الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

سيتطلّب أعوامًا.. الانتعاش لن يعود إلى سوق العمل قريبًا بسبب الجائحة

سيتطلّب أعوامًا.. الانتعاش لن يعود إلى سوق العمل قريبًا بسبب الجائحة

Changed

الأزمة الصحية العالمية أثرت بشكل أكبر بكثير على الاقتصاد ممّا تُريه الأرقام الرسمية لأن هذه الأخيرة لا تشمل الأشخاص الذين تركوا سوق العمل
الأزمة الصحية العالمية أثرت بشكل أكبر بكثير على الاقتصاد ممّا تُريه الأرقام الرسمية لأن هذه الأخيرة لا تشمل الأشخاص الذين تركوا سوق العمل (غيتي)
لا تزال نسبة البطالة الرسمية أعلى مما كانت عليه قبل الجائحة، وقدرت منظمة العمل الدولية وصول عدد العاطلين عن العمل إلى 207 مليون شخص، مقابل 186 مليونًا عام 2019.

أكّدت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تُلقي بثقلها على الوظائف وسوق العمل حول العالم بحيث أن انتعاش السوق وعودة أرقامها إلى مستويات ما قبل الأزمة الصحية قد يتطلّب أعوامًا.

واضطُرت منظمة العمل الدولية إلى مراجعة توقعاتها بشأن انتعاش السوق هذا العام، وخفضتها بشكل كبير لا سيما بسبب تأثير تفشي المتحورتين دلتا وأوميكرون على معظم دول العالم.

وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية غي رايدر: "بعد عامين على بدء الأزمة، لا تزال الآفاق هشّة والطريق إلى التعافي بطيء وغير مؤكّدة".

وأضاف: "بدأنا نلاحظ أضرارًا محتمل أن تكون مستدامة في سوق العمل ونشهد على ارتفاع مقلق بالفقر واللامساواة"، مشيرًا على سبيل المثال إلى "العديد من العاملين المُرغمين على تغيير وظائفهم" مثلما هي الحال في قطاع السياحة والرحلات الدولية مثلًا حيث أثّرت القيود الصحية المضادة لتفشي كوفيد-19 على سير العمل بشكل كبير.

ولا تزال نسبة البطالة الرسمية أعلى ممّا كانت عليه قبل الجائحة، بحيث قدّرت منظمة العمل الدولية وصول عدد العاطلين عن العمل إلى 207 مليون شخص، مقابل 186 مليون عاطل عن العمل في العام 2019، على أن تبقى مرتفعة حتى عام 2023 على الأقلّ.

وتتوقّع المنظمة أن يبقى معدل النشاط الإجمالي أقلّ بـ1,2% من معدّل عام 2019.

وشددت على أن الأزمة الصحية التي تسببت بوفاة أكثر من 5,5 مليون شخص حول العالم بحسب الأرقام الرسمية وبآلاف مليارات الدولارات من الخسائر، أثّرت بشكل أكبر بكثير ممّا تُريه الأرقام الرسمية لأن هذه الأخيرة لا تشمل الأشخاص الذين تركوا سوق العمل.

اللامساواة وسوق العمل

وقال رايدر: "لن نتعافى من هذه الجائحة من دون انتعاش بعيد المدى لسوق العمل، ومن أجل أن يكون مستدامًا، يجب أن يكون الانتعاش مبنيًا على أسس العمل المُحترم، بما فيها الصحة والأمن والمساواة والحماية الاجتماعية والحوار الاجتماعي".

وبحسب التقرير، تُظهر أميركا الشمالية وأوروبا علامات انتعاش بارزة أكثر، على عكس جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية والكاريبي. 

على المستوى الوطني، تلحظ منظمة العمل الدولية أن "انتعاش سوق العمل هو الأقوى في الدول ذات الدخل المرتفع فيما هو الأضعف في الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأدنى".

ويرد أيضًا في التقرير أن "النتائج غير المتناسبة للأزمة على وظائف النساء ستستمرّ في السنوات المقبلة".

ويشير التقرير أيضًا إلى أن إغلاق المدارس أحيانًا لفترات طويلة جدًا "سيكون له آثار متتالية على المدى الطويل" عند الشباب والشابات، وخصوصًا الذين ليسوا متّصلين بشبكة الإنترنت.

ويعتبر رايدر أنه "بدون تضافر الجهود والسياسات الفاعلة على المستويين الدولي والوطني، من المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات في بعض البلدان لإصلاح الأضرار"، مع عواقب طويلة الأجل "بالنسبة إلى معدّل المشاركة ودخل الأسرة ولكن أيضًا من أجل التماسك الاجتماعي وحتى السياسي".

وشهدت الثروات المتراكمة لمجموع أصحاب المليارات منذ بداية جائحة كوفيد-19 بحسب منظمة أوكسفام  زيادة بمقدار 5 تريليون دولار أميركي" أي "أكبر ارتفاع في ثروة أصحاب المليارات منذ بدء تدوين الإحصاءات"، لتصل إلى أعلى مستوياتها أي 13,800 مليار دولار، فيما تراجعت مداخيل 99% من البشرية.

هذا وحذّر صندوق النقد الدولي من الاقتصادات الناشئة والنامية من مخاطر رفع أسعار الفائدة ودعاها إلى الاستعداد "لفترات من الاضطراب الاقتصادي" مع تباطؤ النمو العالمي بسبب المتحور أوميكرون.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close