أعادت وفاة الملكة إليزابيث الثانية لمّ شمل العائلة الملكية البريطانية المشتّتة، وبخاصة حفيدها الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، حيث ظهر الزوجان مع شقيقه الأمير وليام وزوجته كيت أمام قصر ويندسور للقاء الحشود التي تجمّعت تكريمًا لجدتهما الراحلة.
وهذا أول ظهور علني للشقيقين معًا مع زوجتيهما منذ مارس/ آذار 2020، بعد خلافات كبيرة بينهما.
ووصف مصدر ملكي وجود دوق ودوقة ساسكس في لندن بأنه "استعراض مهم للوحدة في وقت بالغ الصعوبة تمرّ به العائلة".
وفي خطابه الأول للأمة، عبّر الملك تشارلز الثالث، والد هاري، عن حبه لهاري وميغان "بينما يواصلان بناء حياتهما في الخارج".
ومنذ زواجه من ماركل عام 2018، توتّرت علاقة الأمير هاري بعائلته، وبخاصة شقيقه الأمير وليام، ولي العهد الآن، بشكل كبير، وتحديدًا عقب المقابلة الشهيرة مع الإعلامية أوبري وينفري التي كشف فيها الدوقان عن مشاكلهما مع الأسرة البريطانية الحاكمة.
ويومها قال هاري: "والدي خذلني، لكنّني سأظلّ أحبّه كما أحبّ شقيقي وليام، وعشنا في أصعب الظروف معًا، لكننا في مسارين مختلفين".
لكنّ هاري أكد أن علاقتهما بجدته الملكة الراحلة كانت "جيدة حقًا"، مضيفًا: "إنها قائدتي، وستظلّ دائمًا كذلك".
كما امتدحت ميغان الملكة، وقالت إنها منحتها بعض الحلي والجواهر الجميلة في أول مناسبة ملكية قضوها معًا، كما أعطتها غطاءها الخاص لتدفئتها عندما سافرا معًا.
ورغم ذلك، أوضح سعد ناجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن، في حديث إلى "العربي"، أن الملكة كانت منزعجة من حفيدها بسبب انتقاله إلى الولايات المتحدة، وإجرائه مقابلات إعلامية انتقد فيها العائلة الحاكمة.
حياتهما في كاليفورنيا
وبعد تخلّيهما عن واجباتهما الملكية عام 2020، انتقل هاري وميغان إلى كاليفورنيا في تحوّل دراماتيكي للأحداث ضمن إطار العائلة المالكة. كما ينشط الزوجان في العديد من الأعمال الإعلامية والوثائقية، وأجريا مقابلات إعلامية كشفت فصولًا من التوترات ضمن حياة العائلة الملكية.
واتجها لتأسيس شركة "أرتشويل" الإعلامية، والتي سيعرض من خلالها الأمير مذكراته من خلال برنامج بودكاست.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن هناك معلومات تكشف عن صفقات تقدّر بـ120 مليون دولار، إحداها مع "سبوتيفاي"، والأخرى مع شبكة "نيتفلكس"، لا يزال الزوجان يبحثانها.
هل ستتغيّر ألقابهما مع تنصيب تشارلز ملكًا؟
ومع وفاة الملكة، طرأت تغييرات كثيرة على ترتيب الخلافة الملكية والألقاب الملكية.
وتحوّل الأمير تشارلز إلى الملك تشارلز الثالث، وزوجته كاميلا دوقة كورنوال، إلى الملكة القرينة. كما أصبح الأمير وليام، وليًا للعهد ودوق كورنوال وكامبريدج، وقد منحهما الملك شرف أن يصبحا أميرا ويلز.
أما بالنسبة إلى هاري وزوجته ميغان، اللذين احتفظا بلقب دوق ودوقة ساسكس بعد تخليهما عن واجباتهما الملكية، فمن المستبعد أن تتغيّر ألقابهما، لكن ابنهما آرتشي (3 سنوات) وابنتهما ليليبت (سنة)، أصبحا الآن من الناحية الفنية أميرين.
وهذا يمثّل تغييرًا كبيرًا بالنظر للطفلين اللذين لم يولدا بألقاب ملكية.
وعام 1917، نصّت قرارات أصدرها الملك جورج الخامس، على أن أبناء الملك، وأبناء أبناء الملك، والابن الأكبر على قيد الحياة للابن الأكبر لأمير ويلز، هم وحدهم من يحقّ لهم حمل لقب الأمراء والأميرات.
ولم يشمل ذلك آرتشي وليليبث خلال فترة حكم جدتهما الملكة إليزابيث الثانية، التي أصدرت قرارًا عام 2012، سمح لجميع أطفال وليام بالحصول على ألقاب ملكية، وليس الأمير جورج فقط.
ومع تنصيب تشارلز ملكًا خلفًا لوالدته، يُعتبر آرتشي وليليبت "أبناء ابن الملك"، وبالتالي يحقّ لهما أن يحملا لقب أمير وأميرة.
ولكن إذا مُنح الولدان لقب "الأمير والأميرة"، فإن قرار استخدامه يعود لهاري وميغان في النهاية. ومن المحتمل أن يرفضا ذلك، كونهما تنازلا عن واجباتهما الملكية، وانتقلا إلى كاليفورنيا.
يُذكر أن أفرادًا آخرين من العائلة المالكة اختارا عدم منح أطفالهم لقب الأمير والأميرة، عندما أصبحوا مؤهلين، مثل الأميرة آن والأمير إدوارد.