أعلن مسؤول في السلطات الموالية لروسيا استكمال عملية إجلاء المدنيين من منطقة خيرسون التي تحتلّها روسيا بجنوب أوكرانيا والتي تتعرض لهجوم أوكراني.
وقال رئيس سلطات القرم المعيّن من موسكو، سيرغي أكسيونوف في حسابه على تلغرام مساء الخميس: "عملية تنظيم رحيل سكان الضفة اليسرى لنهر دنيبرو نحو مناطق آمنة في روسيا استُكملت".
مغادرة 70 ألفًا من سكان خيرسون
وكتب أكسيونوف ناشرًا صورة له على "تلغرام" إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيريينكو: "أنا سعيد لأنّ أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلّحة الأوكرانية، قد تمكّنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان".
وكان فلاديمير سالدو وهو أحد المسؤولين الموالين لروسيا في خيرسون قد أكد الأربعاء أنّ 70 ألفًا من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع.
"عمليات ترحيل"
لكن أوكرانيا، التي تشنّ هجومًا في المنطقة وتحقق تقدمًا على جبهات أخرى، تصف عمليات نقل السكان هذه بأنها "عمليات ترحيل".
وأشارت القيادة العسكرية الأوكرانية في تقريرها اليومي الذي نُشر الجمعة، إلى أنّ "ما يسمّى إخلاء الأراضي المحتلّة مؤقتًا في منطقة خيرسون يتواصل".
وقالت إنّ القيادة الروسية في خيرسون تحاول "إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود" من أجل "تجنّب إثارة الذعر".
وتحدثت عن "تعزيز تشكيلات العدو على الضفة اليمنى" في منطقة خيرسون.
خسائر روسيا
وفي إشارة إلى تكبّد موسكو خسائر فادحة، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الذي أرسل قواته للقتال إلى جانب قوات الكرملين، في ساعة متأخرة من مساء الخميس إنّ 23 من مقاتليه قُتلوا في معارك حول خيرسون هذا الأسبوع وأصيب العشرات.
وأضاف قديروف، على "تلغرام"، "في بداية هذا الأسبوع، تعرّضت إحدى الوحدات الشيشانية للقصف في منطقة خيرسون"، مشيرًا إلى أنّ "23 جنديًا قُتلوا وجُرح 58 آخرون".
ونادراً ما يكشف حليف الكرملين عن هزائمه، لكنّه اعترف بأنّ الخسائر كانت "كبيرة في ذلك اليوم".
مساعد كبير لبوتين يزور خيرسون
في غضون ذلك، أعلن سيرغي أكسيونوف حاكم شبه جزيرة القرم أن سيرغي كيرينكو النائب الأول لكبير الموظفين في مكتب الرئيس فلاديمير بوتين زار مدينة خيرسون الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو.
#كييف تواجه عجزا في طاقة توليد الكهرباء بعد استهداف #روسيا للبنى التحتية#العربي_اليوم تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/lucEdLhB3T
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 28, 2022
وأضاف سيرغي أكسيونوف، أن كيرينكو، الرئيس السابق لمؤسسة روس آتوم للطاقة النووية، زار ميناء العبارات الذي يتم من خلاله إجلاء الناس من الجزء الخلفي الأيمن من مدينة دنيبرو قبل هجوم أوكراني متوقع.
وأوضح أن كيرينكو زار أيضًا محطة الطاقة النووية في زابوريجيا وتحدث إلى العاملين فيها.
وكيرينكو هو أحد أكثر مسؤولي الكرملين نفوذًا إلى جانب أنطون فاينو كبير الموظفين في مكتب بوتين.
معارك متوقعة
وكان وليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قد أعلن قبل أيام أن القوات الروسية تُعد العدة "لأشرس المعارك" في إقليم خيرسون الإستراتيجي في الجنوب، حيث شدد على أنه لا توجد علامة على أن القوات الروسية تستعد للتخلي عن المدينة.
وقال في مقطع مصوّر عبر الإنترنت مساء الثلاثاء: "كل شيء واضح فيما يتعلق بخيرسون. الروس يعززون صفوفهم هناك"، مضيفًا: "هذا يعني أن لا أحد يستعد للانسحاب. على العكس من ذلك، فإن خيرسون ستشهد أشرس المعارك".
وكان مراسل "العربي" في كييف محمد زاوي قد أفاد في رسالة سابقة أن هناك آمالًا واسعة في أوكرانيا أن تشهد الفترة المقبلة قبل بداية العام الجديد السيطرة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في خيرسون.
"لا نهاب الظلام"
من جهته، وقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس في الظلام بجانب حطام طائرة مسيرة تم إسقاطها وألقى خطابه الليلي المصور. وتعهد بأن الهجمات الروسية واسعة النطاق على محطات الكهرباء لن تتمكن من الروح المعنوية للشعب الأوكراني.
وقال زيلينسكي: "إن كييف أسقطت 23 طائرة مسيرة في اليومين الماضيين".
وفي الأسبوعين الماضيين، أطلقت روسيا عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على شبكة توليد الكهرباء في أوكرانيا مما تسبب في أضرار كبيرة وانقطاع التيار الكهربائي.
وقال زيلينسكي: "القصف لن يحطمنا - سماع نشيد العدو على أرضنا يخيفنا أكثر من صوت صواريخ العدو في سمائنا. نحن لا نهاب الظلام".
وقال مسؤول كبير في وقت سابق يوم الخميس إن كييف وأربع مناطق أخرى قد تضطر إلى قطع إمدادات الكهرباء لفترة أطول مما كان مخططا له بعد الضربات الروسية.
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا شنت حتى الآن أكثر من 8000 ضربة جوية وأطلقت 4500 صاروخ.