أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني حول بعض الحلول المقبولة، غير أن كييف وداعميها الغربيين يرفضون الانخراط في محادثات.
يأتي ذلك، في وقت ارتفعت حصيلة القصف على مدينة خيرسون الأوكرانية إلى 10 قتلى و58 جريحًا، وسط تبادل للاتهامات بين موسكو وكييف بالمسؤولية على قصف المدينة، في حين تواصل القوات الروسية هجومها على المواقع الأوكرانية في إقليم دونباس.
وقال بوتين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إن روسيا، ومنذ عام 2014، تحاول حل الأزمة الأوكرانية "سلميًا من خلال المفاوضات، ولكن، لسوء الحظ، تصرف الطرف الآخر على العكس من ذلك، لقد بدأوا باتخاذ إجراءات قاسية بطابع عسكري هناك".
وعمّا إذا كانت الحرب تتجّه إلى مسار خطير، قال بوتين: "أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ندافع عن مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا وشعبنا. وليس لدينا خيار آخر غير حماية مواطنينا. إن هدف روسيا هو توحيد الشعب الروسي".
وشدّد على أن أساس الصراع في أوكرانيا هو "سياسة خصومنا الجيوسياسيين التي تهدف إلى تفكيك روسيا التاريخية، حيث يتبعون سياسة فرق تسد، ولطالما حاولوا القيام بذلك، ويواصلون اتباع هذا النهج".
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأوكرانيين سيصنعون معجزة خاصّة بهم في عيد الميلاد، بإظهار عدم خضوعهم على الرغم من استمرار الهجمات الروسية التي أغرقت الملايين في الظلام.
تسارع التطوّرات الميدانية في خيرسون
وتتسارع التطورات الميدانية في خيرسون، حيث ارتفعت حصيلة القصف على المدينة الأوكرانية إلى 10 قتلى و58 جريحًا.
واتهم رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون القوات الروسية باستهداف المنطقة بـ74 غارة، بينما قال مسؤول موالٍ لموسكو إن القوات الأوكرانية نفّذت الهجوم، في محاولة لتحميل الجيش الروسي المسؤولية.
ارتفاع حصيلة ضحايا قصف مدينة #خيروسون 👇#روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/3oAr0Baexn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 25, 2022
وأعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن ثلاثة من أفرادها قُتلوا في انفجار لغم في مدينة جيتومر، خلال تأديتهم مهام إزالة الألغام من الأراضي المحررة في المدينة التي تقع في خيرسون.
بدورها، أعلنت هيئة الأركان العامّة الأوكرانية أن الجيش الأوكراني تمكّن من صدّ 16 هجومًا للقوات الروسية خلال الساعات الـ24 الماضية، في إقليم دونباس.
وأكدت هيئة الأركان أن القوات الروسية تركّز جهودها على القيام بعمليات هجومية في كل من باخموت، وأفديفكا، وليمان في مقاطعة دونيتسك، وأنها تحاول تحسين موقعها التكتيكي باتجاه مدينة كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
من جانبها، شنّت الطائرات الروسية 4 غارات على مناطق تمركز للقوات الروسية.
في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بإحباط محاولات هجومية أوكرانية على عدة محاور استهدفت وحدات عسكرية، ولكنها أسفرت عن تصفية أكثر من 220 بين قتيل وجريح من مرتزقة وجنود أوكرانيين.
تحركات روسية مريبة
وأفاد مراسل "العربي" محمد الزاوي، من كييف، بأن صافرات الإنذار دوت في كييف، ونقل عن مصادر غير رسمية أن هناك تحرّكات مريبة لطائرات إستراتيجية روسية سواء على صعيد الأراضي البيلاروسية، أو تحرّك سفن تحمل صواريخ "كاليبر" في منطقة البحر الأسود.
مع اشتداد وتيرة القصف..#أوكرانيا تعلن رصدها تعزيزات بشرية وعسكرية روسية#روسيا تقرير: براء لمحمد pic.twitter.com/tzIxfnKVMT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 24, 2022
وأضاف أنه سمع دوي 3 انفجارات على الجهة اليسرى من نهر دنيبرو.
وفي خيرسون، أشار مراسلنا إلى أن الجهات الأوكرانية اتهمت القوات الروسية بعملية ترهيب للمواطنين الذين رفضوا "الاحتلال" الروسي، وفق تعبيرهم.
وأوضح أن المخاوف تجددت في خيرسون من عودة استهداف روسي للمنطقة، لذلك تسارع السلطات المحلية الأوكرانية في عملية الإخلاء الطوعي التي بدأت خلال الأسابيع الماضية، لكن تزايدت وتيرتها في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها السكان مع استهداف القوات الروسية منشآت الطاقة والبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه وخطوط الاتصال.
ولا يزال التوتر يسيطر على الجبهة الشرقية، مع تعرّض عدد كبير من البلدات للقصف الروسي براجمات الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون.
وأشار إلى أن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية في مديني باخموت وأفديفكا وليمان في دونيتسك.