الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ترقب وحذر في غزة.. هل تلتزم إسرائيل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار؟

ترقب وحذر في غزة.. هل تلتزم إسرائيل بشروط اتفاق وقف إطلاق النار؟

Changed

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على مدى التزام إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي في غزة (الصورة: عيتي)
في الوقت الذي نفى فيه وزير العدل الإسرائيلي وجود التزام بالإفراج عن أسيري الجهاد، بدأ وفد مصري مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين من أجل الإفراج عن العواودة والسعدي.

يسود الترقب والهدوء الحذر على المشهد في غزة، على وقع اتفاق الهدنة بين حركة الجهاد الإسلامي والجانب الإسرائيلي، الذي تم بوساطة مصرية، وذلك في ظل بروز مؤشرات عن نية تل أبيب التنصل من التزاماتها بإطلاق سراح أسيري حركة الجهاد الإسلامي خليل عواودة وبسام السعدي.

وأوردت وسائل إعلام فلسطينية أن فريقًا مصريًا موجودًا في إسرائيل من أجل الالتزام بتنفيذ اتفاق الهدنة الذي تم بوساطة القاهرة، والمتعلق أساسًا بإطلاق سراح عواودة والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي السعدي.

لكن وزير العدل الإسرائيلي، جدعون ساعر نفى وجود التزام إسرائيلي بالإفراج عن السعدي، معتبرًا الأمر تعهدًا مصريًا وليس إسرائيليًا، وهو الطرح نفسه الذي تبنته حركة الجهاد الإسلامي على لسان مسؤوليها.

وأكد محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" لـ"العربي" ، أن "الاتفاق هو ورقة التزام مصرية حيث تدعو القاهرة لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وكذلك العمل على الإفراج عن أسيرين للحركة".

ويهدد هذا التضارب في فحوى اتفاق الهدنة وما يحمله من مطالب سواء بالنسبة للمقاومة أو لإسرائيل بنسفه، بل ويصعد من حدة الصراع، إذ لم تمض ساعات عليه حتى خرج وزير الدفاع الإسرائيلي  بيني غانتس ليؤكد أن هناك خططًا لعمليات عسكرية أخرى في غزة وغيرها.

في المقابل، أكدت الجهاد الإسلامي من جهتها أن ضمانتها الوحيدة هي قدرة المقاومة على القتال وجاهزيتها لأي عدوان آخر، الأمر الذي يهدد بعودة الحرب في أي لحظة.

"تهدئة هشة"

وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس تحرير وكالة "صفا" الإخبارية سابقًا ياسر أبو هين، أن تنصل إسرائيل من التزاماتها بإطلاق سراح أسيري حركة الجهاد الإسلامي، يمثل تراجعًا عما أعلن في اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة والاحتلال، الذي نص على بذل مصر جهودًا لإطلاق العواودة والسعدي.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من غزة، أن إسرائيل بدأت منذ اليوم الأول لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالعودة والتراجع وخلق حالة من التململ في الإيفاء بالشروط التي وضعتها حركة الجهاد وعمل على ضمانتها الوسيط المصري.

ويعتبر أبو هين ما حدث من اتفاق بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل هو تهدئة هشة قائمة في الأساس على الحرص على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأن تلتزم المقاومة الفلسطينية بعدم إطلاق الصواريخ، ليتم بعد ذلك السعي لتطبيق الشروط المطلوبة من الحركة.

ويرى أن حديث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة عن عودة الحركة إلى ساحة القتال حال عدم التزام إسرائيل، كان من باب وضع الوسيط المصري أمام دوره الحقيقي والمطالبة بممارسة ضغوط جادة على الاحتلال لتنفيذ بنود الاتفاق.

ويخلص أبو هين إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أراد إيصال رسالة داخلية من خلال حديثه عن تعزيز أمن المستوطنات، خصوصًا بعد حالة الخوف والهلع وشلل الحياة التي عاشها غلاف غزة.

اتصال بين السيسي ولابيد

في غضون ذلك، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين: إن "هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية في غزة، وقطع أي محاولة لتوتر الأوضاع بالضفة الغربية أو القطاع".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وأضاف البيان أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر خلال الاتصال عن بالغ التقدير لدور الوساطة الناجحة التي قامت بها مصر للتوصل لوقف سريع لإطلاق النار، وتثبيت وإعادة الهدوء في قطاع غزة".

من جانبه، أشار السيسي إلى أن "مصر قامت بجهود ومساعٍ حثيثة ومركزة لاحتواء الموقف الميداني وللحيلولة دون امتداد نطاق المواجهة وزيادة الأعمال العسكرية".

وأضاف: "هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية وقطع الطريق على أي محاولة لتوتر الأوضاع سواء بالضفة الغربية أو بقطاع غزة".

وحث على "اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع المعيشي في القطاع والإسراع في تحسين العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

كما أكد الرئيس المصري أهمية إعادة إطلاق عملية السلام، مشيرًا إلى أن "هذا يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكرر سعيًا لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية".

دور مصر في "هدنة" غزة

ويؤكد الصحافي والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، إبراهيم الدراوي أن مصر لعبت دورًا كبيرًا منذ اندلاع شرارة الحرب في غزة عبر إرسال وفود بتكليف من الرئاسة إلى كل من القطاع وإسرائيل لإنهاء الصراع.

ويوضح في حديث لـ"العربي" من العاصمة المصرية القاهرة، أن حركة الجهاد الإسلامي ومنذ الساعات الأولى للتصعيد، كان مطلبها الوحيد أن من بدأ الحرب هو من يجب أن ينهيها، مشيرًا إلى أن هذا المطلب حق فلسطيني لأنّ الحركة لم تبدأ التصعيد الأخير.

ويضيف أن الاتصالات المصرية لم تتوقف مع إسرائيل، كاشفًا عن صفقة لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت قبل اندلاع الحرب الأخيرة، ومشيرًا إلى أن يائير لابيد كان يريد دخول الانتخابات الإسرائيلية المقبلة بعودة الجنود المحتجزين في قطاع غزة.

وعلى امتداد ثلاثة أيام متواصلة، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، في إطار عدوان متكامل بدأه الجمعة، ضد حركة "الجهاد الإسلامي".

في المقابل، أطلقت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد، رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي حيز التنفيذ، ضمن اتفاق هدنة بوساطة مصرية.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل متبادل مقابل الالتزام بالإفراج على الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close