الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تفاؤل حذر وضغوط إسرائيلية.. هل يصبح الاتفاق النووي "بعيد المنال"؟

تفاؤل حذر وضغوط إسرائيلية.. هل يصبح الاتفاق النووي "بعيد المنال"؟

Changed

نافذة تحليلية ضمن "الأخيرة" تتناول التطورات المرتبطة بالاتفاق النووي بين الشروط الإيرانية والضغوط الإسرائيلية على واشنطن (الصورة: غيتي)
تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة بهدف إقناعها بعدم التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، في وقت تسود فيه أجواء تفاؤلية حذرة بقرب توقيعه.

لا يزال ملف إيران النووي في صدارة الأحداث، على وقع ترقب تصاعد الدخان الأبيض من خلال إبرام اتفاق طال انتظاره، خصوصًا بعدما أعلنت إيران أنّها اتخذت قرارها السياسي وأنّ القرار الأميركي هو الذي سيحسم مصير المفاوضات النووية.

وفيما تحاول طهران التقاط الإشارات الأميركية وتفسيرها، برز كلام للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال فيه إنّ بلاده لن تتنازل عن حقوق شعبها في أيّ مفاوضات، ولن تربط معيشته بأيّ قضية خارجية.

بدوره، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عمويي لـ"العربي": إنّ التوصل إلى اتفاق نووي نهائي يتطلب من واشنطن إقناع طهران بأنها ستبقى بالفعل عضوًا في الاتفاق، ويتم ذلك عبر تقديم الضمانات اللازمة التي تؤمّن استقرار الاتفاق النهائي.

في المقابل، أبلغ مسؤولون أميركيون نظراءهم الإسرائيليين بأنّ التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران "ليس وشيكًا"، رغم المؤشرات بقرب حدوثه، وفق موقع "والا" العبري.

وطمأن المسؤولون الأميركيون الجانب الإسرائيلي بأنّ الإدارة الأميركية لن تقدّم تنازلات إضافية لإيران، مؤكدين في الوقت نفسه أنّ الاتفاق النووي لن يوقّع على المدى الفوري، بحسب ما ذكر الموقع.

انتظار "مقلق" وانتقادات إيرانية

ورغم الأجواء الإيجابية الحذرة، إلا أنّ الانتظار مقلق بالنسبة للبعض، حيث انتقدت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية التسريبات غير الموثوقة، كما وصفتها، بشأن مسودة الاتفاق النووي، واعتبرتها محاولات لضرب سياسة الحكومة الإيرانية بالسعي لربط الاقتصاد باتفاق نووي لا يحلّ كلّ مشكلات البلاد.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ الحكومة الإيرانية تحاول المضيّ قدمًا بسياسة عدم التعويل على إحياء الاتفاق النووي، إلا أنّ أحدًا لا ينكر أهميته وتأثيراته، فيما يقول الإيرانيون إنّ العبرة بالنتائج الملموسة، وليس بالتفاصيل التي يغيب الكثير منها في غرف المفاوضات المغلقة.

ولطالما شدّدت طهران خصوصًا على ضرورة الحصول على ضمانات بتحقيق فوائد اقتصادية كاملة من الاتفاق النووي ولا سيّما في مجال رفع العقوبات عنها، إضافة إلى عدم تكرار الانسحاب الأميركي منه.

الاتفاق النووي "بعيد المنال"

ويؤكد الدبلوماسي السابق والخبير في الشأن الأميركي، مسعود معلوف، وجود عامل إسرائيلي يعرقل تقدم الاتفاق بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حيث تطالبها إسرائيل بشكل علني بالتوقف عن التفاوض مع إيران، لكن ذلك لا يعني أن واشنطن ستخضع لهذه الضغوط، بخاصة إذا ما رأت أن مصلحتها تكمن في المضي قدمًا بهذا الاتفاق.

ويقول معلوف في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ التوصل إلى الاتفاق النووي لا يزال بعيد المنال في المدى القريب، بسبب الشروط التي يصعب تجاوزها، وطلب إيران من واشنطن تقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق والتي لا تستطيع الإدارة الأميركية تنفيذها، لأنها لا تملك أكثرية واسعة.

ويتحدث عن وجود مفاوضات وراء الكواليس، مفادها أنه إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من تقديم هذه الضمانات، فقد تستعيض عن ذلك بتقديم التعويضات المادية إلى إيران في حال الانسحاب مستقبلًا.

كما أن الحزب الجمهوري الأميركي يستعد لحملة كبيرة ضد الرئيس جو بايدن بهدف عرقلة منعه من التوقيع على الاتفاق.

ويخلص معلوف إلى أن إدارة بايدن ترغب في إحياء الاتفاق من جديد ولا سيّما أن هذه الخطوة كانت ضمن وعود الرئيس الانتخابية، ومن أجل رفع العقوبات عن طهران لضخ النفط الإيراني إلى أوروبا للتعويض عن نقص إمدادات النفط الروسي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close