الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

جدري القرود فيروس قديم لكن حديث الانتشار.. كورونا جديد يجتاح العالم؟

جدري القرود فيروس قديم لكن حديث الانتشار.. كورونا جديد يجتاح العالم؟

Changed

"للخبر بقية" يسأل عما إذا كان جدري القرود سيتحول إلى جائحة عالمية على غرار كورونا (الصورة: رويترز)
أكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات موجودة بالفعل لمواجهة انتشاره، وأنه ينبغي فقط تعزيز الفهم بشأنه، فيما يشير أطباء إلى أن "لا داعي للرعب".

يُعد جدري القرود فيروسًا قديم الوجود، حديث الانتشار في العالم. وأصبحت الإصابات به تعلن يوميًا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية والهيئات المعنية من حول العالم، أن هذا الفيروس لن يتحوّل إلى وباء، ولن يكون كورونا جديدًا يجتاح العالم.

وأكدت أن اللقاحات موجودة بالفعل لمواجهة انتشاره، وأنه ينبغي فقط تعزيز الفهم بشأنه.

وتؤكد إحصاءات المنظمة العالمية أن غالبية الإصابات بجدري القرود خارج إفريقيا سُجلت خلال الشهر الحالي في أوروبا، في حين تتعادل الإصابات في أستراليا والولايات المتحدة، حيث تتراوح أعداد الإصابات بين 20 إلى 30 إصابة مؤكدة.

"لا داعي للرعب"

يقول الأستاذ المساعد في جامعة نيوجيرسي غياث موسى، إن ما نعرفه إلى الآن عن جدري القرود قليل، لكننا لا نتوقع مبدئيًا أن يكون وبائيًا وذلك بخلاف الحال مع فيروس كورونا.

ويشرح في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن أعراض هذا المرض ستكون أخف بكثير من كورونا، بيد أن نسبة انتشاره أسرع بكثير، فتكون تقريبًا ثلاثة أضعاف سرعة انتشار كورونا.

في المقابل، يلفت إلى أن جدري القرود لا يشهد تحورات. ويؤكد ألا داعي للرعب منه.

ويؤكد فاعلية العلاج المضاد للفيروسات معه، مشيرًا إلى أن نسبة الشفاء منه عالية، وأن نسبة الوفيات أقل بكثير من وفيات كورونا. 

إلى ذلك، يشير موسى إلى أن انتشار جدري القرود يتم عن طريق الرذاذ، ويكشف أن الفيروس يتواجد على الأسطح الصلبة لفترة أطول. ويوضح أن إجراءات الوقاية منه تشابه إلى حد كبير تلك المتبعة للوقاية من فيروس كورونا.

"غير مميت بدرجة كبيرة"

بدوره، يلفت يعقوب ولد بوبو، من إدارة مكافحة الأمراض المعدية في وزارة الصحة الموريتانية، إلى أن التخوّف من جدري القرود ربما يعود إلى ما تركه فيروس كورونا من خوف وقلق وتأهب وإجراءات. 

ويوضح في حديثه إلى "العربي" من نواكشوط، أن جدري القرود يكون معديًا بعد ظهور الأعراض بعكس فيروس كورونا.

ويضيف: بما أن الأعراض تظهر على المريض، فيتبعد عنه الناس لظهور طفح جلدي، فإن هذا الأمر من شأنه أن يقلل من انتشار المرض.

في سياق متصل، يفيد بأن برامج وزارات الصحة في إفريقيا تتضمن تلقيح الأطفال ضد جدري القرود، مذكرًا في الآن عينه بأن مدة أثر اللقاح تتراوح بين 10 و20 عامًا.

فيقول إنه ربما يكون تراجع مناعة الملقحين في إفريقيا قد أعاد ظهور هذا المرض. 

لكن ولد بوبو، يطمئن في المقابل إلى أن جدري القرود "غير مميت بدرجة كبيرة، حيث تصل نسبة الوفيات فيه إلى 1%، ويُشفى المريض بعد 3 أسابيع من دون أخذ أي دواء أو لقاح حتى".

"لاستخلاص الدروس من فترة كوفيد" 

من ناحيته، يشير المحامي والناشط الحقوقي إسماعيل خلف الله، إلى أن أمراضًا كثيرة ما زالت تدور في القارة الإفريقية، ولا اهتمام بالغ بها من طرف الهيئات الدولية التي تُعنى بالصحة العالمية.

ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: ربما هناك برامج، ولكنها ليست بالقدر الكافي، أو الاهتمام الذي لاحظناه والخشية والخوف والهلع الذي انتفض له كل العالم والدول الغنية، فبادرت وقامت بمواجهة كوفيد-19.

ويتوقف عند مبادرة "كوفاكس"، التي بدأ العمل بها في أبريل/ نيسان 2020، وكان في طليعة أهدافها تحقيق اللقاح ثم توزيعه بشكل عادل مجانًا أو بأسعار مخفضة. 

ويشير إلى أنها لم تحقق هذا الهدف لأسباب عديدة ومنها الكيل بمكيالين، والأنانية التي طغت على الدول الغنية. 

ويوضح أن تلك الدول بادرت إلى عقد اتفاقيات ثنائية مع المختبرات وشركات الأدولية، ما أربك مهمة كوفاكس، مذكرًا بأن الأخيرة لم توفر لها الأموال اللازمة.

ويؤكد أهمية استخلاص الدروس من الأخطاء التي حصلت في فترة كوفيد-19، منبهًا إلى أنه في حال التفريط بشعوب ضعيفة، فإن المرض لا تحكمه حدود ولا يميز بين غني وفقير. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close