الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

شريان الحياة السوري.. الحرب على أوكرانيا تضاعف معاناة اللاجئين

شريان الحياة السوري.. الحرب على أوكرانيا تضاعف معاناة اللاجئين

Changed

تقرير لـ"العربي" من سبتمبر 2021 عن تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا (الصورة: غيتي)
وسط التضخّم الذي ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تعيش بعض العائلات في مخيمات النازحين السوريين على الخبز فقط.

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا منذ فبراير/ شباط الماضي، يُهدّد شريان الحياة الأساسي لملايين النازحين في شمال سوريا، والذين يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات.

ووسط التضخّم الذي ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تعيش بعض العائلات في مخيمات النازحين السوريين على الخبز فقط.

خلال الشهر الماضي، اصطفت مئات العائلات للحصول على مساعدات مالية بقيمة 120 دولارًا.  وقال مسلم سيد عيسى، المتحدث باسم منظمة إغاثة سوريا: من دون المساعدات المالية "أعتقد حقًا أنه ستكون هناك كارثة".

وتحذّر وكالات الإغاثة من كارثة تلوح في الأفق في شمال غرب سوريا، إذا لم يتمّ تمديد قرار مجلس الأمن الذي يسمح بمرور إمدادات الإغاثة عبر الحدود التركية السورية لمدة عام آخر، قبل انتهاء التفويض في 10 يوليو/ تموز الحالي.

ويسمح التفويض للأمم المتحدة بتنسيق شحنات المساعدات التي توفّر الغذاء والدواء وإمدادات الإغاثة الأخرى لملايين الأشخاص في المنطقة، وكثير منهم نزحوا بسبب الحرب.

وفي أحدث تحذير من عواقب عدم تمديد التفويض، قالت عدة وكالات إغاثة، في بيان صدر هذا الأسبوع: "إذا تمّ قطع الممر الإنساني، فسوف يتسبب ذلك في معاناة لا مبرر لها".

ومنذ عام 2014، يسري التفويض عبر الحدود، لكنه قُلّص بشكل كبير العام الماضي عبر الإبقاء على نقطة دخول حدودية واحدة، هي معبر باب الهوى مع تركيا.

وفي السنوات الماضية، هدّدت روسيا باستخدام حق النقض ضد القرار، بحجة أن تسليم المساعدات من تركيا إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في سوريا ينتهك سيادة النظام السوري. وأدت الحرب على أوكرانيا وانهيار علاقات موسكو مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل ممر المساعدة الأممي لسوريا.

ودعت موسكو إلى تسليم المساعدات من الأجزاء التي يسيطر عليها النظام في سوريا، لكن الأشخاص المطلعين على عمليات الإغاثة جادلوا بأن عددًا من العقبات، بما في ذلك قيود حكومة النظام على المساعدات الآتية من أراضيها، تعني أن عمليات التسليم هذه لم تكن كافية لتحل محل عملية المساعدات عبر الحدود من تركيا.

وقال ديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، التي وقعت على البيان المشترك: إن "هذه لحظة من الأهمية بمكان ألا يضطر فيها الشعب السوري إلى دفع ثمن الانقسام الجيوسياسي من أوكرانيا وغيرها، بطريقة تتعارض مع المساعدات الإنسانية الحيوية التي يحتاجونها الآن والتي يحتاجون إليها بكميات متزايدة الآن".

الجوع يرتفع

ويعيش حوالي 4.5 مليون شخص في شمال غرب سوريا، وهي منطقة تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة وتمزّقها الحرب منذ سنوات.

وقال مارك كاتس، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية: إن تدهور الأوضاع يعني أن 4.1 مليون منهم يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية.

وأضاف: "الناس لا يستطيعون شراء الطعام ولا حتى الخبز"، مشيرًا إلى أن العائلات تلجأ إلى أمور "مقلقة" للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك عمل الأطفال وزواج المراهقين.

وأوضح أن الجوع آخذ في الارتفاع بالنسبة لهؤلاء النازحين، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص في المنطقة من نقص التغذية.

وقال كاتس: إن نقص التمويل للعمليات الإنسانية أدى أيضًا إلى انخفاض عدد الشاحنات التي تمر عبر الحدود. عام 2020، عبرت 1000 شاحنة تقدّم مساعدات عبر الحدود. وعلى مدى العامين الماضيين، انخفض العدد إلى حوالي 800 في الشهر.

وشرح كاتس أن الأمر لا يتعلّق فقط بنقل الطعام والإمدادات بالشاحنات، مضيفًا أن العملية سهلت تشغيل المستشفيات، وتوفير المياه النظيفة لسكان المنطقة، ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير المأوى للأشخاص في المخيمات، من بين أنشطة أخرى.

من جهته، أوضح عيسى، المتحدث باسم إغاثة سوريا، أن مصدر القلق الرئيسي هو العدد الهائل من النازحين في شمال غرب سوريا.

وبلغ عدد النازحين في المنطقة 2.8 مليون نازح، وبالنسبة لهم ، كانت التحديات الأخيرة، من زيادة أسعار الوقود خمسة أضعاف إلى ارتفاع تكاليف السلع الأخرى، لا يمكن التغلب عليها.

وأشار عيسى إلى أن "المخيمات تنتشر بشكل كبير في إدلب".

وقال مارتن غريفيث، منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن خلال إحاطة الشهر الماضي: "في العام الماضي، وصلت خمس قوافل مساعدات من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى شمال غرب سوريا.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى مواجهة الواقع. لا يوجد بديل" لإيصال المساعدات من تركيا، مضيفًا أن "احتياجات الشعب السوري، الذي يجب أن يكون اهتمامنا الأول، آخذة في الازدياد، حيث يحتاج المزيد منهم إلى مساعدتنا وحمايتنا".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close