الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

علاقة تايوان والصين.. عقود من الشد والجذب و"غموض إستراتيجي" أميركي

علاقة تايوان والصين.. عقود من الشد والجذب و"غموض إستراتيجي" أميركي

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" عن تحذير الرئيس الصيني نظيره الأميركي من "اللعب بالنار" بشأن تايوان (الصورة: غيتي)
عادت أزمة تايوان والدور الأميركي فيها إلى الواجهة من جديد، مع الإعلان عن زيارة مرتقبة لبيلوسي إلى الجزيرة استدعت تحذيرًا صينيًا شديد اللهجة.

وجهت الصين تحذيرًا شديد اللهجة للولايات المتحدة بسبب دعمها المتزايد لتايوان، تزامنًا مع زيارة مرتقبة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، ما ينذر باحتمال تفجر برميل البارود الراكد بين البلدين.

فقد تحدث الرئيس الصيني شي جينبينغ لمدة ساعتين مع نظيره الأميركي جو بايدن أمس الخميس في اتصال عبر الفيديو، حيث كانت أزمة تايوان حاضرة بقوة خلال الحديث الذي حذّر خلاله الأول من "اللعب بالنار" وفقًا لوزارة الخارجية الصينية.

بالمقابل، قال البيت الأبيض اليوم الجمعة، إن بايدن حذّر الرئيس الصيني من "تغيير الوضع الراهن" أو "تقويض السلام والاستقرار في تايوان".

تاريخ سيطرة الصين على تايوان

وعلى مدى عقود، شهدت العلاقات بين الصين وتايوان شدًا وجذبًا، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن الجزيرة التي تبعد نحو 140 كيلومترًا عن الصين خضعت لأول مرة للسيطرة الصينية الكاملة في القرن 17.

وعام 1895، تخلت بكين عن الجزيرة لليابان عقب خسارة الحرب الصينية اليابانية الأولى، لتعود وتستولي عليها مرة أخرى عام 1945 بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

أما تايوان، فكانت على موعد مع تغيير جديد عام 1949 بعد انتصار الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ على الحزب القومي الحاكم حينها بقيادة تشيانغ كاي شيك، خلال الحرب الأهلية الصينية وسيطرتهم على بكين.

فقد فر على إثرها شيانغ كاي شيك ومن بقي من حزبه المعروف باسم "الكومينتانغ" إلى تايوان، وحكموا الجزيرة لعقود متتالية.

واعتبر الزعيم الصيني آنذاك ماو تسي تونغ، أن تايوان هي جزء من "الصين الجديدة الموحدة"، لتترسّخ منذ ذلك الحين في العقيدة السياسية الصينية تحت راية الحزب الشيوعي "أن تايوان هي أرض صينية يجب ضمها بالقوة إذا لزم الأمر"، على الرغم من أن للجزيرة جيش وعملة ودستور خاص بها وحكومة منتخبة ديمقراطيًا.

ولم يتم الاعتراف بالجزيرة على أنها دولة مستقلة من قبل معظم حكومات العالم، وأصبحت معزولة دبلوماسيًا بشكل متزايد بحيث تعترف بها 14 دولة فقط، وفق الـ"بي بي سي".

من جهة ثانية، شهدت العلاقات بين بكين وتايبيه استقرارًا نسبيًا خلال عقود لاحقة قبل أن تتدهور بشدة منذ عام 2016، عندما فازت تساي إنغ ون برئاسة تايوان التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد تاريخيًا للاستقلال.

التدخل الأميركي في أزمة تايوان

وتنخرط الولايات المتحدة بقوة في الأزمة التايوانية منذ الحرب الأهلية الصينية، حيث دعمت أميركا القوميين وواصلت ذلك في تايوان بعد هروبهم إليها، بينما كان الشيوعيون يتلقون دعمًا من الاتحاد السوفيتي.

لكن في أعقاب الصراع الدبلوماسي بين بكين وموسكو في الستينيات، شهدت العلاقات تقاربًا بين الصين والولايات المتحدة وتأسست علاقات دبلوماسية بين بكين وواشنطن عام 1979، اعترفت خلالها أميركا رسميًا بـ"الصين الواحدة".

وبحسب الـ"سي إن إن"، رغم الاعتراف الأميركي إلا أن البيت الأبيض لم يقبل أبدًا مطالبة الحزب الشيوعي الصيني بالسيادة على الجزيرة.

على الجانب الآخر، تحتفظ أميركا بعلاقات وثيقة غير رسمية مع تايوان كما "يُعتبر المعهد الأميركي في تايوان سفارة فعلية للولايات المتحدة" وفق شبكة الأخبار الأميركية.

سياسة "الغموض الإستراتيجي" الأميركية

وانتهجت واشنطن على مدى عقود، سياسة "الغموض الإستراتيجي" على حد وصف هيئة الإذاعة البريطانية، التي تعني أن أميركا "غير واضحة عن عمد" بشأن ما إذا كانت ستدافع عن الجزيرة أو كيف ستدافع عنها في حالة وقوع هجوم صيني عليها.

فهذه السياسة، تهدف إلى ردع الصين عن التحرك نحو تايوان من خلال إبقاء إمكانية الرد العسكري الأميركي مفتوحة، مع حرمان الجزيرة في الوقت نفسه من الضمانات الأميركية التي قد تدفعها إلى إعلان الاستقلال الرسمي.

وفي عهد بايدن، أصبح هذا الغموض الإستراتيجي "أقل غموضًا"، حيث قال الأخير في ثلاث مناسبات مختلفة إن بلاده "ستكون مستعدة للتدخل عسكريًا في حالة الهجوم الصيني"، على الرغم من مسارعة البيت الأبيض إلى التراجع عن هذه التصريحات في المرات الثلاث.

هذا الأمر، أثار ثائرة الصين التي هددت برد قوي منذ الإعلان عن زيارة مرتقبة لبيلوسي إلى تايوان، ووصل الأمر إلى تهديد وزارة الدفاع الصينية يوم الثلاثاء الفائت، برد عسكري على الزيارة التي اعتبرتها "انتهاكًا خطرًا لمبدأ الصين الواحدة".

وفي حال تمت الزيارة المرتقبة في أغسطس/ آب المقبل، فستكون بيلوسي أبرز سياسي أميركي يزور تايوان منذ عام 1997، وفق "الأسوشييتد برس".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close