الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

تقييم الأضرار في زابوريجيا.. موسكو تتهم كييف بارتكاب "إرهاب نووي"

تقييم الأضرار في زابوريجيا.. موسكو تتهم كييف بارتكاب "إرهاب نووي"

شارك القصة

تقرير يتناول تفاصيل زيارة فريق من وكالة الطاقة الذرية لمحطة زابوريجيا (الصورة: غيتي)
يستعد فريق المفتشين من وكالة الطاقة الذرية إلى تقييم سلامة محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها القوات الروسية في أوكرانيا في ظل تحذيرات من وقوع حادثة نووية.

اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي سويغو اليوم الجمعة، أوكرانيا بارتكاب "إرهاب نووي" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، معتبرًا أن قصف كييف للمحطة يثير خطر وقوع كارثة نووية في أوروبا.

ورفض شويغو تأكيدات كييف والغرب من أن بلاده نشرت أسلحة ثقيلة في المحطة النووية الأكبر في أوروبا والواقعة في جنوب أوكرانيا وتسيطر عليها موسكو منذ مارس/ آذار الماضي.

وفي تصريحات نشرتها وزارة الدفاع الروسية، قال شويغو: "ليس لدينا أسلحة ثقيلة في منطقة محطة الطاقة النووية أو المناطق المحيطة بها. آمل أن تقتنع بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك".

وشدد شويغو على إصرار موسكو على أن كييف تتحمل مسؤولية أي تصعيد في الموقع، وسط مخاوف من وقوع كارثة نووية على غرار كارثة تشرنوبيل.

وقال: إنّ كييف "تتسبب في تهديد حقيقي بوقوع كارثة نووية" وتستخدم أسلحة حصلت عليها من الغرب لمهاجمة المحطة.

وأضاف أنه خلال الأسابيع الستة الماضية، أطلقت أوكرانيا 120 قذيفة مدفعية وشنت 16 هجومًا بطائرات مسيّرة، واصفًا تلك الهجمات بأنها "كاميكازي" وهو لفظ يطلق على الهجمات الانتحارية نسبة لهجمات الطيارين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.

تقييم سلامة المحطة النووية

وبعد وصولهم إلى أراض أوكرانية تسيطر عليها روسيا أمس الخميس، يستعد خبراء الأمم المتحدة اليوم الجمعة، لتقييم سلامة محطة زابوريجيا أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا والوقوف على الأضرار المادية التي لحقت بها.

وتأتي مهمة فريق المفتشين في ظل مخاوف من وقوع حادث نووي أو تسرب إشعاعي، الأمر الذي استدعى السلطات في أوكرانيا إلى القيام بتدريبات افتراضية لمواجهة تلك المخاوف. وتحذر كل من موسكو وكييف من كارثة نووية محتملة شبيهة بكارثة تشرنوبيل، بسبب القصف الذي يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه.

وسيطرت روسيا على المحطة منذ أن استولت على المنطقة في مارس/ آذار الماضي، وتشهد المناطق الواقعة إلى الجنوب منها حاليًا هجومًا أوكرانيًا مضادًا واسعًا. وتتهم كييف موسكو باستغلال المنشأة لحماية قواتها، وهو اتهام تنفيه موسكو وترفض في الوقت نفسه الدعوات لسحب قواتها.

وأمس الخميس، أكد رئيس الوكالة رافائيل غروسي، بعد جولة في المحطة، بأن المفتشين "لن يذهبوا إلى أي مكان"، حيث يطمح أن تتواجد بعثته بصفة دائمة.

وتقول الشركة الحكومية الأوكرانية للطاقة النووية: إن غروسي وأفرادًا آخرين في المهمة غادروا إلى أراض تسيطر عليها أوكرانيا، إلا أن خمسة من المفتشين لا يزالون في المحطة التي توقف أحد مفاعلاتها أمس بسبب القصف.

وبحسب الوكالة، فإن المفتشين سيقيّمون الأضرار المادية والتأكد من أن أنظمة السلامة والأمن بالمحطة تعمل بشكل فعال، فضلًا عن تقييم أوضاع الموظفين. وصرح غروسي بأنهم سيعدون تقريرًا عن النتائج التي توصلوا إليها.

ورحب المسؤولون الأوكرانيون بزيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى نزع أي أسلحة في المحطة.

من جانبهم، لفت مسؤولون عينتهم روسيا، إلى أن فريق الوكالة سيكون أمامه يوم واحد فقط لإجراء عمليات التفتيش، بينما يأمل الفريق في قضاء فترة أطول.

وجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المطالبة بسحب جميع القوات من المحطة، وهو مطلب يدعمه حلفاء كييف الغربيون والأمم المتحدة.

وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو في ساعة متأخرة من أمس إن: "الأمر الأول الذي يتعين حدوثه هو إخلاء منطقة المحطة من السلاح ... تجريدها من السلاح والسيطرة الكاملة للعمال النوويين الأوكرانيين".

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس، إن: موسكو تبذل قصارى جهدها لضمان إمكانية أن تعمل المحطة بأمان، ولكي يتمكن مفتشو الوكالة من إتمام مهامهم.

كما صرح وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو الخميس، بأن مشاورات تجري بشأن إبقاء متخصصين من الوكالة "نحو اثنين منهم" بشكل دائم في المحطة.

وأضاف في تصريحات لتلفزيون "1+1" الأوكراني أنه: "من المهم بالنسبة إلينا أن تكون المحطة تحت السيطرة الوطنية، ما يعني أنه يتعين إعادة المحطة لسيطرة أوكرانيا".

أما ميكولا لوكاشوك، رئيس مجلس منطقة زابوريجيا، فقال  إن: عدة بلدات قريبة من المحطة النووية تعرضت لقصف روسي أمس الخميس. واليوم الجمعة، أشارت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الجمعة إلى أن القوات الروسية "لم تنفذ عمليات هجومية في اتجاه زابوريجيا".

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف القتال تمامًا بالقرب من المحطة، محذرة من أنه لن يكون هناك ما يمكن فعله في حالة حدوث تسرب نووي.

استعادة أراضي الجنوب

وشنت كييف هجومًا في الأيام الماضية لاستعادة أراض في جنوب أوكرانيا، وخاصة عند مصب نهر دنيبرو في إقليم خيرسون المجاور.

وأعلن كل من الجانبين عن تحقيق نجاحات في ساحة المعركة، وسط الضغط الأوكراني الجديد لاستعادة أراض في الجنوب.

وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية الأوكرانية ناتاليا هومينيوك، اليوم الجمعة إن: القوات الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة وجسورًا عائمة لعرقلة حركة قوات الاحتياط الروسية. كما كشفت هيئة الأركان اعامة الأوكرانية أن الجيش الروسي قصف عشرات البلدات بما في ذلك خاركيف في الشمال ودونيتسك في الشرق.

من جهتها، عملت موسكو على نفي تقارير تتحدث عن تقدم أوكرانيا، قائلة إنّ: قواتها "دحرت" القوات الأوكرانية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- رويترز