الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

المواقف الرافضة لقرارات سعيّد تتوالى.. ماذا يمنع "تلاقي" معارضة تونس؟

المواقف الرافضة لقرارات سعيّد تتوالى.. ماذا يمنع "تلاقي" معارضة تونس؟

Changed

لا تزال المواقف الرافضة لقرارات الرئيس قيس سعيّد تتوالى في ظل غياب أي خريطة طريق واضحة (غيتي)
لا تزال المواقف الرافضة لقرارات الرئيس قيس سعيّد تتوالى في ظل غياب أي خريطة طريق واضحة (غيتي)
مع أنّ أحزاب المعارضة أصدرت بيانات بدت "متقاربة" في المضمون، إلا أنّها كشفت عن تفكك في المنظومة الحزبية وصعوبات تلاقيها في مشروع واحد.

تتوالى مواقف الرفض لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، والرافضة لتفرّده في الحكم، لكن الأحزاب التي تصدرها تبدو عاجزة عن اللقاء والعمل المشترك.

في آخر هذه المواقف، رفض الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر النقابات العمالية، ما وصفه بالمقايضة بين الحرية واحتكار السلطة.

وقال الاتحاد إنّ تعديل الدستور والقانون الانتخابي شأن يخصّ جميع مكوّنات المجتمع من هياكل الدولة ومنظمات وجمعيات وأحزاب وشخصيات وطنية.

أما حزب العمال التونسي فذهب أبعد بالدعوة إلى التصدّي للانقلاب على الدستور وتشكيل جبهة لمواجهة العودة إلى الاستبداد.

أحزاب "تؤيّد" وواشنطن "قلِقة"

في المقابل، أيّدت 6 أحزاب سياسية قرارات الرئيس قيس سعيّد التي اتخذها قبل شهرين، معتبرة إياها إنقاذًا للبلاد من منظومة التدمير الممنهج للدولة على حدّ تعبيرها.

ودعت أحزاب حركة تونس، وحركة الشعب، والتيار الشعبي، وحزب التحالف من أجل تونس، وحركة البعث، والحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، في بيان لها، إلى ضرورة وضع سقف زمني للوضع الانتقالي وللإجراءات الاستثنائية.

من جانب آخر، أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من استمرار الإجراءات التي يتّخذها الرئيس التونسي، ودعته إلى صياغة خطة للإصلاح الشامل داخليًا في تونس.

"تفكك" في المنظومة السياسية في تونس

ومع أنّ العديد من أحزاب المعارضة أصدرت بيانات بدت "متقاربة" في التنديد والتحضير لإطلاق جبهات موحدة.

إلا أنّ هذا المشهد كشف عن تفكك في المنظومة الحزبية بالبلاد وصعوبات تلاقيها في مشروع واحد.

ويعزو الكاتب الصحافي مراد علالة ذلك، في حديث إلى "العربي"، إلى "التناقضات النظرية الإيديولوجية وحتى التاريخية بين قوى الطيف المعارض في تونس"، والتي "ستعيق عمل المعارضة وستساعد رئيس الجمهورية في تنفيذ مشروعه السياسي".

وبحسب مراسل "العربي" في تونس، فإنّ هذا المشهد سيمنح الرئيس قيس سعيّد مزيدًا من الوقت للمضيّ في تنفيذ مشروعه فدعوات التظاهر في الشارع ستظلّ محدودة ما لم تحظَ بدعم الجميع لتكون أشدّ وقعًا وتأثيرًا.

بيان الاتحاد العام التونسي للشغل "خجول"

ويرى الباحث السياسي سالم بولبابة أنّ بيان الاتحاد العام التونسي للشغل لم يكن بالحدة التي كانت منتظرة، مشيرًا إلى أنّه جاء متأخّرًا نوعًا ما بعد انتقادات طالت قيادة الاتحاد.

وفيما يشير بولبابة في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أنّه يبدو بيانًا خجولًا لأنّ الاتحاد ساند ما قام به سعيّد يوم 25 يوليو، يرى فيه "نوعًا من الضغط السياسي على رئيس الدولة".

ولكّنه يستبعد أن يكون له "تأثير كبير" سواء على مواقف الرئيس قيس سعيّد، أو على الساحة السياسية بصورة عامة.

ويوضح أنّ الاتحاد كان سابقًا يدخل بثقله كاملًا عندما يريد تغيير موازين القوى ولا تبدو مقوّمات ذلك متوافرة في بيان اليوم.

مرض "الإيديولوجيا"

وفي سياق حديثه عن مشهد المنظومة السياسية في تونس، يلفت الباحث التونسي إلى وجود "مرض في تونس وفي سائر الدول العربية اسمه مرض الإيديولوجيا".

ويوضح أنّه من أمراض العمل الحزبي العربي حيث تطغى الحسابات الإيديولوجية. ويشرح أنّه على الرغم من أنّ كل الأحزاب الرافضة لما قام به الرئيس متناغمة في المضمون، إلا أنّها انساقت وراء تشكّل ثلاث أو أربع جبهات.

ويعرب عن اعتقاده بأنّها ستبقى معزولة وليست ذي قيمة رغم اتفاقها على الهدف والمضمون والتصدي للإجراءات التي اتخذها سعيّد.

ويعتبر أنّ الحزب الوحيد الذي كان منسجمًا مع نفسه في هذا الإطار هو حزب العمال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close