الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تغييرات أمنية في أفغانستان.. طالبان تريد "نظامًا إسلاميًا حقيقيًا"

تغييرات أمنية في أفغانستان.. طالبان تريد "نظامًا إسلاميًا حقيقيًا"

Changed

تريد "طالبان" نظامًا يجعل أحكام حقوق المرأة تتناسب مع التقاليد الثقافية والقواعد الدينية.
تعتبر "طالبان" أن النظام الإسلامي الحقيقي هو أفضل وسيلة لحلّ جميع قضايا الأفغان (أرشيف - غيتي)
أكدت حركة طالبان أنها ملتزمة بمحادثات السلام، وأنها تريد "نظامًا اسلاميًا حقيقيًا"، بينما أجرت الحكومة الأفغانية تغييرات في المنظومة الأمنية تزامنًا مع تصاعد العنف.

أكدت حركة طالبان، في بيان اليوم الأحد، أنها ملتزمة بمحادثات السلام وأنها تريد "نظامًا إسلاميًا حقيقيًا" في أفغانستان، من شأنه أن يجعل أحكام حقوق المرأة تتناسب مع التقاليد الثقافية والقواعد الدينية.

وتزامنًا مع التقدّم "البطيء" الذي تشهده المحادثات بين الحركة وممثلي الحكومة الأفغانية في قطر، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني عن تغييرات في المنظومة الأمنية في البلاد، وسط تصاعد العنف قبل انسحاب القوات الأجنبية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.

وكان مسؤولون عبّروا عن مخاوفهم من تعثّر المفاوضات في الدوحة، على اعتبار أنّ الحركة لم تُقدّم بعد اقتراحًا مكتوبًا للسلام، يُمكن استخدامه نقطة انطلاق لمحادثات حقيقية.

وقال الملا عبد الغني بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة في البيان: "نحن نتفهّم أن العالم والأفغان لديهم استفسارات وأسئلة عن شكل النظام الذي سيتمّ إنشاؤه بعد انسحاب القوات الأجنبية"، موضحًا أنّ هذه القضايا تمّ تناولها بأفضل صورة خلال المفاوضات في الدوحة.

نظام إسلامي حقيقي

وأضاف أن مشاركة الحركة في المفاوضات ودعمها، يشير صراحة إلى "أننا نؤمن بحل القضايا من خلال التفاهم (المتبادل)".

وقال: "نظام إسلامي حقيقي هو أفضل وسيلة لحلّ جميع قضايا الأفغان.. توفير الحماية للنساء والأقليات، وقدرة الدبلوماسيين والعاملين في المنظمات الأهلية على العمل بأمان".

وأكد بردار أن الحركة "قطعت عهدًا بالالتزام باستيعاب جميع حقوق مواطني بلدنا، رجالًا أم نساء، في ضوء قواعد الدين الإسلامي المجيد والتقاليد النبيلة للمجتمع الأفغاني، حيث سيتمّ تقديم تسهيلات" للنساء للعمل والتعليم.

ولم يتّضح ما إذا كانت طالبان ستسمح للنساء بأداء أدوار عامّة، وما إذا كان سيتمّ الفصل بين النساء والرجال في أماكن العمل والمدارس.

وفي مايو/ أيار الماضي، أصدر محللو المخابرات الأميركية تقييمًا يُفيد بأن حركة طالبان "ستتراجع كثيرًا" عمّا تحقّق من تقدّم في مجال حقوق المرأة الأفغانية إذا استعادوا السلطة.

تغييرات أمنية

إلى ذلك، أجرى الرئيس الأفغاني أشرف غني، السبت، تعديلات في المنظومة الأمنية للبلاد، في الوقت الذي تُواصل فيه حركة طالبان السيطرة على عدة مناطق.

وعيّن غني الجنرال بسم الله خان محمدي وزيرًا جديدًا للدفاع، والجنرال عبد الستار ميرزاكوال وزيرًا للداخلية. وسبق ذلك تعيين الجنرال ولي محمد أحمد زاي قائدًا للجيش.

وتتزامن هذه الإجراءات مع موجة تصعيد جديدة؛ إذ سيطرت طالبان على أكثر من 30 منطقة خلال الشهرين الماضيين، كما استولت على سد دحلة في ولاية قندهار، ثاني أكبر سد في أفغانستان، الذي يوفّر مياه الشرب ومياه الري للمزارعين.

خشية من عودة الحرب الأهلية

وقال الصحافي محب الله شريف: إن غني أراد من هذه التغييرات أن يدفع صف "المجاهدين السابقين في الجبهة الشمالية" لمواجهة حركة طالبان، وأن يستفيد من خبرات عسكرية سابقة.

وشكّك شريف، في حديث إلى "العربي"، من كابل، في قدرة وزير الداخلية على إحداث فرق، مشيرًا إلى أن بعض المديريات في ولاية قندس سقطت بيد طالبان عندما كان ميرزاكوال يتولّى منصب محافظ الولاية.

لكنّه في الوقت نفسه، أمل أن تكون لهذه التغييرات قدرة على إضافة الحيوية على المشهد الميداني، لا سيّما وأن البلاد تشهد تصعيدًا ميدانيًا لا يصبّ في صالح الحكومة الأفغانية مع بدء انسحاب القوات الأميركية.

وأشار شريف إلى أن الشعب الأفغاني يخشى من أن يؤدي انسحاب القوات الأميركية في ظل غياب الاستراتيجية والتنسيق وتسوية سياسية، إلى حرب أهلية ومجازر فظيعة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close