الأحد 26 مايو / مايو 2024

تونس على وقع الاحتجاجات.. صدامات بين قوات الأمن ومحتجين لليلة الثانية

تونس على وقع الاحتجاجات.. صدامات بين قوات الأمن ومحتجين لليلة الثانية

Changed

نافذة إخبارية تناقش المشهد التونسي في ظل مظاهرات غاضبة احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية (الصورة: الأناضول)
وقعت الصدامات بين الشرطة والمحتجين في "حيّ التضامن" واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات المتظاهرين.

نامت العاصمة التونسية على مشهد مظاهرات حاشدة ضمت آلاف المطالبين برحيل الرئيس قيس سعيّد، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد. لكنّ الصدامات تجددت السبت لليلة الثانية في أحد أحياء العاصمة التونسية بين عناصر الشرطة ومجموعة من المحتجين إثر وفاة شاب بعد إصابته خلال مطاردة قوات الأمن له قبل أكثر من شهر. 

ووقعت الصدامات في "حيّ التضامن" الذي يشهد عمليات كر وفرّ بين الشرطة والمحتجين داخل الأزقة. واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات المتظاهرين وغالبيتهم من الشباب، فيما رشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة وحاولوا إغلاق شارع رئيسي بالحجارة.

وفاة مالك السليمي تؤجج الشارع

ووفق ما أظهرت مقاطع فيديو، فقد بدأت الصدامات الجمعة تزامنًا مع تشييع جثمان الشاب وتجددت ليلًا. 

وكان الشاب مالك السليمي (24 عامًا) "سقط في خندق وأصيب على مستوى الرقبة إثر مطاردة الشرطة له أواخر شهر أغسطس/ آب"، وفقًا لتصريح محمد أحد أقربائه لإذاعة "الديوان أف أم" المحلية.

وإثر ذلك "تم نقله إلى المستشفى وظل في الإنعاش طوال خمسين يومًا ثم توفي"، وفق المصدر نفسه.

وحمّل المحتجون الشرطة مسؤولية وفاة السليمي الذي تطالب عائلته "القضاء بتحقيق العدل وإنصاف" المتوفي.

وتتعرض الشرطة التونسية لانتقادات بسبب اعتمادها القوة المفرطة. وتفيد "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" بأن 14 شابًا قتلوا خلال السنوات الفائتة إثر مواجهات مع الشرطة، منتقدة الإفلات من العقاب.

احتجاجات ضد سعيّد

والسبت، تجمع الآلاف من أنصار جبهة الخلاص الوطني وسط العاصمة تونس للاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والتعبير عن رفضهم القانون الانتخابي والمسار السياسي للرئيس قيس سعيّد. وجاء ذلك فيما توصّلت السلطات التونسية وصندوق النقد الدولي لاتفاق سيتمّ من خلاله منح قرض للبلاد بحوالي 1.9 مليار دولار على مدى 4 سنوات.

ويشير عضو الهيئة التنفيذية لجبهة الخلاص الوطني أحمد الغيلوفي إلى أن جبهة الخلاص تطالب بالحوار مع الفرقاء السياسيين المعارضين لقيس سعيّد وللانقلاب، والذين خرجوا منذ اللحظة الأولى ضده.

ويقول في حديث إلى "العربي" من تونس: "نحن نطالب بحوار مع من نسميهم الديمقراطيين الذين أدركوا على الأقل أن سعيّد خطير وانقلابي وسوف يأكل الأخضر واليابس، ولن يسمح إطلاقًا بأن يتكلّم أحد غيره فهو الدستور وهو القانون".

ويرى الغيلوفي أن سعيّد مكوّن أساسي في الأزمة التونسية، لكنه مكوّن سلبي لذا لا يمكن الحوار معه، مشيرًا إلى توسع طيف المعارضة يومًا بعد يوم حيث ستجد صيغة يرتضيها الجميع للخروج من الأزمة.

من جانبه، يلفت عضو المكتب السياسي لحركة الشعب محمد بوشنيبة إلى أن تونس تعيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة وقاسية، لكنه يعتبر أنها ليست نتيجة عام أو اثنين، أي الفترة التي حكم فيها قيس سعيّد، بل هي نتيجة تراكمات لسنوات طويلة عندما أخذت تونس قروضًا من عدة دول ومن صندوق النقد الدولي. 

وفي حديثه إلى "العربي" من تونس، يتساءل بوشنيبة عن مصير أموال تلك القروض التي أُثقل بها كاهل الشعب التونسي، من دون أن ينال منها شيئًا من التنمية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close