الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

زيلينسكي يدعو لعدم ترك بلاده في "منطقة رمادية".. هل يزور ماكرون كييف؟

زيلينسكي يدعو لعدم ترك بلاده في "منطقة رمادية".. هل يزور ماكرون كييف؟

Changed

تقرير لـ"العربي" حول مسار المعارك في شرق أوكرانيا (الصورة: رويترز)
من المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة في ظل انقسام بشأن هذه الخطوة بين الدول الأعضاء.

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة، بمنح بلاده وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي وعدم تركها في "منطقة رمادية"، بينما يتعين على دول التكتل أن تقرر بحلول نهاية يونيو/ حزيران ما إذا كانت ستمنح كييف هذه الصفة.

وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو خلال مؤتمر دولي حول الديمقراطية في كوبنهاغن: "الأمر الأول هو أن تُزال أخيرًا هذه "المنطقة الرمادية" المغرية جدًا للدولة الروسية في الأسابيع المقبلة، يمكن أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة تاريخية تثبت أن الكلام عن انتماء الشعب الأوكراني للأسرة الأوروبية ليس عقيمًا".

وأضاف الرئيس الأوكراني وسط تصفيق حار: "تظهر استطلاعات الرأي أن 71 بالمئة من الأوروبيين يعتبرون أوكرانيا جزءًا من الأسرة الأوروبية، فلماذا لا يزال هناك سياسيون مشككون يترددون في السماح لنا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟".

ومن المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 يونيو. وتنقسم الدول الأعضاء السبع والعشرون بشأن ترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.

وفي حين تدعم عضوية أوكرانيا العديد من البلدان وخصوصًا في أوروبا الشرقية، فإن البعض مثل هولندا والدنمارك يبدي شكوكًا خشية أن تكون أوكرانيا غير جاهزة. هذا في حين تجري العديد من النقاشات للتوصل إلى موقف مشترك.

لكن إن حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، فستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف الى أنه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.

فرنسا مستعدة للمشاركة بفك حصار أوديسا

وفي سياق متصل، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، استعداد باريس للمشاركة في "عملية" تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا وتصدير الحبوب الأوكرانية الى البلدان التي تحتاج اليها، مشددة على أن فرنسا تتمنى "انتصار" كييف على روسيا في النزاع.

وأشار مستشار رئاسي في معرض رده على أسئلة حول دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى "عدم إذلال روسيا" إلى أنه سبق وأن قال إن فرنسا "تتمنى انتصار أوكرانيا. ونتمنى استعادة أوكرانيا وحدة أراضيها".

وأوضحت الرئاسة الفرنسية: "نتمنى أن يتوقف هذا النزاع، هذه الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا بأسرع وقت ممكن. وأن تبدأ مفاوضات تتيح ليس فقط استعادة أوكرانيا وحدة أراضيها وسيادتها بل أيضًا أخذ عدد من العناصر الأخرى البالغة الأهمية في الاعتبار على غرار العدالة الانتقالية (في ما يتعلق بجرائم حرب ارتكبها الروس) والتعويض عن أضرار الحرب".

وكانت تصريحات ماكرون قد ألقت بظلالها على موقف فرنسا التي يشتبه بعض من حلفائها في أوروبا الشرقية بأنها تريد انتزاع وقف لإطلاق النار في النزاع قبل أي شيء آخر مع ما قد يعنيه ذلك من التسليم بسيطرة روسيا على مساحات من أوكرانيا.

من جهتها، تدعو دول أوروبية أخرى من بريطانيا إلى دول البلطيق إلى دعم عسكري غربي أكبر لأوكرانيا لمساعدتها على تحقيق الانتصار، مع استبعاد أي تنازل عن أراض أوكرانية لروسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على أن "السيطرة العسكرية على أراض أجنبية لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال"، وأنها مستعدة للمشاركة في "عملية" تتيح رفع الحصار عن ميناء أوديسا (جنوب أوكرانيا) وتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية إلى الدول التي تحتاج إليها بالتعاون مع الأمم المتحدة، وفق الرئاسة الفرنسية.

ضرورة وصول الحبوب إلى إفريقيا

وقال المستشار الرئاسي "نحن في تصرف الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول الى ميناء أوديسا في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر". وأكد ضرورة "أن تصل محاصيل الحبوب المصدّرة من أوديسا إلى الأسواق حيث هي منتظرة بأسعار معقولة خصوصا إلى البلدان الإفريقية".

وذكّرت الرئاسة الفرنسية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى "موافقة" على عملية كتلك خلال محادثات مع ماكرون أجريت في 28 مايو/ أيار، مشيرة إلى أن مبادرة في هذا الاتجاه لروسيا وتركيا حكي عنها هذا الأسبوع لم تثمر. وتسعى باريس إلى صدور قرار عن مجلس الأمن، وأشار قصر الإليزيه إلى أن الروس والأتراك لا يمانعون.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على "وجوب أن تضطلع الأمم المتحدة بدور محوري لأنها وحدها القادرة على جمع كل العناصر من ضمان سلامة الوصول إلى أوديسا وإصدار تفويض لتفتيش السفن المتّجهة إلى أوديسا ومن ثم استشراف دول الوكالات الأممية من خلال مبادرة "فارم" وتوزيع محاصيل الحبوب بشروط مقبولة لمن يحتاجون إليها".

وتهدف مبادرة "فارم" التي أطلقتها دول الاتحاد الاوروبي في مارس/ آذار، إلى الحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة عبر جعل الأسواق الزراعية أكثر كفاءة ودعم الإنتاج في أوكرانيا رغم الحرب، وكذلك في البلدان الأكثر عرضة للخطر.

هل يزور ماكرون أوكرانيا؟

في غضون ذلك، أعلن الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى رومانيا الثلاثاء لتفقد القوات الفرنسية المتمركزة هناك ثم إلى مولدافيا الأربعاء لتأكيد دعمه لهذا البلد المتضرر من الحرب في أوكرانيا.

وكشفت الرئاسة الفرنسية أن زيارة ماكرون لأوكرانيا ستتم في موعد لم يحدد بعد عندما تكون "مفيدة للرئيس (فولوديمير) زيلينسكي".

وسينضم ماكرون في رومانيا إلى الرئيس كلاوس يوهانيس في قاعدة الحلف الاطلسي حيث يتمركز الجيش الفرنسي مع جنود آخرين من دول الحلف بينهم نحو 300 جندي بلجيكي. وسيوجه "رسالة واضحة جدًا عن التزامنا تجاه حلفاء الناتو والشركاء الأوروبيين" بحسب الإليزيه.

وينتشر 500 جندي فرنسي في هذا البلد منذ 26 فبراير/ شباط، حيث تنشط فرنسا كدولة-إطار لقوات الناتو. كما قامت مؤخرًا بنشر أحدث أنظمة دفاع أرض-جو في رومانيا. وكانت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية السابقة فلورنس بارلي قد وصلت رومانيا في مارس لتفقد الجنود المنتشرين في هذه الدولة.

ويصل إيمانويل ماكرون إلى مولدافيا الأربعاء بدعوة من الرئيسة مايا ساندو التي استقبلها في قصر الإليزيه في 19 مايو.

وبحسب الإليزيه، سيعرب الرئيس عن "دعم باريس بأكثر طريقة مباشرة ممكنة" وسيقول "نحن هنا ونتخذ ترتيبات" لمساعدة هذه الجمهورية السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة، وهي واحدة من أفقر البلدان في أوروبا التي تأثرت بشكل خاص بالاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا وتتقاسم حدودًا مع هذا البلد.

وقدمت مولدافيا طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 3 مارس وكذلك فعلت أوكرانيا (28 فبراير) وجورجيا (3 مارس).

وأوضح الإليزيه أنه لا توجد في هذه المرحلة "تحضيرات" لزيارة إيمانويل ماكرون لأوكرانيا. وستتم الزيارة "عندما يكون الوقت مناسبًا" وعندما سيتمكن الرئيس من توجيه "رسالة عملية للغاية" و"عندما تكون الأكثر فائدة للرئيس زيلينسكي".

ويمكن ربط هذه الزيارة بتطور درس ترشيح كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والذي سيبحث خلال القمة الأوروبية التي تعقد في بروكسل في 23 و24 يونيو.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close