الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

تقنيات حديثة تفتح آفاقًا لمعالجة مرضى باركنسون.. كيف تعمل؟

تقنيات حديثة تفتح آفاقًا لمعالجة مرضى باركنسون.. كيف تعمل؟

Changed

عولج آلاف المرضى حول العالم مع تراجع كبير في اضطراباتهم بينها الارتعاش والتيبس وبطء الحركات - غيتي
عولج آلاف المرضى حول العالم مع تراجع كبير في اضطراباتهم بينها الارتعاش والتيبس وبطء الحركات - غيتي
يجب أن يكون المرشح "المثالي" لهذا العلاج صغيرًا نسبيًا (أقل من 70 عامًا)، كما ينبغي ألا يعاني من اضطرابات معرفية كبيرة.

يمكن لبعض المصابين بمرض باركنسون استكمال العلاجات الدوائية بالجراحة، عبر تقنية تُسمى "التحفيز العميق للدماغ"، في عملية فعالة لكنها مرهقة قد تشهد تطورًا متسارعًا بفضل تقدّم التكنولوجيا.

ويتحدث جان لوي دوفلو البالغ 63 عامًا وهو رئيس مؤسسة "فرانس باركنسون"، عن "قيامة" له بعد أربع سنوات على خضوعه لعملية جراحية.

ويقول: "كنتُ أعرف أنني لن أشفى لأن المرض مستمر في التطور، ولكن هذا مكنني من أن أستعيد حركات الحياة اليومية".

ودوفلو هو من بين 10% من مرضى باركنسون (الذين يُحتفل بيومهم العالمي الخميس)، ممّن يتقبّل جسمهم الخضوع لمثل هذه العملية.

واكتشف فريق فرنسي من غرونوبل وسط شرق فرنسا، في تسعينيات القرن الماضي، أن التحفيز العميق لمنطقة من الدماغ، وهي النواة تحت المهاد، له تأثير علاجي كبير ضد أعراض هذا المرض.

تحفيز بتيار كهربائي ضعيف

ومن حينها، عولج آلاف المرضى حول العالم، مع تراجع كبير في اضطراباتهم، ومنها الارتعاش، والتيبس، وبطء الحركات. وأظهرت الدراسات طويلة المدى أن التأثير المفيد يستمر لعشر سنوات على الأقل لدى معظم المرضى.

وتقوم التقنية على زرع قطبين كهربائيين في الدماغ لتحفيز النوى تحت المهاد بتيار كهربائي ضعيف.

ويحتوي القطبان الكهربائيان اللذان يتم توصيلهما بصندوق، على بطارية مزروعة تحت الجلد ويرسلان نبضات تعيد الأداء الطبيعي للشبكات العصبية التي تعتمد على الدوبامين، الذي يتحكم بدوره في المهارات الحركية على وجه الخصوص.

ولا تعالج العملية المرض الذي أصاب، وفق منظمة الصحة العالمية، أكثر من 8,5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2019. لكنها جزء من مجموعة خيارات علاجية حاسمة لتقليل الأعراض.

وتعمل الأدوية، المستخدمة كخيار أول، على تعويض نقص الدوبامين. ولكن بعد خمس إلى عشر سنوات، تظهر مضاعفات مع مراحل مختلفة تكون فيها الأعراض متفاوتة بقوتها، ما يعكس تباينات في فعالية العلاج على مدار اليوم.

وهنا يمكن أن يلعب التحفيز العميق للدماغ دورًا، إذ يتيح لدى المرضى المؤهلين إعادة فعالية الأدوية.

استهداف على النحو الأمثل

يجب أن يكون المرشح "المثالي" لهذا العلاج صغيرًا نسبيًا (أقل من 70 عامًا)، كما ينبغي ألا يعاني من اضطرابات معرفية كبيرة أو ألا تكون لديه اضطرابات لا تزال تستجيب للعلاج.

ومن المؤكد أن "هذه العملية، التي أجريت في 20 مركزًا فقط في فرنسا، ظلت لفترة طويلة إجراء جراحيًا ثقيلًا للغاية"، على ما يؤكد جراح الأعصاب في مستشفى أميان الجامعي في شمال فرنسا ميشال لوفران.

لكن التطورات التكنولوجية الحديثة تعمل على تغيير الوضع، إذ "إن التقدم المحرز في مجال التوجيه عبر التصوير يتيح استهداف موضع القطبين الكهربائيين على النحو الأمثل"، وفق لوفران.

في قسمه، يؤدي استخدام البرامج التي تخلق توأمًا رقميًا لدماغ المريض إلى إمكانية إجراء عمليات محاكاة ثلاثية الأبعاد قبل التدخل الجراحي، ما يوفر على المرضى اختبارات حركية طويلة ومرهقة.

وتستمر العملية حاليًا في مستشفى جامعة أميان أقل من 4 ساعات، ويتبعها دخول إلى المستشفى لمدة 5 أيام في المتوسط، مقارنة بجراحة مدتها 10 ساعات وإقامة في المستشفى لمدة 15 إلى 21 يومًا قبل بضع سنوات.

وتؤكد طبيبة الأعصاب في مركز باركنسون المتخصص في هذه المؤسسة ميليسا تير أن "التدخل يجرى على مريض نائم تمامًا، ما يحسن راحته بشكل كبير".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close