الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"لا يمكن السكوت عنها".. تنديد واسع بحادثة وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات

"لا يمكن السكوت عنها".. تنديد واسع بحادثة وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات

Changed

نزار بنات
يُعد نزار بنات من النشطاء الفلسطينيين المعارضين للسلطة الفلسطينية وسياساتها (غيتي)
أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ"العربي" أن ما جرى بحق نزار بنات "جريمة اغتيال وتعذيب لا مبرر لها على الإطلاق".

تظاهر فلسطينيون في رام الله بالضفة الغربية، أمس الخميس، تنديدًا بوفاة الناشط نزار بنات؛ فاندلعت على الإثر مواجهات مع قوات الأمن الفلسطيني.

وطالب المحتجون، الذين حمّلوا السلطة الفلسطينية المسؤولية عن وفاة الناشط بنات، بلجنة تحقيق مستقلة؛ إلا أن قوات الأمن واجهتهم بالهراوات لتفريقهم.

وأفاد مراسل "العربي" بأن المتظاهرين اتجهوا في مسيرات نحو مقر الرئاسة في رام الله، لكن عناصر الشرطة الفلسطينية منعتهم من ذلك.

عائلة نزار بنات تتهم السلطة الفلسطينية باغتياله

واتهمت عائلة الناشط السياسي نزار بنات أجهزة الأمن الفلسطينية بـ"اغتياله"، وأكدت أنه لم يكن مصابًا بأي مرض.

وكانت أجهزة الأمن اعتقلت نزار فجر الخميس، ثم أعلنت وفاته بعد ساعة من ذلك.

ونقل محامي نزار عن أبناء عمه الذين كانوا معه قولهم إنه تعرّض للضرب بأعقاب المسدسات على رأسه لمدة عشر دقائق، قبل أن يتم اقتياده عاريًا.

وكان نزار مُطارَدًا من قبل أجهزة الأمن بسبب انتقاده اللاذع للسلطة الفلسطينية، لا سيما بعد إلغاء الانتخابات التشريعية التي كان مرشحًا فيها. وهو أب لخمسة أطفال أكبرهم يبلغ 17 عامًا وأصغرهم 3 أشهر، ولم يرهم منذ شهرين نتيجة لذلك.

وطالب الاتحاد الأوروبي ومؤسسات حقوقية بلجنة تحقيق مستقلة في مقتله؛ في حين تخوّف حقوقيون من مرحلة تصفية المعارضين جسديًا بعد فشل السلطة في إسكاتهم.

وفاة نزار بنات جنائية

وأكد مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك في مؤتمر صحافي أن التهم التي نُسبت إلى نزار بنات هي تهم تتعلق بالرأي والتعبير؛ وتُعد جنحًا بسيطة بحسب القانون الفلسطيني ولا تستدعي تنفيذ مذكرة إحضار بالأسلوب الذي نُفذت به من حيث التوقيت وطبيعة القوة التي نفذتها.

وأوضح دويك أن مشاهدات التشريح لجثة نزار بنات تُشير إلى أن وفاته جنائية، متحدثًا عن وجود إصابات تتمثل في كدمات في مناطق عديدة من الجسم، بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار ربط على المعصمين وكسور في الأضلاع.

وإذ أكد أن ما حصل حادثة خطيرة بحق معارض سياسي، طالب بفتح تحقيق جنائي فوري وتقديم جميع المسؤولين والمتورطين إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

الجريمة "لا يمكن السكوت عنها"

بدوره، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في حديث إلى "العربي"، أن ما جرى بحق بنات "جريمة اغتيال وقتل وتعذيب ضد معارض سياسي ومرشح برلماني"، لا مبرر لها على الإطلاق.

وإذ شدد على أن هذه الجريمة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها بأي حال من الأحوال، أشار إلى أنه لا يتوفر حتى الآن تحقيق مستقل وكامل، سوى المعلومات التي وردت عن التشريح الذي أكد وقوع ضرب وتعذيب واغتيال.

ورأى أنه لن تتوفر صورة كاملة ما لم تتشكل لجنة تحقيق نزيهة ومستقلة كليًا عن الحكومة الفلسطينية، لافتًا إلى أن اللجنة التي شكلتها الأخيرة برئاسة أحد الوزراء لن تقنع أحدًا بأنها ستكون محايدة أو أنها تستطيع أن تقدم صورة حقيقية لما جرى.

واعتبر أن هذه الجريمة تكرار لأخرى مماثلة، وهي جريمة اغتيال مجد البرغوثي الذي قُتل بالطريقة نفسها تقريبًا.

تهم واعتقالات سابقة

ويُعد نزار بنات من النشطاء الفلسطينيين المعارضين للسلطة الفلسطينية وسياساتها، وتم احتجازه واعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني أكثر من مرة على خلفية مواقفه.

وتضمّ السجون الفلسطينية عددًا من الموقوفين بتهم ونشاطات سياسية. ففي عام 2020، اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الناشط جهاد عبدو في مدينة رام الله، بعد أن أقام مع زملائه اعتصامًا ضد "الفساد"، رغم أن الأمن الفلسطيني منعه بذريعة حالة الطوارئ المعلنة لمكافحة فيروس كورونا.

وكان جهاد من بين 79 حالة اعتقال لناشطين ومعارضين للسلطة الفلسطينية كشف عنها تقرير لـ"محامون من أجل العدالة" للفترة الممتدة بين شهرَي مارس/ آذار من العامين 2020 و2021.

وأكد التقرير أن التهم والاعتقالات التي طالت الناشطين والمعارضين تنوّعت بين حرية الرأي والتعبير، والعمل النقابي، وأسباب سياسية، فيما كانت هناك اعتقالات دون قرار من النيابة أو القضاء.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close