الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

اعتقالات الأردن.. ردود فعل متواصلة وبيان "تفصيلي" متوقَّع ظهر الأحد

اعتقالات الأردن.. ردود فعل متواصلة وبيان "تفصيلي" متوقَّع ظهر الأحد

Changed

الشرطة الأردنية
تأتي العمليّة الأمنيّة بينما تستعدّ البلاد للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 (غيتي)
كشف وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة صخر دودين أن بيانًا "تفصيليًا" سيصدر عن الحكومة الأحد يوضح تفاصيل الاعتقالات.

لا تزال حملة الاعتقالات التي شهدها الأردن، أمس السبت، وشملت عددًا من الشخصيات الأردنية، من بينها رئيس سابق للديوان الملكي وشخصيّة قريبة من العائلة المالكة، تثير تفاعلًا واسعًا، في ظلّ غموض لا يزال يحيط بخلفيّاتها.

وسُجّل انتشار كثيف للشرطة في منطقة دابوق غرب العاصمة عمان قرب القصور الملكية، مساء السبت، في وقتٍ قال وليّ العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين إنّه قيد "الإقامة الجبريّة"، مشيرًا إلى اعتقال عدد من أصدقائه ومعارفه وسحب حراسته وقطع خطوط الاتّصال والإنترنت.

جاء ذلك بعدما نفى الجيش الأردني اعتقال الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني، لكنّه أكد في الوقت نفسه أنّه "طُلب منه التوقّف عن تحرّكات تُوظَّف لاستهداف" استقرار الأردن.

الحكومة توضح تفاصيل الحملة الأمنية

وأعلن مصدر أمني أردني، مساء السبت، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنيّة، أنّه "بعد متابعة أمنيّة حثيثة، تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنيّة". وأضاف المصدر أنّ "التحقيق في الموضوع جارٍ".

ولم يقدّم المصدر المزيد من التفاصيل، حول ما وُصِفت بـ"الحملة الأمنية الشاملة"، لكنّ وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة صخر دودين كشف أن بيانًا "تفصيليًا" سيصدر عن الحكومة الأحد يوضح تفاصيل الاعتقالات.

ونقلت وكالة "عمون" الإخبارية المحلية عن دودين قوله: إنّ البيان سيصدر ظهر اليوم الأحد على أبعد تقدير.

الجامعة العربية "تتضامن" مع الأردن

في غضون ذلك، تواصلت ردود الفعل على اعتقالات الأردن، حيث عبّر الأمين العام للجامعة العربيّة أحمد أبو الغيط، في بيان نُشر على صفحة الجامعة في فيسبوك، عن "التضامن التامّ مع الإجراءات التي اتّخذتها القيادة الأردنيّة لصيانة أمن المملكة والحفاظ على الاستقرار".

وأكّد أبو الغيط "ثقته في حكمة القيادة وحرصها على تأمين استقرار البلاد بالتوازي مع احترام الدستور والقانون"، مضيفًا أنّ "الملك عبد الله الثاني له مكانة مقدّرة وعالية، سواء بين أبناء الشعب الأردني أو على المستوى العربي عمومًا". ولفت إلى أنّ "الجميع يعرف إخلاصه ودوره الكبير في خدمة القضايا العربيّة".

من جهته، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف "وقوف مجلس التعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ودعمها في كلّ ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في الأردن الشقيق".

وأشار الحجرف إلى أنّ "أمن المملكة الأردنية الهاشمية من أمن دول مجلس التعاون، انطلاقًا ممّا يربط بين دول مجلس التعاون والأردن من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد".

وكانت دول عربية عدّة، على رأسها قطر والسعودية، أكّدت في وقت سابق وقوفها إلى جانب الأردن، فيما قال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة نيد برايس: إنّ واشنطن "تتابع من كثب" التقارير الواردة من الأردن. وأضاف: "نحن على اتّصال بمسؤولين أردنيّين. الملك عبد الله شريك رئيسي للولايات المتحدة وهو يحظى بدعمنا الكامل".

تحقيقات شاملة مشتركة في الأردن

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي أكد، في بيان، "عدم صحّة ما نشر من ادّعاءات حول اعتقال" ولي العهد السابق، لكنّه أوضح أنّه "طُلب منه التوقّف عن تحرّكات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره".

وأشار إلى أنّ هذا جاء "في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنيّة، واعتقِل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة في وقت سابق السبت عن مسؤول في الاستخبارات الأميركيّة لم تُسمِّه، أنّ السلطات الأردنيّة وضعت الأمير حمزة بن الحسين قيد الإقامة الجبريّة واعتقلت نحو 20 مسؤولًا أردنيًا على أثر "تهديدٍ لاستقرار البلد".

والأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركيّة الملكة نور، وعلاقته الرسميّة بأخيه الملك عبد الله جيّدة وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر.

وكان الملك عبد الله سمّى الأمير حمزة وليًا لعهده عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمّى لاحقًا ابنه الأمير حسين وليًا للعهد.

أوضاع صعبة في الأردن

وتأتي هذه العمليّة الأمنيّة في الأردن بينما تستعدّ البلاد للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 والتي تحوّلت لاحقًا إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

وأعلنت المملكة استقلالها عن الانتداب البريطاني عام 1946. ورغم شحّ الموارد الطبيعيّة، خصوصًا النفط والمياه، استطاعت المملكة الصمود في منطقة هزّتها عبر عقود صراعات وحروب عدّة.

لكنّ الأردن الذي يضمّ نحو 10 ملايين نسمة، يعاني أوضاعًا اقتصاديّة صعبة حتّى قبل جائحة كوفيد-19.

المصادر:
العربي / وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close