الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

طالبان تسيطر على مناطق مهمة شمالًا.. والقوات الأفغانية تستعد لهجوم مضاد

طالبان تسيطر على مناطق مهمة شمالًا.. والقوات الأفغانية تستعد لهجوم مضاد

Changed

تقترب القوات الأجنبية من إتمام عملية الانسحاب من أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عامًا في البلاد
فرّ مئات من أفراد الأمن في وجه التقدم السريع لحركة طالبان في الشمال (غيتي)
أوضح مستشار الأمن القومي الأفغاني أن القوات الحكومية لم تتوقع هجوم طالبان، لكنها ستشن "بالطبع وبالتأكيد" هجومًا مضادًا.

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مستشار للرئيس الأفغاني أشرف غني قوله اليوم الإثنين إن قوات الحكومة الأفغانية تعتزم شن هجوم مضاد في أقاليم البلاد الشمالية، بعد أن خسرت مناطق لصالح حركة طالبان.

وأشار حمد الله مهيب، مستشار الأمن القومي الأفغاني، وهو في موسكو اليوم الإثنين لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين كبار، في حديثه للوكالة، إلى أن القوات الحكومية لم تتوقع هجوم طالبان، لكنها ستشن "بالطبع وبالتأكيد" هجومًا مضادًا.

وتدير روسيا قاعدة عسكرية في طاجيكستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة على الحدود مع أفغانستان.

وفي بيان منفصل، نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها اليوم الإثنين إن القنصلية الروسية في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان؛ علقت عملها بسبب المخاوف الأمنية.

فرار أفراد أمن أفغان

إلى ذلك، أفادت خدمة الحدود في طاجيكستان بأن أكثر من ألف من أفراد الأمن الأفغان لاذوا بالفرار عبر الحدود إلى طاجيكستان أمس الأحد، بعد تقدم حركة طالبان في شمال أفغانستان.

وتسلّط الواقعة الضوء على سرعة تدهور الوضع في أفغانستان، مع اقتراب القوات الأجنبية من إتمام عملية الانسحاب بعد حرب استمرت 20 عامًا في البلاد.

وفرّ مئات من أفراد الأمن في وجه التقدم السريع لحركة طالبان في الشمال، لكن واقعة الفرار التي حدثت أمس الأحد كانت أكبر واقعة مؤكدة من حيث العدد، وجاءت بعد يومين فحسب من إخلاء الولايات المتحدة رسميًا قاعدتها الرئيسية في أفغانستان في إطار خطتها لسحب كل القوات الأجنبية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.

وسيطرت طالبان على ست مناطق مهمة في إقليم بدخشان في شمال البلاد، والمتاخم لطاجيكستان والصين. 

في أعقاب ذلك فرّ 1037 مجندًا أفغانيًا عبر الحدود، بعد الحصول على إذن من طاجيكستان، وفقًا لخدمة حرس الحدود هناك.

"طالبان قطعت كل الطرق"

وتحدث الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس الأحد، مع نظيره الطاجيكي الرئيس إمام علي رحمن عبر الهاتف لبحث آخر التطورات.

وأفاد بيان من مكتب الرئيس الطاجيكي بأن "هناك اهتمامًا خاصًا بالتصعيد في المناطق الشمالية بأفغانستان المتاخمة لطاجيكستان".

وأضاف البيان أن رحمن عبّر عن قلقه بشأن "العبور القسري" لأفراد الأمن الأفغان.

وأكد مسؤول أمن أفغاني عبور المئات إلى طاجيكستان، لكنه نفى علمه بالعدد المحدد. وقال: "طالبان قطعت كل الطرق، ولم يعد لهؤلاء الأشخاص أي مكان يذهبون إليه سوى عبور الحدود".

"المشهد ينذر بحرب أهلية"

من ناحيته، حذر قائد القوات الأميركية في أفغانستان سكوت ميلر من أن المشهد الأفغاني ينذر بحرب أهلية قد لا تُبقي ولا تُذر، مؤكدًا أنه يجب ألا تدير بلاده ظهرها لأفغانستان بعد الخروج.

وفيما سيراقب الأميركيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدة لبنائه على مدى عقدين وهو يحترق، يبدو أن الحكومة الأفغانية في وضعها الهش ومآزقها متعددة الجوانب تحصي أيامها.

ويشير مراسل "العربي"في أفغانستان إلى أن العديد من بلدان آسيا الوسطى وتلك المجاورة لأفغانستان؛ أغلقت قنصلياتها في مدينة مزار الشريف خلال اليومين الماضيين، وسحبت بعثاتها من هناك. 

ويوضح أن بعض هذه البعثات عاد إلى السفارات الرئيسية في كابُل، فيما سُحب البعض الآخر إلى خارج أفغانستان بانتظار ما ستسفر عنه الأمور خلال الفترة المقبلة، واتضاح الأمور أكثر بين الحكومة الأفغانية وطالبان في ظل استمرار المعارك بين الطرفين.

المصادر:
العربي، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close