يتصاعد التوتر في مدينة عقارب جنوبي تونس التي شهدت تطورات أمنية متصاعدة، اليوم الثلاثاء، غداة احتجاجات اندلعت ليلًا رفضًا لقرار السلطات إعادة فتح مكب نفايات.
وفي تصعيد للاحتجاجات، أقدم المتظاهرون على إحراق مركز للحرس الوطني، في وقت تدور مواجهات عنيفة في شوارع البلدة بين الشبان والشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ويتزامن التصعيد مع تضارب في الأنباء حول وفاة شاب قال شهود عيان وعائلته إنه توفي اختناقًا بالغاز الذي أطلقته الشرطة بالبلدة، فيما قالت وزارة الداخلية إنه توفي في منزله على بعد ستة كيلومترات من الاحتجاج بسبب أزمة صحية طارئة.
#Tunisia One young man killed, many injured overnight in Agareb, near #Sfax, as #police fired tear gas at angry people who protested against reopening a #landfill in their town.#KaisSaied #pollution #governance #security #تونس #عقارب pic.twitter.com/AroKjxrwVL
— Mourad TEYEB (مــراد التـائـب) (@MouradTeyeb) November 9, 2021
انسحاب الحرس الوطني
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المواجهات تجددت بين متظاهرين وقوات الأمن، منذ الصباح، في "عقارب" بعد وفاة شاب، الليلة الماضية، خلال الاحتجاجات.
وأشارت إلى أن قوات الأمن انسحبت من المنطقة بعد تجدد المواجهات قبل أن يقدم المحتجون على حرق مركز الحرس الوطني، دون أن يتم تسجيل إصابات أو قتلى جراء ذلك.
مدينة عقارب : انسحاب الأمن و حرق مركز الحرس الوطني #تونس pic.twitter.com/buhiqnhBu2
— محمٌد الهادي بن صالح (@MOHAMEDELHDIBE3) November 9, 2021
وأظهرت تسجيلات مصورة، لحظة اشتعال النيران في مركز الحرس، وسط تجمهر المحتجين الغاضبين، والقيام بنثر أوراق المركز وحرقها في ساحته الخارجية.
جدل حول وفاة متظاهر
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول وفاة شاب خلال فض احتجاجات أمس الإثنين، والذي قيل إنه أزم الموقف هناك في المدينة الواقعة جنوب تونس.
فقد كشفت مصادر في المستشفى الذي نقل الشاب إليه وأخرى من العائلة أنّه توفي بعد تنشّقه غازًا مسيلًا للدموع استعملته قوات الأمن خلال تفريق المحتجّين.
وقال مسؤول في المستشفى لوكالة فرانس برس الثلاثاء: "نُقل عبد الرزاق لشهب لمستشفى عقارب وكان في حالة اختناق".
هذه لقطة من فيلم action ؟ ... لا. أ هؤلاء جنود الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟؟؟... لا لا إنها #تونس_الإنقلاب حرب شوارع البارحة في معتمدية #عڨارب.. 🤔 🤔 #لك_الله_يا #عقارب pic.twitter.com/TvbBlQrwop
— tun-365 (@Tunisia_infos) November 9, 2021
وقال قريبه حسين لشهب: "أصيب باختناق خلال التظاهرة بسبب الغاز، ونقلته إلى المستشفى حيث توفي". وأضاف: "الغاز المسيل للدموع تسرّب داخل المستشفى".
وأكدت شقيقته التي تعمل ممرضة في المستشفى في تصريحات إعلامية: "رموه بالغاز، قتلوه بالغاز".
لكنّ وزارة الداخلية نفت خبر وفاة الشاب جرّاء إصابته بالغاز، وأوضحت في بيان أن "المعني بالأمر توفي إثر إصابته بتوعك صحي طارئ بمنزله الكائن على بعد ستة كيلومترات من مكان الاحتجاجات، ثم نقله أحد أقاربه إلى مستشفى المكان حيث فارق الحياة".
المواطن الذي نقل الشهيد عبد الرزاق لشهب للمستشفى يكذّب بيان وزارة الداخلية و يؤكد ارتكاب الأمن للجريمة#تونس #عقارب#لتونس_جديدة pic.twitter.com/csXVgyAQXZ
— لتونس جديدة (@anewtunisia) November 9, 2021
مكب النفايات
وتسبب إغلاق مكب النفايات ببلدة عقارب منذ نحو شهر، في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية في الشوارع والأسواق، وحتى أمام مستشفيات صفاقس، ثاني أكبر مدينة تونسية.
ومع بدء جمع النفايات من صفاقس، وتحميلها باتجاه عقارب تجمع مئات الشبان رافضين قرار فتحها ما دفع الشرطة لإطلاق الغاز لتفريقهم، واندلعت مواجهات عنيفة جرت بين الشرطة ومحتجين في شوارع البلدة.
وأثار تراكم النفايات المنزلية في الشوارع غضبًا واسعًا في صفاقس، حيث تظاهر الآلاف، الأسبوع الماضي، قائلين إن السلطات تتعمد قتلهم وانتهاك حقهم في الحياة.
وتعد حالة الاحتجاج هذه أول اختبار للحكومة التي عينها الرئيس قيس سعيّد، في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، وكلّف نجلاء بودن برئاستها، لتصبح أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب، وسط حالة استعصاء سياسي مستمرة تشهدها البلاد منذ 25 يوليو/ تموز الماضي، بعدما اتخذ سعيّد قرارات "استثنائية" منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية.