كشف المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، اليوم الجمعة، عن أبرز "النشاطات" التي يقوم بها في السجن والتي تشمل الخياطة، والجلوس لساعات طويلة تحت صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ففي منشور له عبر حسابه على "تلغرام"، وصف المعارض البارز "روتينه اليومي" في سجنه الجديد، بعد أن دخل حكم قضائي جديد بحقه حيز التنفيذ منتصف يونيو/ حزيران الفائت نقل على إثره إلى مركزٍ يصفه مناصرو نافالني المكان بأنه "أحد أكثر سجون الروسية رعبًا".
وفي رسالة له، يسرد المعارض الروسي بعضًا من يومياته في هذا السجن، حيث يقول إنه يبدأ نهاره مع الاستيقاظ في السادسة صباحًا ويمضي وقته في ورشات خياطة لمدة سبع ساعات يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع.
ويضيف أنّه يُجبر يوم الأحد على الانخراط في "ورشات تثقيفية"، تشمل الجلوس على مقعد خشبي لمدة 10 ساعات في ظل صورة الرئيس فلاديمير بوتين، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
ويردف المعارض عبر تطبيق "تلغرام": "نبقى لسبع ساعات أمام ماكينة الخياطة، ونجلس على كرسي أقصر من مستوى الركبة".
ويضيف: "السبت يستمر يوم العمل خمس ساعات بعدها يتعين علينا الجلوس على المقعد تحت الصورة". أما الأحد فهو "يوم راحة" لكن يجب الجلوس على المقعد "لمدة عشر ساعات"، بحسب ما يقول.
ويتابع نافالني ساخرًا: "لا أعرف من يمكن لمثل هذه الأنشطة أن تثقف، باستثناء شخص معوج مع ظهر سيئ. ولكن ربما هذا هو الغرض".
شكسبير.. للهروب من قساوة الواقع
ووصف المعارض سجنه الجديد بأنه "سجن داخل سجن" وقال إنه كان يقضي عقوبة مع القتلة المدانين، مشيرًا إلى أن زنزانته محاطة بسياج طوله ستة أمتار.
ورغم قساوة ما يعيشه، إلا أن نافالني يحاول أن يظل "متفائلًا ويستمتع بقدر ما يستطيع" بحسب منشوره، وما يساعده على ذلك هو قضاء الوقت في حفظ مقاطع من مسرحية "هامليت" لشكسبير.
واستطرد ممازحًا: "يقول السجناء الذين يعملون معي إنه عندما أغمض عيني وأغمغم بأشياء باللغة الإنكليزية الشكسبيرية.. يبدو لهم كأنني استحضر شيطانًا".
وأكمل المعارض الذي يقول باستمرار إن السلطات الروسية تتهمه بارتكاب "جرائم وهمية" لتشديد ظروف احتجازه: "لكن هذا لم يخطر في بالي حتى، لأن استحضار شيطان يشكل انتهاكًا للوائح الداخلية".
ففي نهاية مايو/ أيار، أكد القضاء الروسي الحكم بالسجن تسع سنوات على أليكسي نافالني بعد إدانته باختلاس تبرعات تسلمتها منظماته إلى جانب "إهانة قاضٍ"، وهي اتهامات ينفيها ويعتبرها مسيسة.
أليكسي نافالني.. خصم بوتين العنيد
يذكر أنه المعارض الروسي أوقف في يناير/ كانون الثاني 2021 عند عودته إلى روسيا من ألمانيا، عقب تلقيه العلاج من عملية تسميم خطرة تعرض لها في أغسطس/ آب وحمّل الرئيس فلاديمير بوتين مسؤوليتها.
فالمادة التي تسمم منها "خصم بوتين العنيد"، هي نوفيتشوك وهو غاز أعصاب من الدرجة العسكرية صمم في عهد الاتحاد السوفياتي. وعلى الرغم من اتهامات نافالني، نفى الكرملين أي تورط له.
ومنذ ذلك الحين صُنفت منظمات نافالني السياسية وفروعها بأنها "متطرفة" وتم إغلاقها، بينما فر حلفاؤه الرئيسون من روسيا والعديد منهم مطلوبون من قبل السلطات الروسية بتهم جنائية.