الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

حزب الله يهدد إسرائيل.. هل يفجّر ملف الغاز مواجهة عسكرية جديدة؟

حزب الله يهدد إسرائيل.. هل يفجّر ملف الغاز مواجهة عسكرية جديدة؟

Changed

نافذة تحليلية لـ"العربي" حول احتمال وقوع حرب بين حزب الله وإسرائيل (الصورة: غيتي)
صعّد الأمين العام لحزب الله نبرة التهديد بشن عملية عسكرية ضد إسرائيل، تزامنًا مع تطور الخلافات بين الأخيرة ولبنان تتعلق بترسيم الحدود البحرية.

حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من اندلاع حرب في حال عدم حصول لبنان على حقه من الغاز والنفط من البحر المتوسط، مشيرًا إلى أنّ جماعته قادرة على منع إسرائيل من استخراج الغاز.

وتأتي تصريحات أمين عام حزب الله بعد خلافات بين لبنان وإسرائيل، تتعلق بترسيم الحدود البحرية.

أزمة "كاريش"

فتكمن القصة في محاولة إسرائيل الاستحواذ على ثروات الغاز في البحر المتوسط، إذ إنها تنقّب في حقول مثل ليفياثان ودولفين وداليت وتمار وتانين، لكنها أعلنت في يوليو/ تموز 2013 عن نيتها البدء بالتنقيب في حقل جديد أطلق عليه اسم "كاريش".

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه اعترض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله، كانت في طريقها إلى منطقة حقول الغاز شرقي المتوسط. ليعيد التصعيد الأخير وتصريحات نصر الله، ملف الصراع اللبناني الإسرائيلي إلى الواجهة.

قدرات إسرائيل وحزب الله العسكرية

ورغم عدم توافر معلومات رسمية عن قدرات حزب الله العسكرية مقارنة بقدرات الجيش الإسرائيلي، إلا أنّ مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأميركي أورد جانبًا من تلك القدرات التي تعتمد على الردع الصاروخي بصورة كبيرة.

وعام 2021، الأمين العام لحزب الله أن تعداد أفراد حزبه هو 100 ألف مقاتل ويزيد. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد امتلك الحزب حوالي 15 ألف صاروخ عشية حرب لبنان عام 2006.

كما يمتلك حزب الله أيضًا صواريخ أرض-أرض وكاتيوشا عيار 107 أو 122 مليمترًا، وفجر واحد صيني الصنع عيار 107 مليمترات، وفلق 1 و2، وشاهين 1 عيار 333 مليمترًا الإيراني الصنع وغيرهم، فضلًا عن آلاف من القذائف المضادة للدبابات.

في المقابل، يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة الـ17 عالميًا، حيث يبلغ إجمالي عدد جنوده 615 ألف جندي بينهم 445 ألفًا في الاحتياط. وتبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية 19.6 مليار دولار.

وتضم القوات الجوية الإسرائيلية 695 طائرة حربية بينها 253 طائرة مقاتلة، إضافة إلى 146 مروحية وآلاف الدبابات والمدرعات، ومنصات إطلاق الصواريخ.

معارضة لبنانية لتصعيد حزب الله

وفيما طغت النبرة العالية على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لم يمر تجاوزه على الدولة سياسيًا وعسكريًا مرور الكرام، حيث ارتفعت أصوات رافضة لتصعيده وتهديده بالحرب ضد إسرائيل.

فرئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، أكّد أن نصر الله يقحم الشعب بمغامرة جديدة دون استئذانه.

كما عبّر الكثيرون من النواب عن رفضهم خطاب التصعيد والتهديد بالحرب مع إسرائيل، إنما لم تقف أصوات اللبنانيين هنا.

فرئيس جهاز العلاقات الخارجية بحزب القوات اللبنانية والوزير السابق ريشار كيومجيان، وصف حزب الله "بدويلة إيران في المنطقة".

 في حين أشار بعض السياسيين اللبنانيين أن إيران تستخدم حزب الله بوصفه ورقة ضغط لتحقيق أهدافها في المنطقة، لا سيما بعد تعثر مسار المفاوضات النووية.

كذلك، لاقى تهديد الحزب المسلح صداه في الأوساط الإسرائيلية حيث هددت الأخيرة أنه بحالة الحرب مع حزب الله "لن يبقي الجيش الإسرائيلي حجرًا على حجر".

التصعيد الأخير يعيد إلى الواجهة الصراع اللبناني الإسرائيلي - غيتي
التصعيد الأخير يعيد إلى الواجهة الصراع اللبناني الإسرائيلي - غيتي

محطات القتال بين لبنان وإسرائيل

هذه التهديدات، تعيد الذاكرة بمحطات القتال والتوتر بين لبنان وإسرائيل، فعام 1978 غزا الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان بحجة مطاردة المقاتلين الفلسطينيين.

وعام 1982، اجتاحت إسرائيل الحدود اللبنانية وسيطرة على أجزاء من بيروت، حيث راح ضحية هذا الاحتلال أكثر من 14 ألف لبناني وفلسطيني.

أما عام 1985، فانسحب الاحتلال إلى الحدود اللبنانية حيث شكلت منطقةً حدودية عازلة داخل الجنوب اللبناني.

بعد ذلك تمت عمليات لتبادل الأسرى بين لبنان وحزب الله، ومن ثم بدأت إسرائيل عدوانها إثر عملية أسر جنديين من جيشها يوم 12 يوليو/ تموز 2006، استمرت 33 يومًا وقتل فيها أكثر من 1100 في لبنان معظمهم من المدنيين.

هل فتح نصر الله الباب أمام المواجهة مع إسرائيل؟

وتعليقًا على إمكانية اندلاع مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، لا يستبعد السياسي والأستاذ الجامعي علي مراد إمكانية "تفجرّها"، لكنه يعتقد أنّ احتمالات اللجوء إلى حرب والانزلاق نحو مواجهة عسكرية في الوقت الراهن "ليست في مصلحة أحد بما في ذلك حزب الله لا سيّما أن مجال التفاوض لا يزال أولوية".

ويرى مراد في حديث إلى "العربي"، أن ما جرى خلال الأسابيع الماضية يدخل في إطار "الضغوط المتبادلة ويمارسها حزب الله ومن خلفه الدولة اللبنانية في اتجاه تحسين الوضع التفاوضي" مع إسرائيل.

ويعود الأستاذ الجامعي من بيروت بالزمن إلى الوراء، قائلًا: إن لبنان منذ حوالي 15 عامًا هو بلد معطل حيث إن السلطة التنفيذية غالبًا ما تكون في حكومات تصريف أعمال غير قادرة على الاجتماع وأخذ القرارات، أو في حكومات وحدة وطنية تجمع التناقضات أي أن اتخاذ أي قرار حقيقي لم يكن ممكنًا على حدّ قوله.

ويتابع مراد في هذا الخصوص، أن لبنان ذهب إلى ترسيم الحدود مع قبرص، حيث ارتكبت بيروت خطًأ جسيمًا تقنيًا صعب من الموقف اللبناني، ومن ثم بدأ التفاوض عبر الوساطة الأميركية بعد أن رفضت إسرائيل وساطة الأمم المتحدة في حين بدأت قبرص بدورها التفاوض مع تل أبيب.

هل التصعيد الكلامي تكتيكًا للتفاوض؟

وفيما يتعلق بسبل ترسيم الحدود البحرية، يلفت الأستاذ الجامعي إلى أن هناك أكثر من طريقة في القانون الدولي، وبالتالي ليس هناك من حقوق مكتسبة بقدر ما ترسم الحدود من خلال التفاوض وميزان القوى.

لذلك، يعتقد مراد أن طرح لبنان التفاوض على الخط 29 مكان 23 بالطريقة التي جرى بها ذلك، "ليس بالتكتيك التفاوضي السليم إذ طرح في وقت متأخر.. وليس صحيحًا ما يقال عن أن التنازل عن خط 29 هو بيع للأراضي أو خيانة وطنية".

ويستطرد الأستاذ الجامعي في مداخلته ضمن برنامج "قضايا": "نحن في لبنان سنحصل ربما في ظروف معينة ما بين الخط 23 وهو الحد الأدنى والخط 29 وهو الحد الأقصى.. وهنا تبرز نقطة من يفرض ميزان القوى ويحدد هذا الأمر".

لكن جوهر القصة وفق مراد، هو أن سياسة حزب الله وخياراته الإقليمية يتحملها لبنان دون أن يكون للمؤسسات الرسمية اللبنانية من مجلس نواب أو سلطة تنفيذية من رأي فيها.

وفي المحصلة، يتعاطى المفاوض اللبناني اليوم مع تصريح أمين عام حزب الله على أنها ربما تكون لصالح لبنان أو العكس، في وقت تغيب فيه السياسة الخارجية والدفاعية للبنان على حد تعبير مراد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close