الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

رد إسرائيلي محدود في غزة وجنوب لبنان.. هل انتهت جولة التصعيد؟

رد إسرائيلي محدود في غزة وجنوب لبنان.. هل انتهت جولة التصعيد؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش دلالات التصعيد في جنوب لبنان وقطاع غزة وملامح الرد الإسرائيلي (الصورة: رويترز)
تذهب تقديرات محللين في إسرائيل إلى أن حكومة نتنياهو ليست مستعدة لحرب شاملة على عدة جبهات في آن واحد، لا سيما وأن الخلافات الداخلية تعصف بها.

غرقت القيادة الأمنية الإسرائيلية، عقب التطور اللافت على الجبهة الشمالية المتاخمة للحدود مع لبنان، في تفاصيل الحدث والبحث في السيناريوهات للرد في مثل هذه الحالة.

وعادة ما تكون هذه السيناريوهات مرهونة بالخيار العسكري القاسي، وهو ما لم يحدث حتى الآن بالصورة التي رسمتها تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين على حد سواء. 

فجاءت في غزة، حيث وجهت إسرائيل أصابع الاتهام إلى حركة حماس، ملتزمة جدًا بقواعد الاشتباك. وفي الجنوب اللبناني خالية من مشاهد الموت، ما أعطى انطباعًا بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتجنب تصعيد الموقف، إلا بالقدر الذي يحفظ لها ماء وجهها أمام جمهورها.

موقفان مختلفان

ويبدو أن ما يحصل حتى الآن هو نتائج طبيعية لما رشح من الاجتماعات الأمنية الليلة الماضية، التي تنقل الصحافة الإسرائيلية طرفًا مما دار فيها. 

فقد استعرض رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي موقفين مختلفين عن القصف الإسرائيلي في لبنان، في مداولات أمنية سبقت اجتماع الكابينت.

وذهب رئيس الموساد إلى أن حزب الله مثلًا سيرد بجميع الأحوال على قصف إسرائيلي لذا "يجب تنفيذ هجوم واسع يستهدف الدولة اللبنانية والحزب معًا"، بينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن "مصلحة إسرائيل هي إبقاء حزب الله خارج جولة التصعيد الحالية".

وفيما أوصى قادة جهاز الأمن أمام الكابينت، وفق مصدر أمني، بهجوم يركز على مواقع حماس في لبنان وعدم استهداف مواقع لحزب الله، حذروا من أن هجومًا أوسع يشمل مواقع الحزب من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق صواريخ دقيقة باتجاه إسرائيل، الأمر الذي سيؤدي إلى حرب شاملة.

وتذهب تقديرات محللين في إسرائيل إلى أن حكومة نتنياهو ليست مستعدة لحرب شاملة على عدة جبهات في آن واحد، لا سيما وأن الخلافات الداخلية تعصف بها، علاوة على أزمة الثقة التي تواجهها في المجتمع الإسرائيلي.

إلا أن ذلك لا يغيّر من حقيقة أنها في الوقت ذاته لا تريد أن تظهر لفصائل المقاومة الفلسطينية مزيدًا من تآكل الردع. 

"يبدو أن إسرائيل تريد إنهاء الجولة"

وفي هذا الإطارـ يلفت رئيس تحرير موقع "عرب 48" رامي منصور، إلى "ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عصر اليوم من حيث عودة الحياة الطبيعية جنوبًا، وما كتبه المحللون الإسرائيليون من حيث أن الجولة انتهت".

ويقول في حديثه إلى "العربي" من حيفا: "يبدو أن إسرائيل تريد إنهاء الجولة عند هذا الحد، دون أن يعني ذلك أنها لن ترد في المرحلة المقبلة في توقيت يراه جيشها مناسبًا".

ويذكر بأن ذلك يجب ألا يحجب عنا، وفق ما كتبه حتى أحد المحللين العسكريين، أنه ربما تكون تلك مناورة إسرائيلية وفق ما يُسمى "تخدير العدو"؛ أي جعله يظن أن الجولة انتهت فيخفض من جهوزيته.

منصور الذي يذكر بأن فصائل المقاومة في غزة وضعت منذ رمضان 2021 معادلة أن اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين أو المعتكفين سيقابل بإطلاق صواريخ من القطاع أو ما سمي بوحدة الساحات، يقول إن هذا ما حصل في عام 2021، وما حصل أيضًا هذه الأيام. كما يردف بأن هبّة مايو/ أيار 2021 شهدت إطلاق عدة قذائف من جنوب لبنان.

ويلفت إلى ما تراه إسرائيل من "محاولة لتوحيد الساحات، وهو ما لا تريده، لذلك تقول إنها لن تنجر إلى مواجهة تريدها الفصائل الفلسطينية الآن"، أو "رغبة إيرانية بفتح عدة جبهات على إسرائيل في ظل الانقسام الداخلي والانسحاب الأميركي من المنطقة".

"صفحة جديدة"

بدوره، يعرب عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر عن اعتقاده بأن جولة الأمس انتهت، وأننا أمام صفحة جديدة حيث عادت الحياة إلى طبيعتها في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة.

ويرى في حديثه إلى "العربي" من بيروت، أن "المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان، وبخلاف الحال في سوريا والأردن ومصر، أن بعض الفصائل الفلسطينية تعتبر الحدود اللبنانية الجنوبية مفتوحة مع كيان إسرائيل"، على حد تعبيره. ويردف: "نحن لا نقبل أن يكون لبنان ساحة مفتوحة للصراع الدائم".

ويعتبر الأشقر أن "إسرائيل ليست اليوم في وارد فتح جبهة جديدة، لأن ما تتخبط به الحكومة الإسرائيلية داخليًا يكفيها".

كما يشير إلى انقسام داخلي إسرائيلي بشأن الرد، مذكرًا بالتباين في موقفَي رئيس الموساد ورئيس الأركان.

ويردف بالحديث عن انقسام لم نشهده في فترات سابقة "حين كان يؤخذ القرار بشبه إجماع إسرائيلي عند توجيه ضربة إلى جنوب لبنان أو غيره من المناطق".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close