الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

رغم إعلان الهدنة.. استمرار المواجهات بالسودان بين الجيش و"الدعم السريع"

رغم إعلان الهدنة.. استمرار المواجهات بالسودان بين الجيش و"الدعم السريع"

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على استمرار القتال في السودان رغم إعلان الهدنة (الصورة: غيتي)
يستمر القتال في شوارع السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم إعلان الطرفين هدنة لمدة 24 ساعة، إلا أنها لم تصمد طويلًا.

تواصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان مساء الثلاثاء لتدخل يومها الرابع، على الرّغم من هدنة لمدة 24 ساعة في البلاد بدأت عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي.

وأعلنت قوات الدعم السريع على تويتر "الموافقة من جانبها" على مقترح دولي بالالتزام بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة اعتبارًا من عصر الثلاثاء.

في المقابل، وبعدما أكد الجيش السوداني أن "لا علم له بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة"، عاد قائده عبد الفتاح البرهان وأكد لقناة CNN الالتزام بوقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة مساء ولغاية 24 ساعة.

استمرار القتال رغم الهدنة

في هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" بأن "إطلاق النار في محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري بالخرطوم لا يزال مستمرًا رغم دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ".

كما أكّد الجيش في بيان أنّ "مليشيا التمرّد لم تلتزم بها ولم تتوقف مناوشاتهم" ولا سيّما في محيط القيادة العامة للقوات المسلّحة ومطار الخرطوم.

من جهته، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "أننا نحتاج إلى وقف لإطلاق النار في السودان لاستئناف تقديم المساعدات وعودة موظفينا إلى عملهم".

وشدد المتحدث على "أننا لم نتلق أي مؤشرات على وجود وقف لإطلاق النار في السودان". ونفّذت وحدات الجيش طلعات جوية لإسكات نيران مصفّحات قوات الدعم السريع في العاصمة.

ويشتدّ القتال بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو. وتشهد العاصمة بشكل خاص حالة من الفوضى، رغم النداءات الدولية الملحّة لوقف المعارك التي أوقعت حتى الآن قرابة 200 قتيل.

وقالت نقابة أطباء السودان الثلاثاء إنّه تمّ "قصف مستشفى الشعب بالطيران"، موضحة أنّ القصف أصاب "المبنى الإداري ومبنى الحوادث وصهريج المياه وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي".

وأضافت: "تم الاعتداء على العديد من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم والأقاليم وخروج بعضها من الخدمة وإغلاق البعض الآخر".

ورغم دعوة وزراء خارجية مجموعة السبع طرفي النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال العدائية فورًا" والعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن المعارك مستمرة.

تدخل أميركي

وأكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّه أجرى محادثات مع الجنرالَين السودانيَين حيث "شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".

كما أكّد بلينكن تعرّض موكب دبلوماسي أميركي في السودان لإطلاق نار الإثنين، من دون إصابات، في ما وصفه بالعمل "المتهور".

وعن الدور الأميركي في محادثات الهدنة، أكد المتحدث الإعلامي باسم الخارجية الأميركية صامويل روبيرغ أن الولايات المتحدة على تواصل مع كل الأطراف داخل السودان حيال الهدنة، مشيرًا إلى أن واشنطن تلقت بعض الوعود من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برغبتهم للوصول إلى هدنة، إلا أنها لا ترى أي تطبيق لها حتى الآن.

وفي حديث لـ"العربي" من واشنطن، شدد روبيرغ على أن الولايات المتحدة ستستمر في حث كل الأطراف لتطبيق الهدنة وتمديدها واحترامها، كما شدد على أن ما يهم أميركا هو تطبيق الهدنة.

وأضاف أن واشنطن على تواصل مع بريطانيا والإمارات والسعودية ومصر، والمبعوث الأممي الخاص ودول أخرى في المنطقة، بشأن التطورات في السودان، مشددًا على ضرورة أن تتفق الأطراف السودانية على الهدنة.

ورأى روبيرغ أن الحل الوحيد لما يحدث في السودان هو سوداني داخلي ودبلوماسي وليس عبر العنف، مشيرًا إلى أن التصعيد الحاصل لن يؤدي إلا لمعاناة أكثر للشعب السوداني.

اعتداء على سفير الاتحاد الأوروبي

وفي حادث منفصل، تعرّض سفير الاتّحاد الأوروبي في السودان لاعتداء في منزله في الخرطوم الإثنين، وفق ما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية لدى التكتل جوزيب بوريل.

وحمّل الناطق باسم الجيش السوداني في بيان بالإنكليزية على فيسبوك قوات الدعم السريع المسؤولية عن "الاعتداءات على الدبلوماسيين"، مؤكّدًا أنّ القوات المسلّحة تعمل على "تأمين مقار إقامتهم منعًا لوقوع اعتداءات جديدة".

وفي نيويورك، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توما غرينفيلد إنه "ستكون هناك محاسبة، ولا بدّ من ذلك، لأيّ طرف - بما في ذلك الجيش واللاعبون السياسيون - الذين يحاولون تأجيل أو تعطيل التقدم نحو الديمقراطية في السودان".

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية الأطراف المتنازعة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وأكّد رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد أيوار أنّه "لدينا سيارات إسعاف وأفراد قادرون على تقديم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، ولكن هذا لن يكون ممكنًا إلا بضمان الممرّات الإنسانية".

وأضاف أيوار: "نتلقّى مكالمات من جميع أرجاء السودان، ممن يحتاجون أشياء أساسية، وطعامًا لأسرهم، ولمّ شمل الأطفال مع ذويهم، إلا أنّه لا يمكننا التحرّك أو توفير الخدمات الأساسية مثل زجاجة ماء أو وجبة طعام".

بدوره، أكّد المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أنّ "الإمدادات التي وزّعتها منظمة الصحة العالمية على المرافق الصحية قبل التصعيد الأخير للنزاع نفدت الآن".

وأضاف: "هناك تقارير مثيرة للقلق عن تعرّض بعض المرافق الصحية لأعمال نهب واستخدام مرافق أخرى لأغراض عسكرية. كما وردت تقارير عن أنّ بعض المستشفيات أغلقت بالفعل أو على وشك الإغلاق بسبب الهجمات ونقص الكوادر البشرية والإمدادات الطبية".

تحركات دبلوماسية

وكان ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي من بين الأشخاص الذين قتلوا السبت في دارفور، حيث تم نهب موارد طبية وغير ذلك تابعة لمجموعات إغاثة، بحسب ما ذكرت منظمتا "أنقذوا الأطفال" وأطباء بلا حدود.

وعلّقت عدة منظمات عملياتها مؤقتًا في البلاد حيث يحتاج ثلث السكان إلى المساعدات.

وأعلنت مصر أنّها ناقشت مع السعودية وجنوب السودان وجيبوتي الحاجة لبذل الجهود من أجل المحافظة على الاستقرار.

وبينما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات، قال إنه يعمل في الأثناء على إعادة قوة مصرية "رمزية للتدريب المشترك" احتجزت قوات الدعم السريع عناصرها في قاعدة جوية السبت.

ولم تعد أيّ رحلات جوية لطائرات مدنية تصل إلى الخرطوم حيث أحدث القتال أضرارًا في طائرات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close