شهدت مدن إسبانية مختلفة وكذلك مدينة الرباط مساء الجمعة خروج تظاهرات عدة احتجاجًا على المأساة التي وقعت في مليلية وراح ضحيتها ما لا يقل عن 23 مهاجرًا إفريقيًا حاولوا دخول الجيب الواقع تحت الإدارة الإسبانية في 24 يونيو/ حزيران المنصرم.
وتجمع الآلاف في برشلونة، ومالقة، وفيغو، وسان سيباستيان ولا كورونيا الإسبانية، وكذلك في مدينة مليلية حيث حدثت المأساة، تلبية لدعوة عدد من المجموعات من أجل التنديد بـ"سياسات الهجرة المتجسدة بوحشية الشرطة وعسكرة الحدود".
وجدد نشطاء في جمعيات لمهاجرين أفارقة بالمغرب الجمعة المطالبة بتحقيق يحدد المسؤوليات في الفاجعة التي وقعت في مليلية مشددين خلال تظاهرة في الرباط على "حرية التنقل".
Comienza en Barcelona la concentración contra los asesinatos de Melilla y la violencia racista. pic.twitter.com/ifQFZJRI4U
— Ricard Jiménez (@Erre_deJota) July 1, 2022
وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل يوم الأربعاء في التوصل إلى موقف موحد بشأن المأساة بعد جلسة مغلقة عقدها الأعضاء الـ15 بطلب من كينيا التي اقترحت إصدار بيان يدين معاناة المهاجرين الأفارقة على طول ساحل البحر المتوسط ويدعو كلًا من المغرب وإسبانيا إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه في الفاجعة.
وشدد ائتلاف الجاليات الجنوب صحراوية في المغرب أمس على "ضرورة إجراء تحقيق مستقل حتى يتسنى تحديد المسؤوليات"، وفق ما أوضح المسؤول في هذا الائتلاف محمدو ديالو الذي دعا إلى التظاهرة مدعومًا من منظمات حقوقية مغربية.
ورفعت خلال التظاهرة التي حضرها ناشطون حقوقيون قبالة مقر البرلمان المغربي لافتات تطالب أيضا "بتحديد هويات الضحايا" وإبلاغ عائلاتهم، داعية دبلوماسيي بلدانهم في المغرب إلى المساهمة في ذلك.
حقوقيون يحتجون في #الرباط للمطالبة بتحقيق مستقل بشأن أحداث #مليلية ومحاسبة المسؤولين #المغرب تقرير: أنس رضوان pic.twitter.com/Qkccwnma5S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 2, 2022
وفيما تُعدّ مكافحة الهجرة غير النظامية ملفًا أساسيًا في التعاون بين المغرب وإسبانيا، تنتقد منظمات حقوقية ما تسميه "دور الدركي" الذي يؤديه المغرب لصالح الاتحاد الأوروبي.
وتدافع تلك المنظمات عن حق المهاجرين باعتبارهم طالبي لجوء يسعون لحياة أفضل هربًا من ظروف حروب أو مجاعات أو فقر. وقال ديالو: "أوروبا استعمرتنا وأخذت منا ما أخذت لتطور نفسها، إذا أردنا الهجرة إليها اليوم فمن حقنا ذلك".
كما دعا ديالو دبلوماسيي البلدان المعنية إلى "تقديم المساعدات الضرورية" لـ"65 مهاجرًا اعتقلوا بعد تلك المحاولة في الناظور، خلال محاكمتهم بتُهم بينها الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي" و"العنف ضدّ موظفين عموميين" و"التجمهر المسلّح" و"العصيان".
يأتي ذلك بعد أسبوع على الكارثة التي وقعت خلال محاولة نحو ألفي مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء اقتحام جيب مليلية الجمعة انطلاقًا من الأراضي المغربية، وفق الحصيلة الرسمية للسلطات المغربية، بينما قال ديالو الجمعة: إن "المعلومات التي نتوفر عليها تشير إلى مصرع 29 شخصًا".