الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

حماس تدعو للرباط في الأقصى.. ما سيناريوهات مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟

حماس تدعو للرباط في الأقصى.. ما سيناريوهات مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على السيناريوهات المحتملة لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس (الصورة: غيتي)
طالبت حماس الفلسطينيين قبل يوم واحد من "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، بالاحتشاد في عموم فلسطين وخارجها، ورفع العلم الفلسطيني في كل مكان.

بهدف إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، يستعد الفلسطينيون في القدس المحتلة، للتصدي لـ"مسيرة الأعلام" غدًا الأحد، بتكثيف الرباط والاعتكاف داخل المسجد الأقصى بدءًا من فجر الغد.

ورغم التحذيرات الفلسطينية، إلا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي مصممة على إقامة المسيرة وفق خط سيرها المخطط له، من باب العامود مرورًا بالحي الإسلامي وحتى حائط البراق.

هبة جماهيرية

بدورها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الفلسطينيين إلى الرباط في المسجد الأقصى، غدًا الأحد، ورفع الأعلام الفلسطينية في كل مكان، رفضًا لـ"مسيرة الأعلام الإسرائيلية".

وقالت الحركة في بيان السبت: "ليكن يوم الأحد هبة جماهيرية واسعة لشعبنا وأمتنا، في كل أماكن تواجدهم دفاعًا عن القدس والأقصى".

كما طالبت الفلسطينيين بـ"الاحتشاد في عموم فلسطين وخارجها، ورفع العلم الفلسطيني في كل مكان، تأكيدًا على عروبة الأرض".

وناشدت الأمتين العربية والإسلامية، وقادة الحكومات وشعوبها باعتبار "يوم الأحد، بمثابة اليوم المُقدس، لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية"، كونها "مسؤولية تاريخية".

وكان الحراك الشبابي الشعبي في القدس المحتلة، قد دعا أيضًا إلى اعتبار يوم غد الأحد، "يوم العلَم الفلسطيني"، وإلى رفع علم فلسطين على كل بيت وساحة وشارع في المدينة المقدسة وصولًا إلى ساحة باب العامود، لمواجهة ما يسمى "مسيرة الأعلام".

"مسيرة الأعلام"

وينظّم المستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس المحتلة سنويًا في يوم الأحد 29 مايو/ أيار الجاري، وهي ذكرى ضم إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.

وتحمل المسيرة هذا الاسم، نظرًا للعدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها.

وستمر المسيرة من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، وتمر في أزقة البلدة ويتخللها التلويح بأعلام إسرائيلية وترديد شعارات بينها "الموت للعرب".

وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت أنها قررت نشر الآلاف من عناصرها في القدس، لتأمين المسيرة، فيما هددت الفصائل الفلسطينية إسرائيل من "ارتكاب أية حماقة بالسماح باقتحام المسجد الأقصى عبر السماح بتنظيم مسيرة الأعلام الإرهابية".

منظمات بغزة تندد بـ"مسيرة الأعلام"

وفي سياق متصل، نددت منظمات أهلية فلسطينية في قطاع غزة، السبت، بالانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، ومدينة القدس المحتلة.

جاء ذلك خلال وقفة نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بالتعاون مع عدد من الاتحادات والمؤسسات الأهلية، أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بمدينة غزة.

ورفع المشاركون في الوقفة، الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات كُتب عليها "مقدساتنا الإسلامية والمسيحية خط أحمر"، و"لا للتقسيم الزماني والمكاني".

من جانبه، طالب محسن أبو رمضان، منسق عام شبكة المنظمات الأهلية، "منظمة اليونيسكو بالتدخل لمنع الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، ومنع التقسيم الزماني والمكاني له، وللحفاظ على عروبة وإسلامية القدس".

واستنكر أبو رمضان: "السماح للمستوطنين، بتنظيم مسيرة الأعلام الإسرائيلية، الأحد، في القدس".

واعتبر أن "سماح الحكومة الإسرائيلية، بتنظيم هذه المسيرة، يعكس تقدمها باتجاه المشروع الأيديولوجي الصهيوني العنصري، الذي يريد أن يُبقى القدس عاصمة لدولة الاحتلال".

وأشاد بـ"الدور الشعبي للفلسطينيين الذين يشكلون سياجًا حاميًا للمسجد الأقصى، ويحافظون على عروبته وإسلاميته".

ولفت إلى أن المنظمات الأهلية لن "تدخر جهدًا، في المجالات القانونية والشعبية لفضح المؤامرة العنصرية والتمييزية الإسرائيلية، الهادفة لتغيير أهم معالم الهوية الفلسطينية".

وأردف: "سنستمر بالكفاح الوطني كجزء من الحركة الوطنية على طريق تحقيق الأهداف بالحرية والاستقلال والعودة".

وطالب المجتمع الدولي بـ"فرض إجراءات ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي، لإنهاء محاولاته في تزوير التاريخ".

ما سيناريوهات مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟

وعلى بعد يوم واحد فقط مما يعرف بمسيرة الأعلام، انقسم الإعلام الإسرائيلي بين مؤيد لها ومحذر، إذ اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المسيرة قد تؤدي إلى إثارة اضطرابات جديدة في القدس والضفة الغربية، وهي كافية لإشعال فتيل مواجهة بعد أسابيع قليلة تراجع فيها العنف إلى حد ما.

فيما دعت افتتاحية لصحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية إلى ضرورة إتمام المسيرة، مشددة على وجوب أن تحافظ الشرطة الإسرائيلية على تأمين المتظاهرين وأن تكون في حال تأهب لأي عنف فلسطيني، كما ذكرت.

وفي هذا الإطار، يقول الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني ماجد عزام: إن هناك 3 سيناريوهات محتلمة وأساسية لمسيرة الأعلام الإسرائيلية، الأول هو محاولة إسرائيل لتقليص عدد الإسرائيليين وزمن المرور في باب العامود والحي الإسلامي، مستبعدًا حدوث اقتحام من المسيرة للمسجد الأقصى.

أما السيناريو الثاني، فيرجح عزام إنتهاء المسيرة في نفس اليوم، أما الثالث فهو وقوع اشتباكات مع الفلسطينيين الذين سيتصدون للمسيرة بأخرى ترفع الأعلام الفلسطينية، بالإضافة إلى وقوع إصابات وسقوط شهداء، وأن يستمر التصعيد لأيام، على أن تدخل المقاومة في غزة في عملية التصعيد.

وأشار عزام في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، إلى أن الرسالة الإسرائيلية من وراء المسيرة هو فرض السيادة على القدس وبأنهم أصحاب القرار .

في غضون ذلك،  نظم مستوطنون، اليوم السبت، مسيرة استفزازية في طريق باب الواد بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وجددوا اقتحامهم لمنطقة باب الأسباط بالمدينة.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن عشرات المستوطنين نظموا مسيرة استفزازية في طريق باب الواد وأدوا صلوات تلمودية، وأطلقوا هتافات عنصرية، في محاولة لاستفزاز المقدسيين بحماية عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، تتجهز جماعات استيطانية لتنظيم مسيرة أعلام في مدينة اللد داخل الخط الأخضر غدًا الأحد تزامنًا مع مسيرة الأعلام المقررة في مدينة القدس المحتلة، حسب وكالة "صفا" الفلسطينية.

من جانبهم، أكد أهالي اللد أنهم لن يسمحوا بمرور المسيرة في أحيائهم، محذّرين من تكرار مشاهد هبة الكرامة التي حدثت في مايو/ أيار العام المنصرم، والتي كانت نتيجة لاستفزازات المستوطنين.

وحملت اللجنة الشعبية في اللد رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، المسؤولية الكاملة والنتائج المترتبة على مسيرة المستوطنين الاستفزازية في المدينة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close