خضعت أول شحنة حبوب صدّرتها أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي بموجب اتفاق بين كييف وموسكو، للتفتيش اليوم الأربعاء، من قبل فريق من المسؤولين الروس والأوكرانيين قرب إسطنبول.
وتتم مراقبة تحرك السفينة من مركز التنسيق في إسطنبول الممثل من تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة، حيث تواصلت الجهود لإنجاح وصولها إلى إسطنبول، قبل توجهها إلى لبنان.
ووصلت سفينة الشحن "رازوني" التي ترفع علم سيراليون، إلى الشواطئ الشمالية لإسطنبول على البحر الأسود أمس الثلاثاء، بعد يوم على مغادرتها ميناء أوديسا الأوكراني محملة بـ 26 ألف طن من الذرة، متوجهة إلى طرابلس في لبنان.
تحت إشراف أطراف اتفاق #إسطنبول.. نجاح انطلاق أول سفينة حبوب أوكرانية يبعث الأمل بالحد من أزمة الغذاء العالمية#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: عدنان جان pic.twitter.com/kWqFxM69ma
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 2, 2022
وأفادت وكالة "الأناضول" الرسمية بأنّ أعضاء مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، قاموا بأعمال تفتيش سفينة "رازوني" المحملة بالذرة والقادمة من ميناء أوديسا الأوكراني، في موقع رسوها شمالي مضيق البوسفور بتركيا.
ومن المقرر أن تواصل سفينة الحبوب رحلتها باتجاه ميناء طرابلس اللبناني، حيث وجهتها الأخيرة، وذلك بعد انتهاء أعمال التفتيش والحصول على موافقة مركز التنسيق المشترك في إسطنبول.
وكانت شحنات حبوب غادرت أوكرانيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، لكن من بيرديانسك (جنوب شرق) الواقعة على بحر آزوف وهي منطقة يحتلها الروس.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي مساء الثلاثاء: "هدفنا الآن هو الانتظام... الاستمرارية والانتظام مبدأ ضروري لمستهلكي إنتاجنا الزراعي"، مُدينًا "الدولة الإرهابية" الروسية التي "تسببت بأزمة الغذاء من أجل استخدام الحبوب والذرة والزيت أسلحة".
والإثنين، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بحرارة" بأبحار "رازوني" معربًا عن أمله في أن يجلب استئناف الصادرات الأوكرانية الذي سمح به اتفاق دولي، "الاستقرار والمساعدة اللذين لا بد منهما لضمان أمن الغذاء العالمي".
16 سفينة تنتظر
وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن 16 سفينة أخرى محملة بالحبوب، "تنتظر دورها" لمغادرة أوديسا الميناء الأوكراني الرئيسي الواقع على البحر الأسود، وكان يتركز فيه قبل الحرب 60% من نشاط الموانئ في البلاد.
ويسمح الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو/ تموز بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف الشحنات إلى الأسواق العالمية من الحبوب الأوكرانية المحظورة منذ الهجوم الروسي، تحت إشراف دولي.
وتنص الوثيقة خصوصًا على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.
واعتبرت تركيا من جهتها، نجاح انطلاق سفن الشحن بمنزلة انتصار لجهودها الدبلوماسية، فيما تواصل أنقرة مساعيها الدبلوماسية لتوسيع نطاق الاتفاقية لتشمل تصدير بضائع أخرى غير الحبوب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "دعونا نأمل في أن تنفذ جميع الأطراف الاتفاقات وأن تعمل الآليات بشكل فعال". وتم توقيع اتفاق مماثل يضمن لروسيا في الوقت نفسه تصدير منتجاتها الزراعية وأسمدتها على الرغم من العقوبات الغربية.
ويفترض أن يساعد الاتفاقان، في تخفيف أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في عدد من أفقر دول العالم.