الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تنظيما "الدولة" و"القاعدة" في أفغانستان.. أولويات أخرى تبعدهما عن مهاجمة الغرب

تنظيما "الدولة" و"القاعدة" في أفغانستان.. أولويات أخرى تبعدهما عن مهاجمة الغرب

Changed

رصد مراسل "العربي" زاهر عمرين كيف تحوّلت مدينة جلال أباد إلى ساحة مواجهة بين "تنظيم الدولة" و"طالبان" (الصورة : غيتي)
تتّفق التقييمات الجديدة على أن نية تنظيمي "الدولة" و"القاعدة" تنفيذ عمليات خارج أفغانستان لا تزال موجودة، لكن قادة التنظيمين لديهما أولويات أخرى.

على الرغم من المخاوف المستمرة بين بعض المسؤولين الأميركيين من أن أفغانستان في طريقها إلى أن تصبح مرة أخرى ملاذًا للإرهاب، أظهرت تقييمات دفاعية واستخبارية أميركية حديثة أن تنظيمات مثل "تنظيم الدولة" و"القاعدة"، ليست مستعدة لاستخدام البلد نقطة انطلاق للهجمات ضد الغرب، على الأقل في الوقت الحالي.

وذكر موقع إذاعة "صوت أميركا" أن التقييمات تشمل تقديرات من القيادة المركزية الأميركية ووكالة استخبارات الدفاع وأجهزة أخرى، وهي جزء من تقرير أصدره المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية لفحص التهديدات المحتملة الصادرة من أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة من البلاد قبل ستة أشهر.

ويتعارض التقرير مع المخاوف التي أعرب عنها كبار مسؤولي البنتاغون، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ حذّروا من أن "تنظيم الدولة في خراسان" قد يكون جاهزًا لضرب الغرب والولايات المتحدة في أقل من ستة أشهر، وأن تنظيم "القاعدة" يحتاج إلى أقل من عام للقيام بذلك.

وفي ذلك الوقت، قال وكيل وزارة الدفاع للسياسة كولين كال للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "لدى كل من القاعدة وداعش-خراسان النية لإجراء عمليات خارجية".

أولويات أخرى

وتتّفق التقييمات الجديدة على أن النية لا تزال موجودة، لكن قادة التنظيمين لديهم أولويات أخرى.

ووفقًا للتقرير، يبدو أن "تنظيم الدولة في خراسان" يركّز بشكل خاص على "تعزيز دعمه داخل أفغانستان بدلًا من الاستعداد لضرب الأعداء في مناطق أبعد".

وأوضح أن "تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية يشير إلى أن تنظيم داعش-خراسان يعطي الأولوية للهجمات داخل أفغانستان على العمليات الخارجية"، مشيرًا إلى سلسلة من الهجمات ضد نقاط التفتيش الأمنية لحركة "طالبان"، فضلًا عن هجوم مميت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على مستشفى عسكري في كابُل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 25 شخصًا وجرح أكثر من 50 آخرين.

ورأى التقرير أن تنظيم الدولة استغلّ المشاعر المناهضة لطالبان، وأوجه القصور في الحكم لتعزيز تجنيد العناصر، ولا سيما بين الفئات السكانية المهمشة".

تضاعف حجم التنظيمين

وفي وقت سابق من فبراير/ شباط الحالي، حذّرت معلومات استخباراتية تشاركتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من أن حجم "تنظيم الدولة" قد تضاعف تقريبًا منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان من 4 آلاف مقاتل، وأن التنظيم يسيطر مرة أخرى على مناطق محدودة في الجزء الشرقي من البلاد".

كما حذّرت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أن تنظيم "القاعدة"، التي لها تاريخ أطول في أفغانستان، تمتّعت بـ "دفعة كبيرة" منذ انسحاب الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "بعض المتعاطفين معها في صفوف طالبان يحتلون الآن مناصب عليا في الإدارة الأفغانية الجديدة".

لكن تقرير المفتش العام يقول إن الوكالات الأميركية تعتقد أن "طالبان" ما زالت تُبقي مسؤولي "القاعدة" في عزلة إلى حد ما.

ونقل التقرير عن القيادة المركزية ووكالة استخبارات الدفاع الأميركيتين بأن "طالبان لم تسمح لأعضاء القاعدة بلعب دور مهم في ما يسمى بالحكومة المؤقتة؛ ومن المرجّح أن تهدف إلى منع هجمات القاعدة على الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه كسب الشرعية الدولية".

"طالبان" والعلاقة مع "القاعدة" 

لكن المسؤولين الأميركيين يقدّرون أيضًا أن قادة "طالبان" ليسوا في عجلة من أمرهم لقطع العلاقات مع القاعدة، على الرغم من التزاماتهم التي قدّموها لواشنطن كجزء من اتفاق الدوحة.

ووفقًا لتقرير المفتش العام، "من المرجّح جدًا أن تسمح طالبان لعناصر القاعدة في أفغانستان بالحفاظ على مكانة منخفضة داخل البلاد للحفاظ على العلاقات القديمة، وتجنّب إغضاب أكثر العناصر الإسلامية تشددًا داخل طالبان".

ويُقدّر مسؤولو الأمم المتحدة أن عشرات المسؤولين من تنظيم "القاعدة" يعيشون في أفغانستان، بمن فيهم زعيم الجماعة أيمن الظواهري.

يُعتقد أن "القاعدة في شبه القارة الهندية" لديها ما يصل إلى 400 مقاتل في أفغانستان، بعضهم جزء لا يتجزأ من مجموعات "طالبان".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close