أرسلت الحكومة الإيرانية، اليوم الجمعة، فريق عمل يضمّ مسؤولين كبارًا إلى محافظة خوزستان الغنية بالنفط في جنوب غرب البلاد، وعهدت إليهم "المعالجة الفورية" لمشكلة شحّ المياه التي أثارت سخط المواطنين في هذه المنطقة.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء بأنه "إثر شح المياه في خوزستان، نظم الناس تجمعات" في بعض المدن.
وأضافت الوكالة أن النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحق جهانغيري أرسل نواب وزراء الطاقة والزراعة والميزانية إلى الأهواز، العاصمة الإقليمية لخوزستان على بعد نحو 545 كيلومترًا جنوب غرب طهران، وهو ما أكده التلفزيون الإيراني الرسمي.
وأشارت تسنيم إلى أن فريق العمل يعمل تحت سلطة خلية وطنية للأزمة.
وذكرت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية تعمل خارج الحدود الإيرانية أن قوات الأمن أطبقت الخميس على متظاهرين كانوا يحتجّون على النقص الشديد في المياه، لكن وسائل الإعلام الداخلية قلّلت من أهمية هذه التقارير.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر محتجين يضرمون النار في إطارات لإغلاق طريق؛ وشوهدت قوات أمن تحاول تفريق الحشود.
وقال محتج مسن في مقطع مصور نشره موقع "عصر جنوب" الإلكتروني المحلي: "ينبغي أن ينشر التلفزيون الرسمي ما نقوله وأن ينشر صورًا للجاموس النافق بسبب نقص المياه".
همزمان با تظاهرات و تجمع در چندین شهر خوزستان در اعتراض به کمبود آب، شبکه خبری عصر جنوب ویدئویی را منتشر کرد که نشان میدهد معترضان لاستیک آتش زده و جاده ماهشهر به بندر امام را بستهاند. pic.twitter.com/mr0jrHnBSc
— Radio Zamaneh (@RadioZamaneh) July 15, 2021
وعانت إيران من موجات جفاف متعددة خلال العقد الماضي، لا سيّما في جنوب البلاد.
وهذا الشهر تعرضت العاصمة طهران لانقطاع في التيار الكهربائي امتد إلى مدن أخرى كبيرة، وأرجع مسؤولون السبب إلى ارتفاع الحرارة والجفاف الذي يؤثر على إنتاج الطاقة الكهرومائية، إضافة إلى تزايد الطلب على الكهرباء.
ويعد انقطاع التيار الكهربائي في ذروة أشهر الصيف أمرًا شائعًا في إيران.
لكنّ تقريرًا حكوميًا صدر هذا الشهر أورد أن هطول الأمطار انخفض بنسبة 43% مقارنة بالمعدلات السابقة، وحذر من انخفاض إمدادات المياه هذا العام.
وعام 2019 شكلت خوزستان نقطة ساخنة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عمت مناطق أخرى من الجمهورية الإسلامية.
وخلال السنين الماضية تسببت موجات الحر الشديدة صيفًا والعواصف الرملية الموسمية التي تهب من السعودية والعراق المجاور بجفاف سهول خوزستان التي كانت تتميز بالخصوبة.
ويقول العلماء إن التغير المناخي يفاقم مشكلة الجفاف الذي تهدد شدته وتكرار حدوثه الأمن الغذائي.