الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

تدابير وقائية وآليات رصد.. دول الخليج تستعدّ لـ"مواجهة" جدري القرود

تدابير وقائية وآليات رصد.. دول الخليج تستعدّ لـ"مواجهة" جدري القرود

Changed

تناولت حلقة "خليج العرب" استعدادات دول الخليج لمواجهة مرض جدري القرود
فعّلت الإمارات والكويت بروتوكولات المراقبة المبكرة لاكتشاف المرض وظهوره، فيما سارعت السعودية إلى وضع خطّة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع الإصابات.

ما إن تعافى العالم من فيروس كورونا حتى لاحت بوادر مرض جديد، هو جدري القرود، الذي نشر حالة من الفزع في العالم، وصلت إلى دول خليجية.

وفي هذا السياق، سجّلت ثماني إصابات في دولة الإمارات، فيما أعلنت باقي دول الخليج العربي خلوها منه واستعدادها لمواجهته.

وقد ولّد هذا الأمر هاجسًا لدى شعوب المنطقة بشأن إمكانية انتشار هذا المرض وتحوّله إلى وباء عالمي، فهل مثل هذا الأمر ممكن؟ وهل دول الخليج معرضة لانتشار هذا المرض؟ وما التدابير الصحية التي تنفذها الحكومات في مواجهته؟

ما هو جدري القرود؟

يقول الخبراء: إنّ جدري القرود مرض حيواني المصدر ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق مع الآفات وسوائل الجسم والمواد الملوثة، ويمكن أن تتراوح فترة حضانة جدري القردة بين 5 و21 يومًا.

وبالرغم من أعراضه المقلقة، يؤكد المتخصّصون أنّه فيروس من عائلة الجدري وانّ المادة الوراثية مستقرّة جينيًا، ما يحول دون تحوّره مقارنة بفيروس كورونا.

كما أنّ اللقاحات المتوفرة لمرض الجدري الأصلي فعّالة لجدري القردة بنسبة تفوق 80%، وقد تمتدّ فعاليتها مدى الحياة، وهو ما يخفّف من حالات الخوف التي انتشرت في العالم والمنطقة.

دول الخليج تستعدّ للمواجهة

وأمام هذا الوضع المقلق، تستعدّ دول الخليج لمواجهة هذا الفيروس باتخاذ تدابير وقائية ووضع آليات للرصد والتعميم، حيث فعّلت كلّ من الإمارات والكويت بروتوكولات المراقبة المبكرة لاكتشاف المرض وظهوره.

من جهتها، سارعت المملكة العربية السعودية إلى وضع خطّة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع الإصابات في حال ظهورها، في حين طالب نواب بحرينيون بتشديد الرقابة على المنافذ البرية والبحرية وتفعيل قائمة الدول الحمراء منعًا لتسلل الفيروس.

وأيًا كانت المخاوف من انتشار هذا الفيروس مشروعة، فإنّ إمكانية السيطرة عليه متاحة ومتوفرة بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها دول الخليج في التعامل مع جائحة كورونا.

هل يتحول جدري القرود إلى جائحة؟

يؤكد البروفيسور في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي والأمراض المعدية ليث الرداد أنّ خطورة جدري القرود مختلفة تمامًا عن خطورة أوميكرون وكوفيد بشكل عام.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، أنّ احتمالية تحوله إلى جائحة كبيرة تجتاح العالم ضئيلة جدًا، معربًا عن اعتقاده بأنّ المرض سينتشر لكن انتشاره سيبقى على الأغلب محدودًا نسبيًا.

ويلفت إلى وجود فارق كبير بين كوفيد وجدري القرود فالأخير لا ينتشر بالسهولة التي ينتشر فيها فيروس كورونا، ويشرح أنّ جدري القرود بحاجة إلى اتصال مباشر وقريب حتى يصاب الشخص بالعدوى، ما يؤدّي إلى بطء في انتشاره بشكل عام.

ويؤكد أنّ مستوى الخطورة لا يستدعي التدخلات التي حدثت في كوفيد 19، مذكّرًا بأنّ كوفيد كان سريعًا جدًا بحيث عجزت بعض الأنظمة الصحية عن استيعابه، وهو ما لا ينطبق على مرض جدري القرود.

بيئة دول الخليج "طاردة" للأمراض المعدية

من جهته، يعتبر استشاري الأمراض المعدية الدكتور غانم الحجيلان أنّ مرض جدري القرود أخذ اهتمامًا يفوق حجمه، عازيًا السبب إلى الهلع الذي أصاب العالم جراء كوفيد.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الكويت، إلى أنّ قدرة المرض على الانتشار ضعيفة جدًا.

ويقول: "عندنا خبرة كافية في التعامل معه فهو ليس مرضًا حديثًا، كما أنّ معظم الوفيات التي حصلت حتى الآن حدثت في القارة الإفريقية.

ويشدّد على أنّ اللقاح المستخدم ضد الجدري يعطي حماية بنسبة كبيرة، مشيرًا إلى أنّ التطعيم مجرّب منذ مئات السنين، وهو لن يثير أيّ جدل كما حصل مع كوفيد.

ويلفت إلى أنّ الأمن الصحي مهم جدًا مثل أمن البلد والأمن الغذائي وغيره، معتبرًا أنّ هذا الأمر يوضع على عاتق المتخصّصين، الذين يؤكدون أن "لا داعي للقلق من جدري القردة".

ويخلص إلى أنّ "لدينا قدرة على التعامل معه"، ملاحظًا أنّ البيئة في دول الخليج العربية طاردة للأمراض المعدية ما يعني أنه لن يستوطن فيها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close