهر من المشاورات، أوصت اللجنة الأولمبية الدولية بعودة رياضيي روسيا وبيلاروسيا على مراحل إلى المحافل الدولية عقب تصريحات لرئيسها توماس باخ، أكد فيها أن مشاركة هؤلاء الرياضيين ستتم دون مشكلات، على الرغم من استمرار الحرب في أوكرانيا.

وقال باخ، خلال اجتماعات المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية: إن توصيات المجلس تتعلق فقط بعودة هؤلاء الرياضيين إلى المنافسات الدولية طالما أنهم ينافسون كأفراد وتحت راية محايدة لا تدعم الحرب في أوكرانيا.

رفض للتوصيات

غير أن هذه التوصيات قوبلت بردود فعل منددة من جانب خصوم موسكو، وحتى من داخل روسيا. فوزارة الرياضة الألمانية وصفتها بأنها "صفعة على وجه الرياضيين الأوكرانيين".

ونعتت بولندا الحدث بـ"يوم العار" بالنسبة للجنة الدولية، فيما دانت وزارة الرياضة الأوكرانية "التغير الجزئي في قرارات اللجنة".

في المقابل، هاجم رئيس اللجنة الأولمبية في موسكو معايير اللجنة الدولية، وقال إنها غير مقبولة على الإطلاق، وأشار إلى أن الخطوة "تمييز على أساس الهوية والجنسية".

وتتزامن هذه التوصيات مع مقاطعة صارمة من قبل العديد من الاتحادات الدولية، ففي الأسبوع الماضي قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوة الإبقاء على منع رياضيي روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في المنافسات في المستقبل القريب.

كما قاطعت أكثر من 10 دول بطولة العالم للملاكمة للسيدات التي أقيمت هذا الشهر، احتجاجًا على مشاركة ملاكمات من كلا البلدين.

وراسل أكثر من 300 متنافس باخ لمطالبتهم لإعادة النظر في القرار، معتبرين أن عودة الرياضيين من موسكو ومينسك خطأ كارثي، وفق تعبيرهم.

توصيات غير ملزمة

في هذا السياق، يوضح الصحافي الرياضي خلدون الشيخ أنه "وفق الميثاق الدولي، يجب فصل السياسة عن الرياضة، وبالتالي يجب أن يشارك جميع الرياضيين بمعزل عن دينهم أو هويتهم".

ويشير الشيخ، في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أن "اللجنة الدولية أكدت أن توصياتها مرتبطة بالاتحادات الرياضية، وهي غير ملزمة على الإطلاق".

ويقول الصحافي الرياضي: "يحق للبلد المضيف أن يرفض أو يرحب بمشاركة الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا".

ويضيف: "ستستضيف فرنسا الأولمبياد الصيفي العام المقبل، وبالتالي يحق لباريس رفض استقبال الرياضيين من موسكو ومينسك".

تدخل السياسة في الرياضة

من جهتها، توضح الباحثة في العلاقات الدولية أمل نادر أن "السياسة تدخل في كل الأمور رغم تشديد اللجنة الدولية على أن الحيادية جزء من مبادئها".

وتشير نادر، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "الرياضة من أبرز أدوات القوة الناعمة للأنظمة".

وتقول: "تحاول الدول إضافة لبعض الشخصيات لاستغلال الرياضة من أجل الانخراط في عالم السياسة".

وتضيف: "ما يحصل اليوم جرى في السابق، ففي عام 1980 سجّلت الدول الغربية موقفًا عبر رفض المشاركة في الألعاب الأولمبية التي نظّمت في موسكو".

"استغلال الحرب"

بدوره، يشدد الكاتب الصحافي أندريه مورتازين على أن "القرار الصادر عن اللجنة الأولمبية سياسي".

ويوضح مورتازين، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن "بعض الرياضيين يرفضون المشاركة في الألعاب دون النشيد الوطني والعلم الروسي، فيما قد يقبل البعض بهذه الشروط".

ويقول: "الدول الغربية تستغل الحرب في أوكرانيا من أجل إلغاء الثقافة والحضارة لروسيا".

ويتساءل: "لماذا لم تُمنع إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية منذ سنوات من المشاركة في الأحداث الرياضية؟".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close