أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن الاقتصاد الروسي لن ينعزل عن العالم على الرغم من العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده لأن موسكو لن تحيط نفسها "بستار حديدي" مثلما فعل الاتحاد السوفياتي.
وأدت العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب اجتياحها العسكري لأوكرانيا، أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم، لحصول أكبر انكماش اقتصادي منذ السنوات التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وردًا على سؤال عن الصفقات المحتملة مع شركاء مثل الصين والهند وسط "إغلاق" الاقتصاد الروسي، قال بوتين، متحدثًا قبل منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الذي ينعقد الأسبوع المقبل، إن الاقتصاد الروسي سيظل مفتوحًا.
وأضاف، متحدثًا لأصحاب المشاريع الشبان في اجتماع بثه التلفزيون: "لن يكون لدينا اقتصاد مغلق، لم يكن لدينا ولن يكون لدينا".
"لن نرتكب الخطأ نفسه"
وتابع الرئيس الروسي قائلًا: "لم يكن لدينا اقتصاد مغلق، أو بالأحرى حدث ذلك في الحقبة السوفياتية عندما عزلنا أنفسنا، وأوجدنا ما يسمى بالستار الحديدي، كان من صنع أيدينا. لن نرتكب الخطأ نفسه مرة أخرى، اقتصادنا سيبقى مفتوحًا".
وأوضح بوتين أن السياسة الروسية للالتفاف على العقوبات الغربية والتي تقضي بأن تنتج في روسيا سلع عدة كانت حتى الآن مستوردة "ليس الحل الشافي" وإن على موسكو البحث عن شركاء تجاريين جدد.
وردًا على سؤال بشأن نقص في العديد من السلع، أقر الرئيس الروسي بأن "استبدال الواردات ليس الحل الشافي".
وأضاف: "لن نحاول استبدال الواردات كليًا"، معتبرًا أنه "يجب أن نتعاون مع كل من يمكن التعاون معه". وتابع: "لكن بالنسبة للتقنيات الحيوية، بالطبع يجب أن تكون لدينا مهاراتنا الخاصة وسنطورها".
وفرضت الدول الغربية عقوبات قاسية على روسيا منذ بدء هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي وحظرت الصادرات في العديد من القطاعات، بينما عقدت الاضطرابات في سلاسل التوريد التجارة مع شركاء بديلين.
وفي مايو/ أيار، نشرت روسيا قائمة تضم حوالي 100 فئة من السلع التي يُسمح باستيرادها بدون موافقة أصحاب الملكية الفكرية من أجل التحايل على القيود.
وفي عام 2005 وصف بوتين، المولود في الاتحاد السوفياتي، انهيار الاتحاد بأنه أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، لأن عشرات الملايين من الروس وقعوا في براثن الفقر وواجهت روسيا نفسها التفكك. وقال بوتين: "دولة مثل روسيا لا يمكن وضع سياج حولها".
ويوضح بوتين أن الغرب يريد تدمير روسيا، وأن العقوبات الاقتصادية بمثابة إعلان حرب اقتصادية. وتقول أوكرانيا إنها تقاتل للحيلولة دون الاستيلاء على أراضيها وإنها لن تقبل أبدًا بالاحتلال الروسي لأراضيها.