الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بين الاهتمام بالأرباح وتسلط المدير.. كيف أتعامل مع بيئة العمل السامة؟

بين الاهتمام بالأرباح وتسلط المدير.. كيف أتعامل مع بيئة العمل السامة؟

Changed

ما يكتنف بيئة العمل السامة من ظروف يترك أثره على إنتاجية الموظف - غيتي
ما يكتنف بيئة العمل السامة من ظروف يترك أثره على إنتاجية الموظف - غيتي
يتفاعل الموظف مع بيئة العمل المحيطة به، حيث تترك آثارها على كل من واقعه ومستقبله المهني في أروقة المؤسسة.. فماذا لو كانت سامة؟

يقضي المرء وقتًا طويلًا في العمل، ينجز مهامه ويتفاعل مع المحيط، ويسهم بمقدار في تحقيق أهداف الشركة.

وما يكتنف بيئة المكان من ظروف، يترك أثره على إنتاجية الموظف؛ إما تحفيزًا وتوثبًا للتقدّم والإبداع، أو احتراقًا بمشاعر الانزعاج والإحباط والخذلان.

الاهتمام بالأرباح فقط 

يصف المدرب التنفيذي شربل أبو حنّا الشركة السامة بأنها تلك التي تصب اهتمامها على الربح الذي يتحقق من خلال عمل موظفيها، من دون الاكتراث إلى ظروف عملهم وأوضاعهم المعيشية والصحية.

ويشرح أن رصيد الأرباح نفسه يتآكل لاحقًا نتيجة هذه البيئة السيئة ومحاولة إصلاح الواقع، معددًا جملة من المؤشرات التي تدل على تلك البيئة.

فيدرج من بينها عدد الأشخاص الذين يتركون العمل خلال عام واحد، وعدد الذين يتغيّبون عن أعمالهم، فضلًا عن الأحاديث الجانبية التي تدور بين الموظفين.

ويردف بالإشارة إلى تهديد الشركة للموظفين بإمكانية إيجاد البديل حال شكواهم من العمل، موضحًا أن المؤسسات قد تعتبر أن لغة التهديد تزيد الإنتاجية غير أن العكس هو الصحيح. 

ومن العلامات التي يتحدث عنها عدم استثمار الشركة في الموظف، عبر الامتناع عن تطوير قدراته أو الحد من فرص تقدمه مهنيًا داخلها، فيبقى في وظيفته لسنوات ويصيبه الملل وتقلّ إنتاجيته.

وفي السياق يشير إلى الضغط النفسي الهائل الذي يُمارس على الموظفين لفترات طويلة، من دون الأخذ بالاعتبار حاجتهم إلى الراحة.

تقدير كل المتنافسين

أبو حنا الذي يتوقف عند المنافسة فيثمن دورها في زيادة الإبداع وتقديم الأفكار الجديدة التي من شأنها تطوير العمل، ينبّه إلى ضرورة أن تقدّر الشركة كل المتنافسين.

ويشرح أن تقدير جهود شخص واحد، هو من حقّق أعلى نسبة مبيعات على سبيل المثال، من بين عشرة موظفين تنافسوا على تحقيق تلك الغاية، سيؤدي إلى تراجع إنتاجية التسعة المتبقين.

وينبه إلى أن العمل في بيئة سامة لفترة طويلة يؤثر على صحة الموظف النفسية والجسدية وكذلك على إنتاجيته وقدراته.

ويلفت إلى أن الضغوط التي يعيشها البعض تدفعهم إلى طلب المساعدة النفسية، بينما يشعر آخرون بالإرهاق أمام تآكل الوقت الخاص بالاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة. ويقول إن هؤلاء تنخفض إنتاجيتهم، وتستنفد طاقتهم للعمل وفي حياتهم الخاصة. ويحذر من تداعيات هذه الحال، ومن بينها انهيار الموظفين جسديًا وعصبيًا.

ماذا عن المدير المتسلط؟

إلى ذلك يُعد التعامل مع مدير متسلط من معالم بيئة العمل السامة. ويشرح الاستشاري في التنمية البشرية عمر المحمد، أن هذا النوع من المدراء ينفّذ دومًا سياسة الإدارة العليا أو فلسفته الإدارية، بشكل يتيح استغلال الموظف قدر الإمكان، مقابل حد أدنى من التقديمات.

ويقول: إن هذا المدير وفيما يحاول أن يكون عنصر ضغط على الموظف، لا يستجيب لأي من رغباته سواء أتعلّقت بالإجازات أو الترقيات أو الانتقال إلى قسم آخر.

وفيما يذكر بأنه من غير الممكن تغيير هكذا مدير، ينصح باتباع الإستراتيجية المناسبة في التعامل معه. 

وبحسب المحمد، تدعو الإستراتيجية الأولى إلى اعتبار هذه البيئة طاردة للكفاءات ووجوب ترك الوظيفة وإيجاد البديل.

وفي حال عدم وجود فرصة عمل أخرى فمن خلال التكيّف، ويشرح آلية التكيف عبر مثال اعتماد ما يحبه المدير في آليات العمل، وتجنب الصدام المباشر معه، بمقابل الحرص على كسب رضاه إلى حين رحيل إما المدير أو الموظف نفسه.

تقليل الشعور بالوحدة

من ناحيته، ينقل موقع "مترو" البريطاني عن ماركوس ثورنلي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Play Consulting، مجموعة نصائح من شأنها تخفيف وطأة البيئة السامة على الموظفين.

يأتي من بينها البحث عن الدعم من الزملاء المتشابهين في التفكير، شارحًا أن تلك الخطوة من شأنها التقليل من الشعور بالوحدة وجعل الانتقال إلى أي أنظمة دعم أخرى مثل الموارد البشرية أسهل عن طريق مجموعة.

وفيما قد يكون من الصعب التخلي عن هموم العمل، ينصح بالتخطيط لأشياء لطيفة خارج ساعاته للحصول على قسط من الراحة. 

ويدعو إلى تخصيص الوقت لإيجاد وظيفة جديدة، مذكرًا بأهمية صحة المرء العقلية، التي يجب عدم التضحية بها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close