الإثنين 13 مايو / مايو 2024

غوتيريش يحث مجلس الأمن على التحرك.. 12 سفيرًا سودانيًا يرفضون الانقلاب

غوتيريش يحث مجلس الأمن على التحرك.. 12 سفيرًا سودانيًا يرفضون الانقلاب

Changed

ذكر البيان الرافض للانقلاب أن السفراء ينحازون إلى جانب المقاومة الشعبية للانقلاب
ذكر البيان الرافض للانقلاب أن السفراء ينحازون إلى جانب المقاومة الشعبية للانقلاب (غيتي)
توقع سفير السودان لدى واشنطن في حديث إلى "العربي" مزيدًا من المظاهرات معتبرًا أن الشعب السوداني لا يريد العودة للحكم العسكري، في وقت حث غوتيريش مجلس الأمن على التحرك.

رفض سفراء السودان في 12 دولة منها الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا في بيان الانقلاب العسكري الذي وقع أمس الإثنين، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء.

ووقع على البيان أيضًا سفراء السودان لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي وجنيف، ووكالات تابعة للأمم المتحدة وجنوب إفريقيا وقطر والكويت وتركيا والسويد وكندا.

وذكر البيان الرافض للانقلاب أن السفراء ينحازون إلى جانب المقاومة الشعبية للانقلاب.

تزامنًا، طلب سفير السودان لدى واشنطن نور الدين ساتي من المجتمع الدولي "المزيد من الضغوط الحقيقية والفعالة على الانقلابيين".

وقال في حديث إلـى "العربي": "نتوقع مزيدًا من المظاهرات لأن الشعب السوداني لا يريد العودة للحكم العسكري".

وكانت الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والإعلام السودانية قد نشرت بيانًا اليوم الثلاثاء لرابطة سفراء السودان التي أكدت أنها "ترفض وبحزم أي عمل انقلابي يهدف إلى تعطيل المسيرة الانتقالية لتحقيق الحكم المدني والديمقراطية في البلاد".

وفي منشور آخر، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السودانية عن انشقاق ثلاثة سفراء سودانيين وإعلانهم رفض "الانقلاب العسكري الغاشم".

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن حال الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة. كما أعلن حلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة برئاسة عبد الله حمدوك وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مسارًا ديموقراطيًا نحو الانتخابات والحكم المدني.

وتضمنت قرارات البرهان أيضًا حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية في السودان.

انقلاب شامل على كل المواثيق الدستورية

وفي هذا الإطار، اعتبرت عضو تجمع مجلس المهنيين السودانيين، عبير عبد الله أن ما قام به البرهان هو انقلاب شرعي على حكم انتقالي، لافتة إلى أن ما حصل "نهاية للفترة الانتقالية وبداية لحكم عسكري وانقلاب شامل على كل المواثيق الدستورية".

وأضافت عبد الله في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أنه تم تقييد حرية المواطن بقطع خدمات الإنترنت والهاتف عنه، ومنعه من السفر عن طريق إغلاق مطار العاصمة.

وتقول عبير إن تجمع المهنيين أطلق دعوة للعصيان المدني والإضراب السياسي الشامل، مشددة على أن رافضي الانقلاب سيقاومون بكل الوسائل السلمية انقلاب العسكريين على السلطة.

غوتيريش يندد "بوباء" الانقلابات

دوليًا، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما وصفه "وباء الانقلابات" اليوم الثلاثاء، وحث مجلس الأمن الدولي على التحرك من أجل ردعها بفاعلية، بينما يستعد المجلس المؤلف من 15 عضوًا لمناقشة الانقلاب العسكري في السودان.

ومع إدانته مجددًا بسيطرة الجيش السوداني على السلطة، قال الأمين العام للصحافيين: "الشعب السوداني أبدى بوضوح رغبته الشديدة في الإصلاح والديمقراطية".

وحث غوتيريش جميع الأطراف على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".

ودافع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء عن سيطرة الجيش على السلطة، قائلًا إنه أطاح بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتجنب نشوب حرب أهلية.

وأكد البرهان أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي تم توقيفه الإثنين ويطالب المجتمع الدولي بمعرفة مكانه والإفراج الفوري عنه، متواجد معه في منزله وليس رهن الاعتقال.

انقسام داخل مجلس الأمن

ويعد الانقلاب في السودان الأحدث في سلسلة عمليات استيلاء الجيوش على السلطة والتي جرت في ميانمار ومالي وغينيا، فضلًا عن محاولات انقلاب في عدة دول أخرى.

ولدى مجلس الأمن القدرة على فرض عقوبات أو الإذن بالقيام بعمل عسكري.

إلا أن انقسامًا يسود المجلس حول كيفية التعامل مع النزاعات المختلفة بسبب الاختلافات بين الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى من أعضاء المجلس من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. ومن المقرر أن يعقد المجلس اجتماعًا مغلقا حول السودان اليوم الثلاثاء.

وأشار غوتيريش إلى أن الانقسامات الجيوسياسية القوية، "والصعوبات التي يواجهها مجلس الأمن في اتخاذ تدابير قوية" والأثر الاقتصادي والاجتماعي لوباء كوفيد-19، تخلق "بيئة يشعر فيها بعض القادة العسكريون بأنهم بمنأى تمامًا عن أي عقاب ويمكنهم فعل كل ما يريدونه لأنه لن يحدث لهم شيء".

وقال غوتيريش: "ندائي بوضوح موجه إلى الدول الكبرى، على وجه الخصوص، بأن تعمل معًا من أجل وحدة مجلس الأمن حتى نضمن وجود رادع فعال لوباء الانقلابات... نرى أن الردع الفعال غائب الآن".

وكان المجلس قد أصدر بيانات عبر فيها عن قلقه إزاء الوضع في ميانمار، كما ندد بالانقلاب العسكري في مالي. وقال دبلوماسيون إن المجلس يبحث إمكانية إصدار بيان حول الوضع في السودان.

تواصل الاحتجاجات

وتأتي هذه التطورات فيما يواصل سودانيون مناهضون للعسكر احتجاجهم على سيطرة العسكريين على السلطة وإخراجهم شركاءهم المدنيين من الحكم، بعدما قُتل عدد من الأشخاص وأصيب العشرات بجروح في الخرطوم برصاص الجيش خلال تظاهرات مناهضة لخطوته.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، أعلنت عبر حسابها على فيسبوك مقتل أربعة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي"، خلال احتجاجات السودانيين ضد "الانقلاب".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close