الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

توريد الغاز الروسي إلى الصين.. هل يكون "سيبيريا 2" البديل عن "نورد ستريم"؟

توريد الغاز الروسي إلى الصين.. هل يكون "سيبيريا 2" البديل عن "نورد ستريم"؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على مشروع خط أنابيب "سيبيريا 2 " وأهميته الاقتصادية (الصورة: غيتي)
يكشف "سيبيريا 2" خللًا متزايدًا في التوازن لصالح بكين في صفقات الطاقة وسط حذر صيني من الاعتماد المفرط على روسيا للحصول على الطاقة.

تروج روسيا بشكل لافت لمشروع خط أنابيب الغاز الضخم "قوة سيبيريا 2" الذي سيربط سيبيريا بشمال غرب الصين، خاصة بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع التوصل إلى اتفاق بشأنه مع بكين.

ومشروع "سيبيريا 2" ليس جديدًا، لكن ما جرى هو الاتفاق على إحياءه ليمثل مرحلة ثانية لـ"سيبيريا 1" الذي مكّن روسيا بموجب صفقة عام 2019 مدتها 30 عامًا من تزويد الصين بالغاز الطبيعي.

ويدخل المشروع حيز التنفيذ عام 2030 لنقل 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى الصين. وستحصل بكين ضمن مرحلته الأولى على الغاز الروسي بمقدار 38 مليار متر مكعب سنويًا.

بديل إستراتيجي

وسيربط المشروع سيبريا في الشرق الروسي بشمال غرب الصين وقد واجه لسنوات صعوبات بسبب ما وصفه خبراء بقسوة الظروف المناخية والجيولوجية.

إلاّ أن موسكو عادت قبل أيام للحديث عن احيائه كأمر واقع ضمن محاولاتها إيجاد سوق يشتري كميات إضافية من غازها لتعويض تراجع صادراتها إلى أوروبا في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

وروجت روسيا مرارًا للمشروع كبديل إستراتيجي لخط "نورد ستريم 2" بيد أن الطموح الروسي ما زال بحاجة إلى دراسة بحسب ما أشارت إليه روسيا والصين إلى أن مشروع خط الغاز المطور يحتاج مزيدًا من الأبحاث والمشاورات.

ووفق خبراء فإنّ هناك معضلة روسية أخرى وهو أن "سيبيريا 2" يكشف خللًا متزايدًا في التوازن لصالح بكين في صفقات الطاقة بين البلدين، إضافة إلى وجود حذر صيني من الاعتماد المفرط على روسيا للحصول على الطاقة.

الرئيس الروسي يؤكد التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن مشروع خط أنابيب "سيبيريا 2" - غيتي
الرئيس الروسي يؤكد التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن مشروع خط أنابيب "سيبيريا 2" - غيتي

الصين.. "الرابح الأكبر"

وتعليقًا على هذا الاتفاق، يشير الخبير في شؤون النفط والغاز مصطفى البزركان إلى أن صادرات الغاز الروسية تبلغ في العام الواحد نحو 225 مليار متر مكعب كان يصل منها نحو 55% إلى أوروبا قبيل بدء الحرب في أوكرانيا.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من لندن، أنّ إستراتيجية الولايات المتحدة والدول الأوروبية في التخلص من الاعتماد على النفط والغاز الروسيين أجبرت روسيا على إيجاد بدائل.

ويلفت إلى أنّ خط "سيبيريا" الذي بدأ العمل به عام 2019 كان يوصل نحو 35 مليار متر مكعب إلى الصين، حيث من المتوقع أن يبلغ حجم الغاز عبر "سيبيريا 2" نحو 80 مليار متر مكعب.

وإذ يؤكد أن روسيا هي ثالث أكبر مورد للغاز إلى الصين، يوضح أن بكين هي الرابح الأكبر من الحرب في أوكرانيا، لا سيما أنها تستلم الغاز بتخفيض أكثر من 25%.

بدائل روسية

وعلى الرغم من ما يكشفه مشروع "سيبيريا 2" من الخلل المتزايد بشأن التوازن لصالح بكين، يرى البرزكان أنّ الضغوط الغربية على روسيا تجبرها على إيجاد بدائل في أسواق جنوب شرقي آسيا والصين وربما اليابان في وقت لاحق.

لكنه يوضح أن الإشكالية تكمن في كيفية إيصال هذا الغاز إلى تلك الأسواق في ظل عدم وجود خطوط أنابيب مماثلة لأوروبا، وفي ظل ما يواجهه خط "سيبيريا" من مشكلات جيولوجية ومناخية.

وبالنسبة إلى الاتفاق بين بكين وموسكو، يؤكد الخبير في شؤون النفط والغاز أن ليس هناك أيّ "مجازفة" صينية في استيراد الغاز الروسي، مشيرًا إلى أنّ الصين هي أكبر مستورد لهذا الغاز.

ويلفت إلى وجود "مصالح متبادلة" بين البلدين في هذا المجال، حيث تعمل بكين على استيراد كميات كبيرة من الغاز الروسي وتقوم بإعادة تكريره وبيعه إلى الأسواق بأسعار عالمية.

ويخلص إلى أنّ المصالح هي التي تفرض نفسها على العلاقات بين روسيا والصين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close