الأحد 19 مايو / مايو 2024

تأثيرها أكبر من الراتب.. حاجات غير مادية تنعكس على أداء الموظف

تأثيرها أكبر من الراتب.. حاجات غير مادية تنعكس على أداء الموظف

Changed

نافذة من أرشيف برنامج "صباح النور" تسلط الضوء على العلاقة الصحية بين المدير والموظف (الصورة: غيتي)
تلعب مجموعة من الحاجات غير المادية دورًا في رسم واقع ومستقبل الموظف المهني، وتنعكس على فريق العمل ككلّ، ما يتطلب أخذها بعين الاعتبار من جانب الإدارة.

بخلاف ما يتوقعه كثيرون، تحرك مجموعة من الحاجات غير المادية الموظف في أدائه لعمله، وتلعب بالتالي دورًا أكبر من الراتب في رفع إنتاجيته. 

وتزيد ملاقاة هذه الحاجات الشخصية والمهنية رضا الموظف، ما ينعكس على فريق العمل الذي يصبح أكثر حماسة.

محرك "إنديد" (Indeed) الأميركي للبحث عن وظائف، والذي يعرض لمجموعة من هذه الحاجات، يلفت إلى تأثيرها على خدمة العملاء التي تصبح أفضل، فضلًا عن أثرها على صحة القوة العاملة وتفويتها أيام عمل أقل.

في ما يلي بعض هذه الحاجات: 

الأمان الوظيفي

فيما يشكل عدم الاستقرار الوظيفي تهديدًا لمعيشة الموظف وطموحاته، فإن العامل يحتاج إلى التأكيد على أن استمراره في القيام بما عليه بشكل جيد سيعني احتفاظ الشركة به.

وعلى النقيض من ذلك، سيدفعه القلق بشأن فقدان الوظيفة إلى البحث عن فرص عمل أخرى.

وعليه، يعد التواصل الصريح حول وضع الشركة مع الموظفين مناسبة لطمأنتهم، تعزز ثقتهم بالقيادة وبشأن استقرارهم في العمل.

الانتماء والغاية

يحتاج الموظفون للشعور بالانتماء إلى فريق متماسك وداعم. ويرغب العديد منهم في معرفة أنهم يعملون لتحقيق هدف ما أو تقديم خدمة ذات مغزى، بدلًا من مجرد مساعدة الشركة في زيادة أرباحها.

وتبرز هنا أهمية فهم الموظفين لأهمية عملهم ولرسالة المؤسسة، ناهيك عمّا يفعله المنتج أو الخدمة للعميل أو المجتمع.

النمو الوظيفي

تحفز إمكانية التقدم الوظيفي العديد من الموظفين، ولذلك يحتاجون إلى معرفة ما إذا كانت الشركة تدعم نموهم وتستثمر في تطورهم، فبخلاف ذلك قد يسعون إلى البحث عن وظيفة في مكان آخر تحقق لهم هذه الغاية. 

ويقدم الموقع مجموعة من الخطط التي تساعد الشركة في إشباع حاجة الموظفين في هذا المجال، ومنها التدريب على مهارات وتقنيات جديدة، المشاركة بالمؤتمرات والندوات، فضلًا عن المشاركة في دورات القيادة.

تقييم العمل

إلى ذلك، يحتاج الموظفون إلى تأكيد جودة عملهم، والحصول على توجيه متى وجب تحسين أدائهم.

وفي هذا الصدد، كان الخبير والمستشار في التنمية البشرية شكري العياري قال لـ"العربي" من تونس، إن التقييم السنوي ضروري لمعرفة مدى التوافق بين أهداف المؤسسة وأهداف الموظف.

ولفت في المقابلة إلى أن هذا التقييم يفيد بالتعرف إلى كل من نقاط قوة الموظف ونقاط ضعفه، فيتم العمل على الأخيرة، وتثمين الأولى وربما رصد حوافز مالية أو تشجيعية.

وفيما تحدث عن التقييم الضمني والجماعي، أكد أهمية توجيه النصائح الدقيقة بشكل انفرادي بعيدًا عن المجموعة، كي لا يشعر الموظف بالحرج.

التقدير

وأشار العياري أيضًا إلى إحصاء في علم الإدارة، يفيد بأن 70% من الموظفين ينتظرون المكافأة المعنوية أي الاهتمام والتثمين من مدير المؤسسة والثناء العادل وليس المداهنة.

ومتى تمّ تحقيق الحاجة إلى التقدير، يشعر الموظف معها بحافز أكبر على مواصلة الأداء بشكل أفضل. 

ويتحدث مقال منشور في مجلة فوربس عن أهمية تقدير الموظفين، وعن مشاعر الرضا التي يحملونها معهم إلى المنزل.

ويلفت إلى أن الموظفين السعداء هم في المتوسط أكثر إنتاجية بنسبة 12% من نظرائهم الأقل سعادة.

القيادة

يؤكد موقع Indeed على حاجة الموظفين إلى قادة أقوياء وداعمين لمساعدتهم على فهم ما هو متوقع منهم، وتحقيق الأهداف.

وفي هذا الشأن، شدد الخبير والمستشار في مجال التنمية البشرية والتدريب القيادي محمد بشارات على الحاجة إلى الاتزان، حيث يعمل المدير بين الحزم والعدالة والعلاقة الإيجابية مع الموظفين ليحسن أداءهم ويطورهم ويحققوا معًا الأهداف نفسها.

وفي إطلالته عبر "العربي" من رام الله، نبّه من انعكاس قيادة المدير الصارم من حيث الاحتراق العاطفي لدى الموظفين وانخفاض إنتاجيتهم وسعيهم لإيجاد عمل آخر.

وفيما أوضح أن مع هذا الأسلوب يغيب الرضا والاهتمام والاحترام والتقدير، أشار في الآن عينه إلى أن التراخي يجعل الموظفين اتكاليين وغير مكترثين بالعمل.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close