الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

انقلاب العسكر في السودان.. هل يؤدي إلى "ثورة" لـ"تصحيح المسار"؟

انقلاب العسكر في السودان.. هل يؤدي إلى "ثورة" لـ"تصحيح المسار"؟

Changed

يؤكد المناهضون للحكم العسكري في السودان أنّ ما جرى يتمتع بالمواصفات الكاملة للانقلاب، ولو بدا "ناعمًا" حتى الآن (غيتي)
يؤكد المناهضون للحكم العسكري في السودان أنّ ما جرى يتمتع بالمواصفات الكاملة للانقلاب، ولو بدا "ناعمًا" حتى الآن (غيتي)
فيما يسمّي أنصار البرهان والحكم العسكري في السودان ما حصل بأنّه "تصحيح مسار"، يؤكد المناهضون له أنّ ما جرى يتمتع بالمواصفات الكاملة للانقلاب.

لا يزال الانقلاب العسكري في السودان محور الاهتمام العالمي، بعدما أعلن قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

وفيما يسمّي أنصار عبد الفتاح البرهان ومؤيّدو المكوّن العسكري للحكم في السودان ما حصل بأنّه "تصحيح مسار"، يؤكد المناهضون له أنّ ما جرى يتمتع بالمواصفات الكاملة للانقلاب، ولو بدا "ناعمًا" حتى الآن.

وأكّدت وزيرة الخارجية في حكومة عبد الله حمدوك والقيادية في حزب الأمّة مريم الصادق المهدي لـ"العربي" رفض أيّ انقلاب تحت أيّ مبرّر، وقالت: إنّ أيّ حديث عن فرض رؤية واحدة هو أمر مرفوض، ولا يمكن لطرف أن يملي قراراته أو وجهة نظره.

المواقف الدولية.. إدانات وقلق

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية السودانية مقتل شخصين على الاقلّ وإصابة 80 آخرين خلال التظاهرات التي شهدها السودان، علمًا أنّ قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة قد انتشرت في الشرطة قبيل التظاهرات التي نشبت أمس.

في غضون ذلك، شكّلت الإدانات والإعراب عن القلق أبرز سمات المواقف الدولية، ومنها موقف الولايات المتحدة التي كان مبعوثها جيفري فيلتمان قد تباحث قبل ساعات فقط مع المسؤولين السودانيين في مقترحات تضمن الانتقال الديمقراطي في السودان.

"شراكة بالإكراه" بين العسكر والمدنيين

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية الرشيد محمد إبراهيم أنّ حالة الإبهام التي اعترت الحكومة السودانية منذ سقوط النظام السابق مستمرة حتى الآن.

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أنّ ذلك يتمثل في طبيعة الائتلاف الحاكم الذي جاء من مكوّنين مدني وعسكري، وهو ما لم يكن مألوفًا في الماضي.

ويلفت إلى أنّ طبيعة هذا الائتلاف الذي قاد الفترة الانتقالية شكلت خللاً كبيرًا، ملاحظًا أنّ قوى الحرية والتغيير لم تستطع أن تتماسك خلال الفترة الأخيرة حيث انقسمت، وهذا أوجد ثغرة ربما نفذ منها العسكر.

ويشدّد على أنّ الشراكة من أصلها بين المدنيين والعسكريين كانت شراكة بالإكراه وليست شراكة رضا، بحيث كان الكل يتربص بالآخر.

ويضيف: "صحيح أنّ مهناك مسكنات استُخدِمت أكثر من مرة ولكن الواقع السياسي كذّب هذه الأوضاع، وبالتالي أوصلنا إلى هذه المحطة التي يتعامل معها الأطراف الآن".

الشعب قادر على تصحيح مسار الثورة

من جهته، يعتبر عضو الجبهة الوطنية العريضة علي علقم أنّ الوضع لم يتغيّر في السودان، لافًتا إلى أنّهم في الجبهة كانوا يحذرون منذ التوقيع على الوثيقة الدستورية بأنّه لا يمكن الوثوق بالمكوّن العسكري، ويشددون على وجوب استكمال الثورة بحيث تكون سلطة مدنية كاملة.

ويؤكد علقم، في حديث إلى "العربي"، من لندن، أنّهم في الجبهة لم يستغربوا العملية الانقلابية التي جرت أمس، "فهي امتداد لمسلسل التآمر من قبل المؤسسة العسكرية السودانية منذ زمن طويل"، على حدّ قوله.

ويلفت إلى أنّ الجبهة الوطنية العريضة تدعو إلى مواصلة الثورة، وهي لا تعوّل على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولكن تؤمن بقوة الشعب على تصحيح مسار الثورة.

ويؤكد أنّ الجبهة لا تدعو إلى مواجهة عسكرية، وإنما إلى اعتماد الآليات نفسها التي أطاحت بعمر البشير وغيره، والتي كانت دائمًا الثورة السلمية والعصيان المدني بكل أشكاله.

ويضيف: "الأدوات نفسها نجحت من قبل وستنجح من جديد لأن لا أحد يستطيع ان يقف في وجه إرادة الشعب".

الفرق بين السودان وتونس أميركيًا

أما رئيس المركز العربي للأبحاث في الولايات المتحدة خليل جهشان فيشير إلى أنّ البرهان لم يتّخذ مثل هذه الخطوات الجريئة في فراغ، معربًا عن اعتقاده بأنّ هناك من يقف معه سواء داخل البلد أو خارجه.

ويلفت جهشان، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّه غير واضح من هي الأطراف التي تقف وراءه وتتحدى نوعًا ما حتى ردّة الفعل الأميركية التي تراقب ما يجري في السودان.

ويلاحظ أنّ الولايات المتحدة عبّرت كما عبّر الكثير من الأطراف الأوروبيين والمؤسسات الدولية عن القلق تجاه التطورات في السودان.

وفي هذا السياق، يدعو جهشان إلى الالتفات إلى الفرق بين ردة الفعل الأميركية حاليًا وردة الفعل التي شاهدناها بالنسبة إلى الانقلاب في السودان، حيث إنّ إدانة الانقلاب هذه المرة كانت أكثر صرامة وحدة وصراحة.

ويخلص إلى أنّ استعمال لفظ الانقلاب منذ اللحظة الأولى وإدانته والتعبير عن معارضته بهذا الشكل غير معهود أميركيًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close