أقرّت الشرطة الكورية الجنوبية بـ"خطئها" في عدم التحرّك بشكل كافٍ لمنع التدافع المميت الذي شهدته العاصمة سول السبت، بخاصّة وأنها تلقّت عددًا من البلاغات عن تعرّض الناس للدفع والدوس، الإصابة، قبل ساعتين من الحادث.
وقُتل 156 شخصًا على الأقل، غالبيتهم من الشباب، كما جُرح العشرات أثناء تدافع الحشد، مساء السبت، خلال عيد الهالوين الأول في سول بعد جائحة كوفيد-19.
وشهد العالم خلال السنتين الماضيتين، عددًا من حوادث التدافع، حيث قُتل 125 شخصًا على الأقل بداية الشهر الماضي في اندونيسيا، بعدما اجتاح آلاف المشجّعين ملعبًا لكرة القدم عقب مباراة ما تسبب بتدافع.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قُتل 12 شخصًا على الأقلّ، وأُصيب 13 آخرون جراء تدافع في ضريح هندوسي في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، لقي ثمانية أشخاص على الأقل مصرعهم وجرح آخرون في تدافع حدث ليلة افتتاح مهرجان "أستروورلد" الموسيقي في مدينة هيوستن بجنوب الولايات المتحدة.
وفي أبريل/ نيسان 2021، قُتل 45 إسرائيليًا على الأقل، وأُصيب العشرات بجروح خطيرة جراء تدافع خلال احتفال ديني شارك فيه عشرات آلاف اليهود المتشدّدين في منطقة "جبل ميرون".
وفي 21 مارس/ آذار 2021، قُتل 45 شخصًا في تدافع أثناء تأبين الرئيس التنزاني الراحل جون ماغوفولي في دار السلام.
تحذيرات وتوصيات
وعلى الرغم من ندرة حدوث حوادث التدافع، إلا أنها غير مستبعدة في أي تجمّعات أو تظاهرات أو أحداث عامّة، خاصّة إذا خرجت الأمور التنظيمية عن السيطرة.
وفي هذا الإطار، قال الخبير في سلامة الحشود في لوس أنجلس بول فيرتهايمر، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "لا يهم كم أنت ضخم، ومدى قوتك، إذا وقعت في حالة تدافع حشود، فإن الأمور تخرج عن سيطرتك".
ولذلك يعتبر الخبراء أن أفضل إستراتيجية لمواجهة ذلك، هي توقّع أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث، والبقاء على دراية بما يجري في محيطك.
وقدّم الخبراء تحذيرات وتوصيات للتعامل مع حوادث التدافع، يُمكنها أن تُنقذ حياتك:
- الانتباه إلى أعداد الحضور، وتوجيهات السلامة، والإجراءات التنظيمية المعتمدة، وغيرها، إذ عادة ما تكون احتياطات السلامة والأمن، أقلّ في الاحتفالات المفتوحة في الشوارع أو الأحداث التي لا توفر مقاعد للجلوس.
- على الآباء الاطلاع على نوعية الحدث الذي سيحضره أطفالهم، والطلب إليهم الاطلاع على مكان المخارج، والبقاء منتبهين لأي مخاطر محتملة، مثل الممرات المزدحمة أو تكدس السلالم.
- إذا كانت إجراءات الدخول إلى حدث ما منظمة بشكل سيئ، على المستوى الأمني ومراقبة التذاكر، فهذا يدل على أن التنظيم غير جيد للتعامل مع الحشود الكبيرة. لذلك تجنّب الحشود عالية الكثافة، والعثور على أقل جهة مزدحمة، حتى لو كان ذلك يعني متابعة العرض من بعيد.
- الاطلاع على مخارج الأمان المتوفّرة في مكان تنظيم الحدث، والبحث عن أقربها، إذ أن التدافع قد يتمّ بشكل سريع وغير متوقع في أي مكان.
كيف تعرف أن الأمور تتجه نحو الخطر؟
يدعو الخبراء إلى مراقبة العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الحشد أصبح كثيفًا بشكل خطير، وهي:
- إذا تمّ الضغط عليك من طرف الشخص إلى جوارك، فقد تكون هذه علامة على أن الحدث أصبح غير آمن.
- النظر حولك ومعرفة ما إذا كان هناك أي مديرين لسلامة الحشود أو أفراد أمن يراقبون الموقف.
- إذا لم يكن هناك أي شيء حولك، يجب أن تبحث عن طريقك للخروج.
ماذا تفعل في حال حصول تدافع؟
- قف مثل الملاكم: ضع ذراعيك أمام صدرك، لخلق مساحة أكبر بينك وبين الشخص الذي أمامك، مع وضع قدم أمام الأخرى بحيث تكون أكثر ثباتًا، وقدرة على امتصاص الضغط، والحفاظ على مرونة ركبتيك، وضمان قدرتك على الحركة.
- عدم الانحناء لالتقاط أشياء من الأرض، حتى لو سقط هاتفك لا تنحني، إذ قد لا تتمكّن بعدها من النهوض.
- لا تصرخ، لأن رئتيك بحاجة إلى الأوكسجين. فالصراخ، حتى من أجل طلب المساعدة، من المحتمل أن يكون عديم الجدوى مع وجود حشد كبير. ونظرًا لأن الهواء في الزحام يميل إلى أن يكون حارًا ورطبًا، ارفع رأسك للوصول إلى المزيد من الهواء النقي.
- في حالة السقوط على الأرض، استلق على الجانب الأيسر لحماية القلب والرئتين. وإذا كنت على بطنك أو ظهرك وسقط الناس فوقك، فهناك خطر أن ينضغط صدرك.
- التوجّه إلى أطراف التدافع، عبر شقّ الطريق قطريًا إلى أطراف الحشد، عندما يكون هناك هدوء في الحركة. كما يُنصح بعدم مقاومة قوة الحشد.