الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

المشهد العراقي بعد الانسحاب الأميركي.. ماذا عن النفوذ الإيراني؟

المشهد العراقي بعد الانسحاب الأميركي.. ماذا عن النفوذ الإيراني؟

Changed

يرى البعض أن الوجود الأميركي في العراق مهم للضغط على إيران، فيما يعتبر آخرون أن استهداف القوّات الأميركية سيدفع واشنطن للتخلّي عن سياسة ضبط النفس. 

أعلن الجيش العراقي إسقاط طائرتين مسيرتين حاولتا استهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بالتزامن مع هجوم على مركز قوات التحالف في بغداد بصاروخ.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من اجتماع اللجان الفنية الأمنية العراقية الأميركية والإعلان عن خطة لسحب القوّات الأميركية إلى خارج العراق. 

وأبدى مسؤولون عراقيون مخاوفهم من تهديدات "وكلاء إيران" في العراق للقوات الأميركية بأسلحة متطورة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". كما ذكر مسؤولون أمنيون عراقيون للصحيفة أن تفاقم معاناة إيران الإقتصادية بسبب العقوبات يرفع وتيرة هذا النوع من الهجمات بالطائرات المسيّرة لدفع واشنطن نحو تخفيف العقوبات عنها.

وقد نُفذ منذ مطلع العام الحالي حوالي 39 هجومًا على مواقع الوجود الأميركي في العراق. وقبل نحو شهر قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن لدى المسؤولين العسكريين الأميركيين في العراق قلقًا متزايدًا من تلك الهجمات. فوقوع إصابات في قواعد القوّات الأميركية لن يكون خبرًا سارة لواشنطن أو لحكومة مصطفى الكاظمي.

ويرى البعض أن الوجود الأميركي في العراق مهم في الضغط على إيران، فيما يرى آخرون أن استهداف القوّات الأميركية في العراق سيدفع الإدارة الأميركية للتخلّي عن سياسة ضبط النفس، ولا سيما في أعقاب مناقشة الملف النووي في فيينا. 

رغبة سياسية بسحب القوات الأميركية

يرى المتحدث السابق باسم البنتاغون جيفري غوردن أن لا رغبة سياسية من أجل استمرار الوجود الأميركي في العراق.

ويقول غوردن في حديث لـ "العربي" من واشنطن: "الناخبون الذين صوتوا للرئيس بايدن تساءلوا دائمًا عن المدة التي سوف يستغرقها وجود القوات الأميركية في العراق ولاسيما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة".

ويضيف: "لا أعتقد أن بايدن يفكر في المكوث في العراق إلى ما لا نهاية... حيث يصعب تأمين الحماية لقواتنا هناك". 

ويشير إلى أن هنالك أدوات أميركية مهمة للضغط على إيران، بمعزل عن الوجود العسكري، تتمثل في فرض عقوبات على شركات وأفراد ومنعهم من الوصول إلى النظام المالي العالمي.

"مواجهة عراقية -عراقية قد تحصل في أي لحظة"

من جهته، يتحدث الكاتب الصحفي إياد الدليمي عن شكل التوسع الذي سيتخذه النفوذ الإيراني في العراق بعد الإنسحاب الأميركي.

ويقول لـ"العربي" من الدوحة: "إن إيران اليوم تسيطر على الكثير من القرارات في العراق". ويضيف: "هناك مواجهة عراقية -عراقية قد تحصل في أي لحظة، حيث تسعى فئة من العراقيين نحو تحقيق استقلال عراقي للنأي بالعراق بعيدًا عن الوصاية الإيرانية المفروضة عليهم منذ العام 2003". 

ويعتبر أن انسحاب القوات الأميركية من العراق ورقة سياسية تطرحها إيران من وقت إلى آخر عبر الفصائل العراقية الموالية لها. ويقول :"هم يعرفون أن الحاجة للقوات الأميركية لا زالت قائمة"، مشيرًا إلى أن تهديد تنظيم الدولة لا زال قائمًا.  

كما يربط الدليمي تعزيز وجود إيران في العراق بالوجود الأميركي. ويقول: "أميركا هي من سمحت لإيران بالتواجد داخل العراق".

ويستبعد أن تكون المواجهة بين أميركا وإيران في الداخل العراقي، ويرجح أن تكون المواجهة بين الشعب العراقي الرافض للنفوذ الإيراني والمؤيد لهذا الوجود. 

القرار العسكري ضرورة

وحول الرؤية العراقية للانسحاب الأميركي، يشير عميد كلية العلوم السياسية في جامعة المستنصرية خالد عبد الإله إلى انقسام قائم. ويقول من بغداد: "القوى السنية والكردية لم تعط رأيها في الوجود الأجنبي ولاسيما الأميركي في العراق". 

كما يحذر عبد الإله من تكرار سيناريو انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011، حيث لم تكن الأرضية جاهزة لذلك الانسحاب فنشأت تنظيمات مسلحة أعقبها سيطرة تنظيم الدولة على مساحات واسعة من البلاد في عام 2014.

ويشير إلى أن العراق لا يمتلك منظومة تقنية تمكنه في الاضطلاع بالمهمات المطلوب منه في حال انسحاب القوات الأميركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close