تجمّع المئات من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيّد في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، اليوم الأحد، في تظاهرة مساندة للرئيس، في وقت ألقت فيه الشرطة القبض على نائب وصحافي كانا من أبرز معارضي الرئيس.
وأفاد مراسل "العربي" في العاصمة تونس، بأن المئات من المتظاهرين خرجوا في تظاهرة تعبيرًا عن مساندتهم لقرارات الرئيس بتجميد عمل مجلس النواب وتعليق معظم فصول الدستور، ووعوده بتغيير النظام السياسي التي وصفها معارضوه بـ"الانقلاب".
وأضاف أن المتظاهرين رفعوا شعارات رافضة لدستور 2014، وطالبوا بحلّ البرلمان الذي جمّد رئيس الجمهورية عمله منذ يوليو/ تموز الماضي.
وتأتي هذه التظاهرة بعد مرور أسبوع واحد على أخرى شارك فيها الآلاف من التونسيين رفضًا للتدابير الاستثنائية لسعيّد، معتبرين إياها "انقلابًا".
وأشار المراسل إلى أن التظاهرة تأتي بعدما أعلن الإليزيه، أمس السبت، أن سعيّد أبلغ نظيره الفرنسي بأن حكومة جديدة ستتشكل خلال الأيام المقبلة، وفي وقت أعلن رئيس البرلمان راشد الغنوشي أن المجلس في حال "انعقاد دائم".
وأوضح أن الشارع التونسي يعيش أمام حالة من الاستعراض السياسي من كِلا الطرفين لإظهار مدى شعبيته.
القبض على نائب وصحافي
وألقت الشرطة التونسية، اليوم الأحد، القبض على النائب عبد اللطيف العلوي والمذيع في قناة "الزيتونة" عامر عياد، اللذين كانا من أبرز منتقدي سعيد منذ اتخاذ قراراته بتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة في يوليو الماضي.
وقال المحامي سمير بن عمر: إن القضاء العسكري أمر بإلقاء القبض عليهما بتهمة "التآمر على أمن الدولة وإهانة الجيش" بعدما وصف الرئيس بالخائن خلال برنامج على القناة.
وأثار سعيّد أزمة دستورية في يوليو عندما علق عمل البرلمان المنتخب وعزل رئيس الوزراء وتولّى السلطة التنفيذية.
وفي الشهر الماضي، تجاهل معظم بنود الدستور، وبدأ يحكم بمراسيم الأمر الذي ألقى بظلال من الشكّ على المكاسب الديمقراطية التي حقّقتها تونس منذ ثورة 2011.
وفي الأسبوع الماضي، عيّن سعيّد نجلاء بودن رئيسة للوزراء، وحثّها على تشكيل حكومة بسرعة. لكن بعد اضطلاعه بسلطات أوسع، من المتوقّع أن يكون تأثيرها أقلّ من رؤساء الوزراء السابقين.