يهيمن الحزب الشيوعي على جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في الصين، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية على يد ماو تسي تونغ عام 1949.
وبحسب أحكام الدستور الصيني ذاته، يمتدّ نفوذ الحزب وسيطرته إلى ثلثي مقاعد البرلمان ومجلس الدولة ومجلس القضاء والحكومة، إضافة إلى أكبر جيش من حيث عدد الجنود في العالم، إذ يبلغ مليونين و35 ألف عنصر.
ولعلّ أبلغ تجسيد لهذا النفوذ يتمثل في مقولة "لا صين جديدة من دون الحزب الشيوعي"، التي يربط من خلالها نشيد حزب ماو تسي تونغ بشكل عضوي بينه وبين بناء الصين الحديثة.
فكيف يحكم هذا الحزب الذي تأسّس عام 1921، واحتفل بمئويته العام الماضي، القوة الاقتصادية الثانية في العالم؟ ولماذا يُعَدّ مؤتمره العام حدثًا سياسيًا عالميًا؟
الحزب الشيوعي.. الأكبر في العالم
يعد الحزب الشيوعي الصيني أكبر الأحزاب السياسية في العالم، إذ يضم في صفوفه أكثر من 90 مليون عضو. ونظريًا، يُدار الحزب من القاعدة نحو القمة بطريقة هرمية.
ويمثل الأعضاء 2300 قيادي يشاركون كل 5 سنوات في مؤتمر عام، ويختارون بدورهم 380 عضوًا يمثلون اللجنة المركزية التي تنتخب بدورها 25 عضوًا يشكلون المكتب السياسي للحزب.
لكن خبراء السياسة الصينية يرجحون أن عملية التجديد داخل المكتب السياسي تتم عبر مداولات مغلقة بين أعضائه الحاليين والأعضاء المتقاعدين منه.
أمّا القيادة العليا للحزب فتنحصر بيد مجموعة مصغرة تسمى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي ويبلغ عدد أعضائها حاليًا 7. وأهم هؤلاء قائد الحزب الأمين العام وحاليًا هو شي جينغ بينغ الذي يتولى رئاسة البلاد وقيادة القوات المسلحة.
أهمية الحزب الشيوعي ومؤتمره العام
وتأتي أهمية الحزب الشيوعي ومؤتمره العام أيضًا من غياب المنافسة السياسية في الصين، بالرغم من وجود أحزاب سياسية أخرى معترف بها قانونيًا.
إلا أنّ هذه الأحزاب التي تشغل جزءًا صغيرًا من مقاعد المجلس الشعبي لا تشكل معارضة سياسية بالمفهوم التقليدي، إذ تعترف بأحقية الحزب في قيادة البلاد.
ورغم القبضة الحديدية التي يحكم بها الحزب الشيوعي الصين منذ عشرات السنين، شهدت البلاد عدة حركات احتجاجية مناهضة لسياساته، لعل أبرزها حراك التيبت عام 1959 ومظاهرات ساحة تيانانمن عام 1989، إضافة إلى تنامي الحركات المعارضة لبكين في كل من تايوان وهونغ كونغ.
تاريخ الحزب الشيوعي الصيني وكيفية حكمه القوة الاقتصادية الثانية في العالم، في الفيديو المرفق من سلسلة "خبر بلس".