السبت 27 يوليو / يوليو 2024

ساء وضعه وسط العدوان ومنع الاحتلال سفره للعلاج.. رحيل "فان غوخ غزة"

ساء وضعه وسط العدوان ومنع الاحتلال سفره للعلاج.. رحيل "فان غوخ غزة"

شارك القصة

وفاة الفنان التشكيلي فتحي غبن في غزة - وكالة "وفا"
وفاة الفنان التشكيلي فتحي غبن في غزة - وكالة "وفا"
توفي الفنان التشكيلي فتحي غبن في مستشفى شهداء الأقصى بعد صراع مع المرض ومنع الاحتلال سفره لتلقي العلاج.

بعد مروره برحلة صعبة من المرض فاقمتها ظروف النزوح، وهدم الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، وتأثره من الأوضاع المأساوية التي تعيشها غزة، توفي الفنان التشكيلي الفلسطيني فتحي غبن اليوم الأحد في مستشفى شهداء الأقصى. 

وتم تشييعه بحضور عائلته وعدد من الفلسطينيين ومحبيه، في ظل العدوان المستمر على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقد نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الفنان التشكيلي، الذي لم تسمح سلطات الاحتلال له بمغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.

مشاكل حادة في الصدر 

وكشفت وزارة الثقافة أن غبن كان يعاني من مشاكل حادة في الصدر والرئتين، وبحاجة للسفر للخارج لاستكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأوكسجين في غزة، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح له بمغادرة القطاع.

وفي الأيام الأخيرة، كان الفنان التشكيلي الشهير يتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في انتظار أن يتمكن من الخروج لمصر لتلقي العلاج هناك، رغم استكمال كل الإجراءات والتقارير المطلوبة منذ أكثر من أسبوعين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وفي هذا الصدد، أكّدت الوزارة أن المئات من المرضى يعانون من عدم تلقي العلاج اللازم بسبب منع قوات الاحتلال إدخال الدواء والمعدات الطبية للقطاع، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ 142 يومًا.

وأضافت أن رحيل غبن يشكل خسارة للفن الفلسطيني الذي شهد على يده انتقالات هامة تجاه تجسيد الحياة الفلسطينية، واللجوء الفلسطيني، والمخيم، وتقاليد الحياة في البلاد التي نذر حياته لتخليدها في فنه.

"بدي أتنفس"

وفي حديث خاص مع "العربي"، قدّمت زوجة الفنان التشكيلي شهادة مؤثرة كشفت خلالها عن تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة فتحي غبن، ورحلة علاجه الصعبة ومشقات الحرب التي فاقمت وضعه الصحي.

فقالت أم حسام لمراسلنا: "تشردنا بعدما هدم الاحتلال منزلنا، بما فيه من لوحات وأعمال لفتحي. قلنا يعوض الله.. بعدها مكثنا في السويدي، لمدة شهر حيث عانينا من العذاب.. ومنها إلى النصيرات ثم الكلية حيث يوجد أوبئة".

وأكدت زوجة الفنان الراحل أنه كان في وضعه الصحي الخطير، يتعرض لبيئة ملوثة وموبوءة حيث تنشق روائح الدخان والغازات السامة والفسفور الذي رماه الاحتلال على المناطق السكنية، ما ساهم في تفاقم حالته.

وأضافت من أمام مستشفى شهداء الأقصى: "لقد تعب نفسيًا وتأثر كثيرًا بما يجري.. أراد نفسًا وقال خذوا كل ما أملك، ولكن أعطوني نفس".

وغلبت الدموع أم حسام وهي تستذكر رفيق عمرها، وقالت: "والله فتحي غبن لا يعوض، قيمة وقامة"، مشيدة بأصالته وتواضعه وإنسانيته.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجّت قبل أيام من وفاة فتحي غبن بمقولته "بدي أتنفس"، التي أطلقها حين كان يعاني من ضيق في التنفس.

فتحي غبن

أما فتحي غبن، فولد في قرية هربيا قرب بيت لاهيا داخل الخط الأخضر في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1946، وتأثر طوال حياته برؤيته لقريته وعدم القدرة على الاقتراب منها.

وكان غبن من الفنانين الذين طغت موهبتهم على التقنيات، فشارك في عشرات المعارض في فلسطين والعالم العربي والعالم، بما فيها المعارض الشخصية والجماعية. كما احترف النحت بالطين، واستخدم في رسوماته مختلف الأدوات والألوان.

وتعلم غبن الفن بالممارسة خلال سنوات عيشه في مخيم جباليا، واحترفه منذ العام 1965، وعمل مدرسًا في مدرسة النصر النموذجية الإسلامية في غزة، قبل أن يصبح مستشارًا في وزارة الثقافة، وقد أطلق عليه بعض النقاد والأصدقاء "فان غوخ غزة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وفا
تغطية خاصة
Close