الأحد 5 مايو / مايو 2024

تحذير من التداعيات.. الاتحاد الأوروبي على خط توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا

تحذير من التداعيات.. الاتحاد الأوروبي على خط توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا (الصورة: الأناضول)
أكدت الجزائر أنها ستحترم التزاماتها كافة بتوريد الغاز لإسبانيا، وأبدت أسفها من "تسرّع" الاتحاد الأوروبي في موقفه حول الأزمة.

حذّر مسؤولان كبيران في الاتحاد الأوروبي الجزائر، اليوم الجمعة، من تداعيات القيود التجارية التي فرضتها على إسبانيا، في أعقاب خلاف دبلوماسي بشأن إقليم الصحراء.

ففي بيان مشترك، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونائب رئيسة المفوضية المسؤول عن التجارة فالديس دومبروفسكيس أن هذا القرار "مقلق للغاية"، ولوّحا بأن الاتحاد الأوروبي "مستعد لمعارضة أي نوع من الإجراءات القسرية المطبقة على دولة عضو".

وذكر البيان المشترك أنه رغم ذلك "سيواصل الأوروبي تفضيل الحوار أولًا لحل الخلافات".

وكانت الجزائر قد أعلنت، يوم الأربعاء الفائت، تعليق معاهدة صداقة عمرها 20 عامًا مع إسبانيا، وأمرت رابطة المصارف الجزائرية بوقف المدفوعات من إسبانيا وإليها، الأمر الذي يؤثر على كل جوانب التجارة عدا إمدادات الغاز، وفقًا لمصادر جزائرية.

يأتي هذا القرار بعد أن عدّلت إسبانيا بشكل جذري في 18 مارس/ آذار موقفها من قضية إقليم الصحراء الحساسة لتدعم علنًا مقترح الحكم الذاتي المغربي، مثيرة بذلك غضب الجزائر، الداعم الرئيس للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو".

وأكد البيان الأوروبي أن الاتحاد "يقيّم تداعيات الإجراءات الجزائرية" ولا سيما التعليمات الصادرة إلى المؤسسات المالية "لوقف المعاملات بين البلدين والتي يبدو أنها تنتهك اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، خصوصًا في مجال التجارة والاستثمار".

الجزائر ماضية في التزاماتها بمجال الغاز

من جانبها، أعربت الجزائر مساء اليوم الجمعة، عن استيائها من "تسرع المفوضية الأوروبية في الإدلاء بموقف من دون تشاور مسبق أو أي تحقق مع الحكومة الجزائرية".

ونفت الجزائر أي اضطراب في تسليم الغاز لإسبانيا وهي أكبر مورد لها، حيث أورد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن الجزائر ستحترم التزاماتها كافة بتوريد الغاز لإسبانيا، "على أن تفي الشركات التجارية المعنية بكل التزاماتها الواردة في العقود".

وأبدت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي أسفها لأن المفوضية "لم تتحقق" من أن "تعليق الجزائر معاهدة سياسية ثنائية مع شريك أوروبي، في هذه الحالة إسبانيا، لا يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على التزاماتها الواردة في اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي".

وأضافت البعثة الجزائرية في بيان بالفرنسية أنه "في ما يتعلق بإجراء الحكومة المزعوم بوقف المعاملات الجارية مع شريك أوروبي، فإنه موجود فقط في أذهان من يدعونه ومن سارعوا الى استنكاره".

صدى الخلاف يتردد في بروكسل

وكان التعليق الأوروبي قد أتى بعد أن سافر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى بروكسل، اليوم الجمعة، لبحثه مع دومبروفسكيس.

وقال الوزير عقب الاجتماع: "إسبانيا لم تتخذ قرارًا واحدًا يمس الجزائر. نريد علاقات تقوم على الصداقة والحوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

أما بوريل ودومبروفسكيس فختما بأن "الجزائر شريك مهم للاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط وفاعل رئيسي في الاستقرار الإقليمي. ونأمل أن يتم باسم شراكتنا القوية والطويلة الأمد، إيجاد حل سريع لاستعادة العلاقات التجارية والاستثمار بشكل كامل".

وكان أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، توفيق بو قاعدة قد اعتبر في حديث مع "العربي" أنه لا يمكن الربط بين علاقات الجزائر مع الاتحاد الأوروبي والعلاقة الثنائية مع إسبانيا، حيث تشهد علاقة الجزائر مع بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا، نموًا وازدهارًا في الفترة الأخيرة.

وقال بو قاعدة من الجزائر إن العلاقات الجزائرية الإسبانية "ستعود إلى سابق عهدها، متى عادت مدريد عن قرارها بقضية الصحراء".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close