الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

خلال 21 عامًا فقط.. موجات الحر تكبّد الاقتصاد العالمي 16 ترليون دولار

خلال 21 عامًا فقط.. موجات الحر تكبّد الاقتصاد العالمي 16 ترليون دولار

Changed

فقرة (أرشيفية) ضمن برنامج "صباح جديد" تناقش أسباب وانعكاسات ارتفاع درجة الحرارة (الصورة: غيتي)
كشفت دراسة أميركية أن أفقر دول العالم وأقلها من حيث انبعاث الكربون دفعت الجزء الأكبر من الخسائر الاقتصادية الناجمة على ارتفاع درجات الحرارة.

توصلت دراسة أجراها باحثون في كلية دارتموث في نيو هامبشاير في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن موجات الحر التي يقودها تغير المناخ الذي يسببه الإنسان كلفت الاقتصاد العالمي 16 تريليون دولار منذ التسعينيات، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

ويعود ذلك إلى تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة على صحة الإنسان والإنتاجية والإنتاج الزراعي.

الدول الفقيرة تدفع الثمن

كما كشفت الدراسة أن أفقر دول العالم وأقلها من حيث انبعاث الكربون عانت من أكبر الضربات الاقتصادية، مثل تلك الموجودة في المناطق الاستوائية.

وقام الباحثون بدمج البيانات الاقتصادية مع متوسط درجة الحرارة لفترة الخمسة أيام الأكثر سخونة لكل منطقة عالمية. 

وكشفت الدراسة أن موجات الحر الشديدة أدت إلى خسائر اقتصادية تراكمية تراوحت بين 5 تريليونات دولار و 29.3 تريليون دولار على مستوى العالم من عام 1992 إلى 2013.

ووجدوا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرارة الشديدة هي أقل بالنسبة للبلدان الأكثر ثراءً.

تأثير موجات الحر على النمو الاقتصادي

وعلى مدار فترة الدراسة التي تبلغ 21 عامًا، خسرت المناطق ذات الدخل الأعلى ما متوسطه 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد بسبب موجات الحر. وشمل ذلك أماكن في الولايات المتحدة وكندا وأجزاء من أوروبا.

أمّا مناطق الدخل الأدنى، مثل أجزاء من البرازيل ومالي، فخسرت 6.7% من نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال الدكتور مانكين: "يُظهر عملنا أنه لا يوجد مكان يتكيف بشكل جيد مع مناخنا الحالي".

ووجدوا أنه منذ عام 1992 إلى عام 2013، تزامنت موجات الحر بشكل روتيني مع التغيرات في النمو الاقتصادي، والتي تختلف في المناطق ذات الدخل المرتفع والمنخفض.

تأثر سلاسل التوريد

وبحسب الصحيفة، قال كبير مؤلفي الدراسة جاستن مانكين: "لم تستفد أي دولة على وجه الأرض تقريبًا من الحرارة الشديدة التي حدثت"، لافتًا إلى أن الأحداث العالمية مثل جائحة كوفيد كشفت عن الترابط الوثيق بين سلسلة التوريد والاقتصاد العالمي.

وأضاف: "البلدان منخفضة الدخل لديها أعداد غير متناسبة من العاملين في الهواء الطلق الذين غالبًا ما يعملون على توفير المواد الخام ذات الأهمية البالغة لسلسلة التوريد العالمية - هناك بالتأكيد احتمال حدوث آثار متصاعدة". 

واعتبر مانكين أن التكاليف الحقيقية لتغير المناخ أعلى بكثير مما تم احتسابه حتى الآن. 

ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة

وكان الأكاديمي والباحث في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة شاهر عبد اللطيف قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من برلين أن ارتفاع درجة الحرارة ظاهرة طبيعية تشمل الكرة الأرضية بشكل عام وهي جزء من التغير المناخي.

وتوقع أن تستمر هذه الظاهرة خلال الأعوام القادمة، وقد يفوق ارتفاعها درجات الحرارة توقعات الباحثين، التي ترجح بأن درجات الحرارة سترتفع إلى ما بين درجة مئوية و1,2 درجة، مشيرًا إلى أن ما حصل في العالم هو ارتفاع درجة إلى 2 درجة مئوية وهو مؤشر خطير جدًا. 

ولفت عبد اللطيف إلى أن أسباب ارتفاع درجات الحرارة يعود إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة استخدام الوقود وزيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن الثورة الصناعية. 

والتغير المناخي هو حصول اضطراب في طبقات الجو، واضطرابات في الطقس والمناخ، بحسب عبد اللطيف. ويؤدي هذا الاضطراب إلى حدوث فيضانات وحرائق بالإضافة إلى تغير الأوقات التي تتبدل فيها درجات الحرارة، ما يؤثر بشكل سلبي على قطاع الزراعة. 

المصادر:
العربي- ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close